خرجت السفينة التركية الأولى المحمّلة بالحبوب اليوم، الأربعاء 22 من حزيران، من ميناء “ماريوبول” الأوكراني.
وقالت وكالة الأنباء التركية “الأناضول“، إن السفينة التركية التي تحمل اسم “آزوف كونكورد”، غادرت ميناء “ماريوبول” الخاضع لسيطرة الجيش الروسي والانفصاليين.
وأشارت الوكالة إلى أنها السفينة الأجنبية الأولى التي تغادر محمّلة بالحبوب الأوكرانية، وكانت تنتظر أيامًا في الميناء.
تأتي هذه التطورات بعد انتهاء الاجتماع المطوّل المنعقد في العاصمة الروسية موسكو، بين الجانبين التركي والروسي، الثلاثاء 21 من حزيران.
وهو الاتفاق الإيجابي الأول من نوعه بعد اجتماعات بين الأتراك والروس والطرف الأوكراني.
وانتهى الاجتماع الذي شهدته العاصمة موسكو بمشاركة فود عسكرية برئاسة جنرالات من تركيا وروسيا معيّنين في إطار دبلوماسية “الخط الأحمر” (خط الحبوب) في “أجواء بنّاءة وإيجابية للغاية”، بحسب الوكالة.
كما ناقش الوفد العسكري التركي في الاجتماع، عملية النقل الآمن لطائرات القوات المسلحة التركية الموجودة في مطار “بوريسبول” إلى تركيا.
اجتماع رباعي
وبحسب ما نقلته الوكالة، فإنه بعد الاجتماع الذي عُقد الثلاثاء، تم التوصل إلى تفاهم لإجراء محادثات بين كل من تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة لحل المشكلة.
ومن المتوقع أن تجتمع اللجنة الرباعية في تركيا بالأسابيع المقبلة، عقب الاجتماعات مع أوكرانيا والأمم المتحدة.
وبحسب ما ذكرته وزارة الدفاع الروسية، في 26 من أيار الماضي، فإن ست سفن للشحن كانت تنتظر في ميناء “ماريوبول” الأوكراني، وهي سفينة “تساريفنا” البلغارية، و”أزبورغ” الدومينيكية، و”بلو ستار” البنمية، بالإضافة إلى “سمارتا” الليبيرية، و”آزوف كونكورد” التركية، و”ليدي أغوستا” الجمايكية.
ومنذ بداية “الغزو” الروسي لأوكرانيا، تدخلت تركيا لحل مشكلة الإمدادات الغذائية التي سببها “الغزو” من خلال دبلوماسية “الخط الأحمر” (خط القمح).
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أجرى ثلاثة اجتماعات بشأن قضية الحبوب منذ الثلاثاء.
وأجرى أردوغان محادثة هاتفية لأول مرة مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، حول جهودهم المشتركة لتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود، لمنع استمرار أزمة الغذاء العالمية، بحسب ما نقلته صحيفة “TRT” التركية.
وفي 7 من حزيران الحالي، بحث كل من وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، ونظيره التركي، خلوصي أكار، الأوضاع في سوريا وأوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، إن شويغو بحث مع نظيره التركي الأوضاع في أوكرانيا وسوريا”، بالإضافة إلى الحديث عن دور تركيا في مسألة نقل الحبوب من أوكرانيا، بحسب ما نقلته قناة “روسيا اليوم“.
وأضافت الوزارة، “بحث وزراء الدفاع بالتفصيل قضايا سلامة الملاحة في البحر الأسود، المرتبطة بحل مشكلة إخراج الحبوب من أراضي أوكرانيا”.
في حين أن مسؤولين أتراكًا كبارًا قالوا، إن تركيا تسعى للحصول على خصم 25% على الحبوب الأوكرانية التي سيتم نقلها من ميناء “أوديسا” إلى اسطنبول، في اتفاق مشترك بين أنقرة وكييف وموسكو.
أما سفير كييف لدى أنقرة، فاسيل بودنار، فقال إن تركيا هي واحدة من الدول التي تشتري القمح المسروق من أوكرانيا.
وأضاف بودنار للصحفيين، أنه طلب المساعدة من السلطات التركية والشرطة الدولية (الإنتربول) في التحقيق بشأن المسؤولين عن المبيعات والمشتريات والقبض عليهم، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء “رويترز” في 3 من حزيران الحالي.
ووفق الوكالة، أشار بودنار إلى أن الحبوب التي تسرقها روسيا “بلا خجل”، على حد تعبيره، تُباع لدول أجنبية تركيا واحدة منها.
وأفاد أنه وجّه نداء لتركيا لمساعدة أوكرانيا في هذا الموضوع، وبناء على اقتراح الجانب التركي، يجري فتح قضايا جنائية بشأن من يسرق ويبيع، بحسب “رويترز”.
–