د. أكرم خولاني
فحص الخضاب السكري أو الهيموغلوبين الجلوكوزي (Hba1c)، من أهم الفحوصات التي تُجرى لكشف الإصابة بالداء السكري، ولمعرفة مدى السيطرة على مستوى السكر في الدم لمرضى السكري، وتكمن أهمية هذا الاختبار في كونه يظهر متوسط معدل سكر الجلوكوز في الدم خلال الأسابيع الـ8- 12 التي تسبق الفحص، لذا يدعى بالعامية تحليل السكر التراكمي (Cumulative Sugar Test).
ما الخضاب السكري (HbA1c)
خضاب الدم (الهيموغلوبين) هو صبغة الدم الحمراء، ويعد أحد أهم البروتينات الموجودة داخل خلايا الدم الحمراء، فهو الذي ينقل الأكسجين وثاني أكسيد الكربون في الدم، وتوجد منه عدة أنواع أهمها النوع “A” (HbA)، ويستطيع الخضاب “A” أن يتحد مع سكر الجلوكوز الموجود معه في بلازما الدم، ويعبر عن الخضاب المرتبط بالسكر بإضافة 1 إلى “HbA” ليصبح “1HbA”، وتتعلق معظم هذه الترسبات السكرية بوحدة فرعية محددة من الخضاب يعبر عنها بـ”c”، لذلك يعبر عن الخضاب المرتبط بالسكر بـ”HbA1c”، ويسمى الخضاب السكري (Glycosylated Haemoglobin)، وعند إجراء تحليل الخضاب السكري فإنه يعبر عن معدله كنسبة مئوية من مجموع الخضاب عمومًا.
وتبقى الرابطة بين السكر والخضاب ثابتة وغير قابلة للانفكاك، وتستمر حتى نهاية عمر كرية الدم الحمراء الذي يبلغ وسطيًا 120 يومًا، ولكن اتحاد السكر مع الخضاب يحتاج إلى ما يقارب الشهر، لذلك فإن معدل الخضاب السكري يعكس مستوى السكر في الدم خلال 2- 3 أشهر الماضية.
ما أهمية فحص الخضاب السكري؟
تتمثل أهمية فحص الخضاب السكري في ما يأتي:
- تشخيص الداء السكري، فهو يعد من أفضل الفحوصات لنسبة السكر في الدم، كونه لا يتأثر بالعديد من العوامل المختلفة على عكس الفحوصات الأخرى.
- المساعدة في متابعة وتقييم حالة مريض السكري، ويستند الطبيب إلى نتائج هذا الاختبار بالإضافة إلى نتائج قياس الجلوكوز في المنزل من أجل تحديد التعديلات اللازمة على العلاج المتبع، وينبغي على المصابين بالسكري إجراء الفحص بشكل دوري كالتالي:
- المرضى الذين يأخذون علاجًا بالإنسولين: يُنصح بإجراء هذا الاختبار بشكل دوري كل ثلاثة أشهر في حال أظهر الفحص أن السكري مضبوط بشكل جيد، ويجب إعادته قبل أقل من ثلاثة أشهر في حال عدم ضبط المريض لمستوى السكري بشكل جيد، إلا أنه لا ينبغي إجراء هذا الاختبار أكثر من مرة كل ستة أسابيع.
- المرضى الذين لا يأخذون علاجًا بالإنسولين: يُنصح بإجراء هذا الاختبار بشكل دوري كل ستة أشهر في حال كان السكري مضبوطًا بشكل جيد، ويجب إعادته قبل ذلك في حال كان السكري غير مضبوط.
هل من شروط خاصة لإجراء فحص الخضاب السكري؟
لا توجد أي تعليمات يجب على المريض اتباعها قبل إجراء الفحص، ويمكن إجراء الفحص من أي عينة دم عشوائية (سواء قبل الطعام أو بعده) ولا يشترط الصيام لإجرائه.
ما دلالات نتيجة فحص الخضاب السكري؟
بالنسبة للأشخاص العاديين:
4%-5.6%: الجسم سليم، ولا وجود لإصابة بمرض السكري.
5.7%- 6.4%: مرحلة ما قبل السكري (Prediabete)، وتعني أن مستويات السكر في الدم أعلى من الطبيعي لكنها لم تصل إلى مستويات الإصابة بالداء السكري، وهي مرحلة غالبًا ما تتحول إلى سكري نمط 2 إذا لم يتم تغيير نمط الحياة.
6.5% أو أكثر: إصابة مؤكدة بمرض السكري، لكن يجب أن تأتي نتيجة اختبارين مُنفصلين للخضاب السكري بنسبة 6.5% أو أكثر ليتم تشخيص الإصابة بالداء السكري.
وبالنسبة لمرضى السكري:
أقل من 6.5%: مثالي والسكري مضبوط بشكل جيد.
6.5%- 7.5%: السكري متوسط الضبط.
أكثر من 7.5%: السكري سيئ الضبط.
هل هناك حالات معيّنة لا يُعتمد فيها على تحليل الخضاب السكري لتشخيص الداء السكري؟
نعم، هناك حالات ينبغي عدم استخدام فحص الخضاب السكري فيها لتشخيص الداء السكري، وإنما يعتمد على تحليل سكر الدم على الريق واختبار تحمل السكر عن طريق الفم، وأهمها:
- تشخيص السكري الحملي لدى النساء الحوامل (في الثلثين الثاني والثالث يعطي تحليل الخضاب السكري نتيجة طبيعية أقل من النتيجة الحقيقية، أي أن مستوى السكر قد يكون مرتفعًا ومع ذلك يكون معدل الخضاب السكري ضمن الطبيعي).
- الكشف عن السكري لدى مرضى التليّف الكيسي.
- تشخيص السكري عند الأطفال والمراهقين.
- وجود أحد العوامل التي يمكن أن تؤثر على صحة نتيجة فحص الخضاب السكري.
ما العوامل التي يمكن أن تؤثر على نتيجة فحص الخضاب السكري؟
من أبرز العوامل التي قد يتأثر بها فحص الخضاب السكري ما يأتي:
- مرض فقر الدم بسبب عوز الحديد أو عوز فيتامين “B12” مثلًا.
- اضطرابات الخضاب مثل التالاسيميا أو فقر الدم المنجلي مثلًا.
- فقد الدم نتيجة نزيف حاد أو مزمن.
- أمراض الكلى والكبد.
- ارتفاع الكوليسترول والشحوم الثلاثية في الدم.
- تعاطي الكحول المزمن.
- تناول بعض المكملات الغذائية، مثل المكمل الغذائي لفيتامين “C” أو فيتامين “E”.