حربٌ على أطراف معضمية الشام وغازات تخنق أهلها
زين كنعان – داريا
لم يكن جديدًا على معضمية الشام افتعال قوات الأسد خروقات متكررة للهدنة المبرمة فيها قبل نحو عامين، والتي تضمنت بنودًا أبرزها وقف إطلاق النار وكافة العمليات العسكرية، وفتح الطريق أمام أهالي المدينة للدخول والخروج منها، وإدخال المواد الغذائية، والإفراج عن المعتقلين، وتمثل الخرق الأخير باستهدافها بالغازات السامة في 22 كانون الأول الجاري.
الخروقات التي افتعلتها قوات الأسد خلال الأشهر القليلة الماضية، تبلورت خلال الشهر الحالي بحملة عسكرية لاقتحام المدينة من المحور الجنوبي المحاذي لمدينة داريا، سعيًا لفصل المدينتين عن بعضهما، وتركهما لمواجهة مصيريهما بشكل منفرد ما يسهل السيطرة عليهما.
واستخدمت قوات الأسد خلال حملتها الأخيرة براميل متفجرة وصواريخ أرض-أرض وقذائف مدفعية من جبال الفرقة الرابعة، لكن الجيش الحر فيها تمكن حينها من صد الهجوم، فلجأ النظام إلى استهدافها بالغازات السامة، بحسب ما أوضح أبو قيس، إعلامي لواء “الفتح المبين” العامل في معضمية الشام.
ولفت أبو قيس في حديث إلى عنب بلدي إلى أن “النظام استطاع مفاجأتنا بقصف المدينة بالغازات السامة، لكن هذا لم يغير شيئًا ولم يحقق أي مكاسب على الأرض، سوى مجزرة مروعة بحق المدنيين، وهذا يدل على عجزه العسكري في تحقيق أهدافه بفصل المدينتين عن بعضهما”.
واعتبر إعلامي “الفتح المبين” أن “غدر النظام كان متوقعًا منذ توقيع الهدنة، فماضيه يشهد له بذلك، والجيش الحر لم يتراخ في ربط جبهات المدينة في تحسب لمثل هذا الاقتحام”، وأردف “المعارك مازالت مستمرة، وحالة استنفار عالية في الفصائل العاملة، وتقدم النظام عدة أمتار في منطقة زراعية مكشوفة”.
وكشف أبو قيس عن “مفاجآت” أُعدت لقوات الأسد لو استمرت المعركة، لكنه أبدى تخوفه من ارتكاب مجازر بحق المدنيين “أعداد ضحايا القصف مازالت في ازدياد، الحصيلة الأولية للحملة هي 10 شهداء و40 جريحًا غالبيتهم من المدنيين المقيمين في المنطقة القريبة من الاشتباك”.
أبو كنان الدمشقي، عضو المكتب الإعلامي في المعضمية، وصف لعنب بلدي حال أهالي المدينة بالصعبة، نتيجة الحصار الجزئي المفروض، والسماح بدخول كميات قليلة من الغذاء، ليفاجأ الأهالي باستخدام الغاز السام مؤخرًا، ويسود الرعب بين ما يقارب 44 ألف مدني، على حد قوله.
“حديث الشارع أينما تجولت في المدينة هو ضربة الكيماوي، وما قد يحصل لهم من مجازر إذا ما تابعت قوات النظام حملتها، ووسعت رقعة القصف نحو المناطق المكتظة بالسكان”، وتابع أبو كنان “ثمن صمودنا الموت خنقًا للمرة الثانية أمام مرأى ومسمع دول العالم التي تماطل في إيجاد حل لهذا الطاغية”.
ولفت الناشط الإعلامي إلى أن الوضع الطبي في معضمية الشام سيئ للغاية لعدم توفر المواد الطبية الأساسية والأدوية والأوكسجين، في حين أطلق مشفى الغوطة التخصصي في المدينة عدة نداءات استغاثة إلى المجتمع الدولي، مطالبًا بإدخال المساعدات الطبية لعدم قدرتها على استيعاب المزيد من الإصابات وحالات التسمم بالغازات السامة”.
ولقي 5 مدنيين حتفهم وأصيب آخرون جراء استهداف المعضمية بصواريخ محملة بغازات سامة، الثلاثاء 22 كانون الأول، ووصف أحد أطباء مشفى الغوطة حالة الإصابات الوافدة “ضيق في التنفس وصعوبة في الرؤية وهذيان”، الأمر الذي أعاد إلى الذاكرة مجزرة الكيماوي 21 آب 2013، والتي كان لمعضمية الشام نصيب منها.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :