السوريون يستعملون خريطة رقمية للوصول إلى المياه

  • 2015/12/27
  • 3:59 م

كتب كريم شاهين في صحيفة غارديان البريطانية، 27 كانون الأول، وترجمته عنب بلدي

يعطل القصف المستمر في حلب مصادر التزود بالمياه، ولكن سكان المدينة يحددون أماكن المصادر الآمنة للمياه بمساعدة تطبيق محدث من الصليب الأحمر.

لم تشهد مدينة حلب، العاصمة التجارية لسوريا سابقًا، الكثير من الراحة في السنين الأخيرة، فالمدينة تعيش ظروفًا يُرثى لها وهي تحاصَر في المعارك بين قوات المعارضة والقوات الموالية للرئيس بشار الأسد.

وتزداد حدة الحرب اليومية مع الضربات الجوية والقصف على جبهات المدينة التي تركت للدمار، وحتى مصادر المياه قد عطلت بشكل متكرر، حيث الفصائل المتصارعة تعاقب بعضها في المدينة.

عندما زارت اللجنة الدولية للصليب الأحمر مدينة حلب في أوائل الحرب، وجدت أنه بالإمكان تحسين جانب واحد من الحياة للمدنيين بعد اجتماعهم مع هيئة المياه المحلية، والاطلاع على شبكة كبيرة من الآبار المهملة في المدينة.

وقال المتحدث باسم الصليب الأحمر في سوريا، باول كرزيسيك “جنبًا إلى جنب مع الصليب الأحمر السوري، قلنا سنعمل على تجديد مصادر المياه وخلق نقاط مياه مستدامة في حال قطعت المياه عن حلب”.

وقطعت المياه عن حلب الصيف الماضي، عندها تحمل المقيمون في المدينة ثلاثة أسابيع دون مياه، وفي أوائل تموز، قررت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن تنشر خريطة أساسية تظهر جميع مواقع الآبار المائية مع إحداثيات GPS في صفحتها عبر فيس بوك.

وتابع كرزيسيك “انتشر الخبر بشكل كبير، وأغرقنا بالأسئلة عما إذا كانت مياه هذه الآبار صالحة للاستعمال وفي مواقع آمنة بعيدًا عن المعارك، وردود فعل المقيمين ساعدتنا بتحسين العملية، وأرسلنا مهندسينا للعمل على التحسينات، فالعمل الإغاثي بعيد كل البعد عن المثالية وآراء وأصوات المواطنين السوريين تساعدنا على تحسين العمل الإغاثي”.

لكن التحدي الأكبر كان إيصال المعلومات إلى سكان حلب المستمرين بالنزوح من منطقة إلى أخرى، دون تمكنهم من الوصول إلى التقنية والإنترنت.

ولأن معظم السوريين يستخدمون فيس بوك وشبكة 3G للتواصل، قررت المنظمة إنشاء تطبيق يظهر إحداثيات الآبار على GPS، وبهذا يستطيع سكان حلب أن يستخدموه ويحددوا موقع أقرب مصدر مياه خلال الحصار، وتم نشر رابط التطبيق على فيس بوك معتمدين على براعة سكان حلب في التكنولوجيا.

أطلق التطبيق في أيلول الماضي، ويتم تحديثه باستمرار عند تجديد أي مصادر مياه ووصلها بمضخات ومولدات، وعند تأهيل شبكة المياه. في البدء، احتوت الخريطة على 50 بئر مياه، والآن تحتوي على 100 بئر.

بالرغم من ذلك، يقول كرزيسيك إن الأدوات التقنية هي جزء واحد من جهد عام لمساعدة المدنيين في مناطق النزاع المحاصرة “لانستطيع الاعتماد بشكل كلي على الأدوات التقنية، فيمكن أن تكون غير متوفرة، ولذلك نعتمد على طريقة الحشد الاجتماعي لإيصال المعلومات والتفاعل مع المجتمع.

التقنية تساعد كثيرًا عند غياب طريقة أخرى للتواصل، وعلينا أن نفهم كيف يستخدم الناس التقنية في مناطق الحرب.

مقالات متعلقة

صحافة غربية

المزيد من صحافة غربية