ذكرى وفاة الأديب الفقيه علي الطنطاوي.. دمشقي برسالة عالمية
يصادف اليوم، 18 من حزيران، وفاة الأديب والفقيه السوري علي الطنطاوي، الذي يعد من الشخصيات الأدبية التي كتبت عدة مجلدات ذات صبغة إسلامية، إذ شارك الطنطاوي من خلال كتبه قضايا العالم الإسلامي ومشكلاته، كي يعزز وعي الشعوب المسلمة من ناحية دينية ضمن فترات فقد فيها العرب أسباب توازنهم الفكري والحضاري.
فبحسب الطنطاوي، فإن غالبية العرب يعجزون عن التفكير المنطقي الذي يدرك نقاط الائتلاف والاختلاف، ويربط بين الأسباب والمسببات، وينتقي المفيد ويدع الضار، وفق كتاب “ذكريات الطنطاوي”.
كتب الأديب الطنطاوي في فنون النثر جميعًا، فكتب المقالة والقصة التاريخية والاجتماعية وقصص الناشئة (الأطفال)، وسيرة الغير، وسيرة الذات، والتاريخ، والفقه الإسلامي، والفكر، والاجتماع، والتربية.
كما يملك الأديب خطبًا كثيرة، وأحاديث عبر وسائل الإعلام في فترة مبكرة من دخولها العالم العربي، بعضها مرتجل وبعضها مكتوب.
وكتب في الرواية وفي المسرح بقلة، وأخرج بعض ما كتبه على خشبة المسرح، إلا أن الاستعمار منعه من نشر بعض ما كتب في مرحلة شبابه.
وبلغت مؤلفات الطنطاوي المنشورة أكثر من 50 كتابًا، بين كتب مستقلة، ومقالات مجموعة مما نشر، ورسائل ومحاضرات.
ولا تزال دار النشر “المنارة” تواصل جمع ما تناثر من مقالاته، ونشر ما تبقى من مؤلفاته.
سليل عائلة من العلماء
ولد علي الطنطاوي في دمشق في 12 من حزيران 1909، لأسرة عُرف أبناؤها بالعلم، فقد كان والده، الشيخ مصطفى الطنطاوي، من العلماء المعدودين في الشام وانتهت إليه أمانة الفتوى في دمشق.
كما أن أسرة والدته أيضًا “الخطيب” من الأسر العلمية في الشام، وكثير من أفرادها من العلماء المعدودين.
وكان علي الطنطاوي من أوائل الذين جمعوا في الدراسة بين طريقي التلقي على المشايخ والدراسة في المدارس النظامية، إذ تعلم في هذه المدارس إلى آخر مراحلها، وحين توفي والده، وعمره 16 عامًا، صار عليه أن ينهض بأعباء أسرة فيها أم وخمسة من الإخوة والأخوات هو أكبرهم.
ومن أجل ذلك فكر الطنطاوي في ترك الدراسة واتجه إلى التجارة لفترة قصيرة من حياته، وفق كتاب “ذكريات الطنطاوي” الذي وردت فيه أجزاء من مذكرات الأديب، ثم عاد إلى الدراسة ليكمل طريقه فيها، ودرس الثانوية في “مكتب عنبر” الذي كان الثانوية الكاملة الوحيدة في دمشق حينها، ومنه نال شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) عام 1928.
وبعد ذلك ذهب إلى مصر ودخل دار العلوم العليا، وكان أول طالب من الشام يذهب إلى مصر للدراسة الجامعية، ولكنه لم يتم السنة الأولى وعاد إلى دمشق في السنة التالية عام 1929، فدرس الحقوق في جامعتها حتى نال الليسانس (البكالوريوس) عام 1933.
عزلته ووفاته
في عام 1963، سافر علي الطنطاوي إلى الرياض مدرّسًا في “الكليات والمعاهد” (وكان هذا هو الاسم الذي يُطلَق على كلّيتَي الشريعة واللغة العربية، وقد صارت من بعد جامعة الإمام محمد بن سعود).
وفي نهاية نفس العام عاد إلى دمشق لإجراء عملية جراحية بسبب حصاة في الكلية عازمًا على أن لا يعود إلى المملكة في العام المقبل، إلا أن عرضًا بالانتقال إلى مكة للتدريس فيها حمله على التراجع عن ذلك القرار.
وهكذا انتقل علي الطنطاوي إلى مدينة مكة ليمضي فيها، وفي مدينة جدة 35 عامًا، فأقام في أجياد مجاورًا للحرم 21 عامًا (من عام 1964 إلى عام 1985)، ثم انتقل إلى العزيزية (في طرف مكة من جهة منى) فسكنها سبعة أعوام، ثم إلى جدة فأقام فيها واعتزل وسائل الإعلام حتى وفاته في عام 1999.
وفي 18 من حزيران عام 1999، توفي الطنطاوي في مستشفى “الملك فهد” بمدينة جدة السعودية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :