في حدث لم يتكرر منذ عشر سنوات، سُجلت في مثل هذا اليوم أول حالة انشقاق عسكري في سلاح الجو السوري، بواسطة طائرة حربية، منذ بداية الثورة السورية عام 2011.
حادثة الانشقاق بطائرة حربية، جعلت من وزير الدفاع الحالي في “الحكومة السورية المؤقتة”، حسن مرعي الحمادة، بطلًا في أعين مناصري الثورة السورية، وخائنًا في نظر النظام السوري، ولا يزال صداها عالقًا في أذهان السوريين.
حلّق العقيد الطيّار في صفوف النظام السوري حينها حسن الحمادة بطائرة من نوع “MIG 21” من مطار “خلخلة” العسكري شمال شرقي السويداء، ودخل الحدود الأردنية وحطّ في قاعدة “الملك الحسين الجوية” (قاعدة المفرق الجوية) عند الساعة 11 صباحًا في 21 من حزيران 2012.
انشقّ العقيد الطيّار بدخول طائرته الحربية إلى الأردن الذي منحه حق اللجوء السياسي، ليُسجل أول حالة انشقاق من نوعها في سلاح الجو السوري منذ اندلاع الثورة السورية عام 2011.
وبعثت حادثة انشقاق الطيّار الحمادة حينها الفرحة والأمل في صفوف الثورة والثوار الذين صنّفوه على أنه بطل، لما حمل انشقاقه من أمل بانشقاقات وانقسامات أكبر في صفوف المؤسسة العسكرية التي اتخذها النظام السوري أداة لقمع وقتل المتظاهرين بحجة “الإرهاب والعمالة للخارج”.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع في النظام السوري حينها أن الاتصال فُقد عند الساعة 10:34 صباحًا، مع طائرة “MIG 21” يقودها العقيد الطيّار حسن مرعي الحمادة، في أثناء تنفيذه طلعة تدريبية اعتيادية، قرب الحدود الجنوبية السورية.
واعتبرت الوزارة أن الحمادة فارّ من الخدمة وخائن لوطنه ولشرفه العسكري، وأنها ستتخذ بحقه العقوبات التي تترتب على مثل هذه الأعمال بموجب الأنظمة والقوانين العسكرية المتبعة، بعد أن تأكدت من خروج الطائرة خارج الأجواء السورية وهبوطها في الأردن.
أين الطيّار اليوم؟
بعد الانشقاق عن قوات النظام، بدأ حسن الحمادة بتشكيل “لواء يوسف العظمة”، وتشكيل الأركان حتى نهاية 2012، وفي آذار 2014، شكّل تجمع “القوة 21″ التابعة حينها لـ”الجيش السوري الحر” في مناطق شمال غربي سوريا.
ثم قاد الفرقة “101 مشاة” التي شكّلها منذ 2014 حتى عام 2016، وبحكم خبرته العسكرية، شارك في تطوير صواريخ أرض- جو قصيرة المدى في الفرقة “101”.
وشغل الحمادة منصب نائب وزير الدفاع في “الحكومة السورية المؤقتة” منذ 2017، بحسب ملفه التعريفي في موقع “الحكومة المؤقتة”، قبل انتخابه وزيرًا للدفاع في 15 من تشرين الثاني 2021، عقب استقالة وزير الدفاع السابق، اللواء سليم إدريس، من منصب رئاسة هيئة الأركان ووزارة الدفاع في 1 من أيلول 2021.
وينحدر الحمادة من مدينة كفرتخاريم شمال غربي سوريا، بريف إدلب الشمالي الغربي، من مواليد عام 1967، وعمل قبل انشقاقه مع مركز “البحوث العلمية- فرع الطيران المسيّر” في صفوف الجيش السوري منذ عام 2004 حتى تاريخ انشقاقه في 2012، وشغل منصب رئيس فريق البحث العلمي في “اللواء 93”.
–