المخابز والأفران في الغوطة الشرقية تستأنف عملها

  • 2015/12/27
  • 3:19 م

أفران الصاج في مدينة دوما بالغوطة الشرقية 22 كانون الأول 2015

هيثم بكار – الغوطة الشرقية

شهدت الغوطة الشرقية انفراجًا طفيفًا بعد استئناف بعض المخابز والأفران عملها في تأمين مادة الخبز للأهالي، بسعر معقول نسبيًا، نتيجة توفر مادة القمح، بعد انقطاع دام حوالي ثلاث سنوات في ظل الحصار المفروض من قبل قوات النظام السوري على المنطقة.

وخلال السنوات السابقة لجأ الناس إلى الاعتماد على “الصاجة” كما يسميها الأهالي، وهي عبارة عن برميل مليء بالحطب المشتعل، وفوقه جزء حديدي يخبز الرغيف عليه، واعتمد الناس على ما تيسر من طحين قمح وشعير، أو حتى علف الحيوانات في فترات سابقة.

ونظرًا للتكلفة الباهظة لعملية الخبز في المنزل مقارنة مع الوضع الذي تعيشة الغوطة الشرقية، اعتمد الأهالي على محال “الصاجة”، إذ لا يخلو حي منها.

عنب بلدي التقت أبو صالح، مالك أحد المحال، وقال إن الأهالي لجؤوا سابقًا إلى خبز دقيق القمح والشعير في منازلهم، مع إقفال المخابز أبوابها في ظل نقص هذه المواد، إلا أنهم توجهوا إلى محال الصاجة بحكم نقص الأدوات اللازمة”.

ولفت أبو صالح إلى أن الأهالي يجلبون الطحين (نصف كيلو أو كيلو)، حسب الكمية المتوفرة لدى كل عائلة، مشيرًا إلى أن أجرة الكيلو الواحد تتراوح بين 150 إلى 175 ليرة سورية، “والحمد لله هذا العمل يوفر لنا دخلًا معقولًا نسبيًا “.

انخفاض سعر ربطة الخبز حيّد محال “الصاجة”

وحول توقف الكثير من أصحاب محال الصاجة عن العمل، قال أبو محروس، وهو مالك “بسطة صاجة” في دوما، إن توفر الطحين والمازوت وانخفاض أسعارهم داخل الغوطة الشرقية، جعل المخابز تستأنف عملها، ما خفض من سعر الربطة الواحدة.

أبو محروس أشار في حديثه لعنب بلدي إلى توقف مالكي “بسطات الصاجة” عن العمل إثر انخفاض سعر ربطة الخبز التي لجأ الناس لشرائها حاليًا، مضيفًا “نحن الآن نفتش عن عمل آخر لنستطيع إطعام عوائلنا”.

أما أم محمد، وهي ربة منزل، فتحدثت لعنب بلدي عن سعادتها لاستطاعتها شراء ربطة الخبز بعد انخفاض سعرها، وقالت “كنا نشتري ربطة الخبز قبل الحصار بـ 35 ليرة ولكنها فقدت تمامًا بعده، ثم لجأنا إلى محال الصاجة”.

ولفتت أم محمد إلى أن تكلفة الكيلو الواحد من الشعير، ويشمل ثمنه وطحنه وأجرة خبزه، وصلت إلى قرابة 600 ليرة سورية، “ينقص أو يزيد حسب توفر المادة”، مضيفةً “الحمد لله أنا سعيدة كوني أستطيع إطعام أولادي خبزًا مصنوعًا من القمح ولو لمرة في الأسبوع”.

سعر الربطة ينخفض إلى الثلث

وعن انخفاض ربطة الخبز في مدن وبلدات الغوطة الشرقية قال أبو راتب، وهو صاحب فرن خبز في مدينة دوما، إن دخول موسم حصاد القمح وإدخال أحد التجار المادة إلى الغوطة، إضافة إلى توفر مادة المازوت لتشغيل الأفران، ساعد في خفض سعر الربطة الواحدة.

وانخفض سعر الربطة تدريجيًا من بداية تشرين الأول الماضي، من ألف إلى 350 ليرة سورية، وارتفع وزن الواحدة منها من 700 غرام سابقًا إلى 900 حاليًا.

عانت مدن وبلدات الغوطة الشرقية من نقص في المواد الغذائية الأساسية، ويبلغ عدد المخابز فيها قرابة 40 مخبزًا، توقفت جميعها بشكل تدريجي مع بداية الحصار، إلا أن بعضها استأنف عمله حاليًا وعددهم 8 أفران، متوزعة في مناطق مختلفة من الغوطة.

مقالات متعلقة

أخبار وتقارير اقتصادية

المزيد من أخبار وتقارير اقتصادية