عنب بلدي – خاص
لا شيء لدى السوريين ليقولوه عن العام الجديد، ولا أمنيات بالنجاح والتطور ككل عام، الموت في 2015 كان في كل مكان، لأول مرة تدخل أقوى القوى العالمية لتقصف في سوريا “للقضاء على الإرهاب”، في حين لا تفارق طائرات النظام السوري المحملة بالبراميل سماء مناطق المعارضة، مخلفة دمارًا كبيرًا وطوفانًا من اللاجئين يهدم الحدود كل يوم.
بعد أربعة أعوام من عمر الثورة، خرج مجلس الأمن بقرار دولي حمل الرقم 2254 لأجل إيجاد حل للصراع السوري، على أمل أن يكون العام المقبل خلاصًا لملايين السوريين في الداخل وفي الشتات.
ومع اقتراب العام الخامس للثورة من نهايته، يحمل السوريون للعام الجديد أمنيات وآمال بأن يكون العام 2016 أفضل. عام يكلل بانتصار الثورة وبأن يحصل السوريون على حريتهم التي خسروا من أجلها الكثير.
أمنيات بانتهاء الحرب
خلال العام 2015 طافت صورة إيلان الكردي العالم، الطفل الذي وجدت جثته ممددة على أحد الشواطئ التركية بعدما حاول والده الوصول به وبأفراد أسرته إلى اليونان بحرًا، وهزت الصورة حكومات فاعلة في الملف السوري ودفعتهم للتحرك من أجل تخفيف معاناة السوريين اللاجئين أو للمسارعة في إيجاد حل للصراع. إذ أعلنت كندا عن نيتها استقبال 50 ألف لاجئ سوري، وكذلك فعلت النمسا، وعلى الطريق سارت ألمانيا عندما قررت رفع حصتها من المهاجرين وتسريع إجراءات لمّ الشمل، ومثلها الولايات المتحدة وبريطانيا التي وصلها لاجئون سوريون، ومنهم الشابة السورية مزون المليحان (17 عامًا)، الملقبة بـ “ملالا سوريا”، التي وصلت إلى مدينة نيوكاسل، بعد حصولها وعائلتها على حق اللجوء، كأول عائلة سورية تصل من مخيمات اللجوء في الأردن.
وكان لوالد الطفل إيلان أمنية خاصة أفصح عنها لقناة Chanel 4 البريطانية قائلًا “آمل بأن تنتهي الحرب في سوريا العام المقبل وأن يعم السلام العالم”.
فيما يقول الصحفي أحمد بريمو (34 عامًا) من ريف حلب الشمالي “أتمنى أن يكون العام المقبل عام سلام، وأن يتوقف شلال الدماء السوري.. أتمنى أن ينتصر الشعب السوري ويعود الأمان لسوريا التي نحب، كما أتمنى رجوع المهجرين من المخيمات ومن بلاد اللجوء إلى بيوتهم وأهلهم”.
أما الإعلامي الحلبي خليفة خضر (22 عامًا)، فيتمنى أن تتحرر سوريا من تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” ومن النظام، وأن يعود المهجرون. وللشاب أمنية شخصية تتلخص في أن يصبح في السنة الثانية في الجامعة.
بينما يتمنى أبو محمد (30 عامًا)، والذي يعمل في محل لبيع الأقمشة في دمشق، “أن تعود الناس إلى بيوتها.. سوريا معهم أجمل”.
نصّ قرار مجلس الأمن على اعتماد بيان جنيف ودعم بيانات فيينا الخاصة بسوريا من أجل تحقيق انتقال سلمي للسلطة، ودعوة الأمين العام للأمم المتحدة ممثلي النظام والمعارضة للمشاركة في مفاوضات رسمية لتحقيق الانتقال السياسي، على أن تبدأ المفاوضات مطلع كانون الثاني 2016 .
ونص القرار على تشكيل هيئة حكم ذات مصداقية، وتشمل الجميع وغير طائفية، واعتماد مسار صياغة دستور جديد لسوريا في غضون ستة أشهر، والدعوة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة على أساس الدستور الجديد في غضون 18 شهرًا تحت إشراف الأمم المتحدة.
إكمال التعليم وتنمية المواهب
بعيدًا عن أمنيات عودة اللاجئين إلى بيوتهم، وتوقف الحرب وسقوط النظام، يتمنى الشاب سيف أطرش، المقيم في دمشق، في العام 2016 أن يصبح عازف عود متمرس، أما الطالبة الجامعية أمل (23 عامًا)، فتأمل بأن تنهي دراستها الجامعية في كلية الحقوق بجامعة دمشق، وأن تتفرغ بعدها للحياة العملية خلال العام 2016.
ربا، طالبة تدرس العلوم السياحية في دمشق، تمنت أن يعود الأمان إلى سوريا، وأوضحت أن السنوات الخمس التي عاشها السوريون في ظل الحرب “كافية لنقيم الصلاة من أجل السلام في البلاد”.
وبخلاف ربا، تحلم فاطمة (28 عامًا)، وهي موظفة قطاع عام في دمشق، بأن تتيسر إجراءات لم الشمل مع خطيبها المقيم في ألمانيا، بعد أن هاجر منذ ستة أشهر واستقر في برلين، ويسعى حالياً إلى لم شملها ليكمل إجراءات الزواج هناك بعد أن تعثر زواجهما في سوريا عدة مرات ما دفعه للرحيل.
تمحورت معظم إجابات السوريين الذين استطلعنا رأيهم للسنة الجديدة حول الوضع الأمني والسياسي في سوريا، ويؤكد أستاذ الكيمياء فراس بطيخة (32 عامًا)، أنّ طموحه لعام 2016 يتمثل بخلاص وضعه في ظل الحرب، إذ إنه يتمنى أن ينتهي الصراع ليعيش كما كان سابقًا قبل العام 2011.
أما حيدر (25 عامًا)، وهو شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، فيسعى إلى اللحاق بعائلته المقيمة في النرويج ولم شمله من قبل زوجته، “لم يعد في سوريا ما نتمناه لأن المعارك بددت كل أمنياتنا، لذلك أمنيتي الوحيدة هي الذهاب إلى أوروبا لألحق بعائلتي التي سافرت إلى هناك الصيف الماضي”.
علا (22 عامًا)، تعمل في أحد مولات العاصمة، تتمنى أن تتحسن الظروف الاقتصادية والمعيشية لعائلتها، لا سيما بعد أن أجبرتها هذه الظروف على إيقاف تسجيلها الجامعي وبدء العمل، وتبين أن ارتفاع الأسعار وصعوبة المعيشة سيؤديان إلى التفريط بدراستها.
وصل نحو 220 ألف لاجئ إلى أوروبا بحرًا في شهر تشرين الأول الماضي، ويوازي عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى أوروبا طيلة عام 2014. فيما يشكل اللاجئون السوريون النسبة الأكبر.
3440 مهاجرًا من هؤلاء غرقوا أو فقدوا هذه السنة أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط إلى القارة الأوروبية، فيما تقول منظمة الهجرة العالمية إن 400 من هؤلاء ماتوا غرقًا لدى محاولتهم عبور البحر من تركيا إلى اليونان، بحسب مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. أما رئيس مجلس الوزراء في حكومة النظام وائل الحلقي فقال إن نحو 143 ألف مواطن هاجروا من البلاد خلال تشرين الثاني وحملوا معهم القطع الأجنبي.