فقط طلبنا أن يعاملونا كالبشر
14 قرارًا أمميًا لم ينفذ منها شيء
محمد فواز – عنب بلدي
“شو صار معون”، سأل الحاج أحمد ابنه عن نتائج اجتماع مجلس الأمن الأخير حول سوريا، ليجيبه ابنه أنهم اتفقوا على ضرورة البدء بمفاوضات سياسية بين المعارضة والنظام من أجل مرحلة انتقالية، كما دعوا إلى ضرورة وقف لإطلاق النار بشكل كامل في سوريا.
التفت الحاج، التي حفرت السنين الستون التجاعيد في وجهه وزادتها بشدة الخمس السنوات الأخيرة، إلى ابنه قائلاً “يعني رح يشيلوا بشار ولا لأ؟”، ارتبك ابنه بعد رؤية علامات الغضب بادية على وجه أبيه وقال “لم يتكلموا عن ذلك”، تمتم الحاج بكلمات وذهب إلى فراشه دون أن ندري هل كان متعبًا يريد النوم أم يريد الهروب من الواقع.
الكثيرون ممن خرجوا في مظاهرات عام 2011 ليهتفوا “الشعب يريد إسقاط النظام” لم يخمنوا أن قضيتهم ستصبح دولية بامتياز، وبأنها ستخضع للتجاذبات والمصالح السياسية، ولم يكونوا مدركين أن السياسة في أحد تعريفاتها هي “فن الممكن”.
القرار الأممي 2254 بشأن سوريا هو الرابع عشر منذ بداية الثورة السورية، لكن أي منها لم ينفذ، ويتساءل الناشط زيد هلال عن الفارق الذي سيشكله هذا القرار طالما أنه عبارة عن تمنيات ورجاءات غير ملزمة للنظام في سوريا، ويعود زيد بذاكرته لأول الثورة قائلًا “اجتمعت أنا وكل أصدقائي عند أول اجتماع لمجلس الأمن بخصوص سوريا منتظرين نتائجه ومتوقعين أن يكون تحت البند السابع (ملزمًا تحت التهديد العسكري) لينتهي الاجتماع بالإدانة، تلقينا أول صفعة دولية لثورتنا وبعدها خرج الرئيس الأمريكي قائلًا أن الأسد فقد شرعيته، لنتوقع أن الباقي للنظام هو أيام فقط”.
الطائرات الروسية تخلط الأوراق
مع الوقت بدأ الشعب السوري يشعر أن الحرية سيحققها بسواعده، لكنه لم يتوقع أن تأتي الطائرات الروسية لتقصف، وأن تتدخل إيران وحزب الله وبأن تختلط الأوراق كما اليوم، وأصبحت تلك الكلمات التي تصرح بها الدول الأخرى من قبيل رحيل النظام وإيقاف القتل هي مجرد عبارات للاستهلاك السياسي.
ويخشى الناشط الإعلامي، أن تتحول الثورة السورية لما يشبه القضية الفلسطينية حيث لا تسمع سوى قرارات وشجب وإدانات دون أي جدوى، ويقول “صرنا نشعر بالغيظ من تلك القرارات والتصريحات ونحن وكل العالم بات يعرف أنها كلمات فقط دون أي تطبيق في الواقع، بل إن النظام بات يسخر من تلك القرارات بقصفه المستمر، ولسان حاله يقول للعالم: صرحوا بما تشاؤون وقرروا كما تشاؤون سنقوم بالقتل كما يحلو لنا، فبعد كل هذه السنين وهذا التدمير والقتل لن تقوموا بفعل شيء … أما الشعب السوري فصار يعرف أن ما يسمى الأمم المتحدة وحقوق الإنسان كذبة كبيرة، لكننا نذّكر -للأمانة- كل العالم بمأساتنا ونقول لهم: فقط طلبنا أن يعاملونا كالبشر فقتلونا”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :