الرقة- حسام العمر
حاول صالح القشّاط (44 عامًا)، مزارع من قرية الصالحية بريف الرقة الشرقي، اتخاذ عدة إجراءات في وقت مبكر كان يتوقع منها أن تسهم في زيادة إنتاجية محصوله من القمح.
وقال صالح لعنب بلدي، إنه زاد من كمية السماد الكيماوي بمعدل النصف خلال دورة موسم القمح، ليضع في الدونم الواحد 75 كيلوغرامًا في حين كان يضع نحو 50 كيلو في كل عام، إلى جانب زيادة عدد “الريات”، ولكن ذلك كله لم يأتِ نتيجة، فخابت آمال المزارع، إذ أنتج هكتار القمح كمية أقل من المعتاد سنويًا.
وقال مزارعون في ريف الرقة التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية” لشمالي وشرقي سوريا، إن إنتاجية القمح لهذا العام انخفضت بمعدل الثلث، لتتراوح إنتاجية الدونم الواحد بين 200 و400 كيلوغرام، بعد أن كانت تزيد في الأعوام السابقة على 500 كيلوغرام لذات المساحة.
وخلال موسم القمح الحالي، زرع الفلاحون في شمالي وشرقي سوريا، ومن ضمنهم فلاحو الرقة، نحو ثلاثة ملايين دونم، وهذه المساحة مروية بالكامل، ومعظمها يروى بمياه نهر “الفرات” ورافده “البليخ” وقنوات الري الصادرة عنهما.
وأشار عبد المحسن العاني (38 عامًا)، وهو مزارع من قرية حزيمة بريف الرقة الشمالي، إلى أن “الإدارة الذاتية” تأخرت كثيرًا في تقديم السماد والمحروقات للمزارعين، ورغم ذلك فإن أغلب المزارعين اشتروا هذه المواد، ولم ينتظروا “الإدارة”، على أمل أن تعوضهم إنتاجية الموسم عن المصاريف الزائدة التي وضعوها، بحسب ما رصدته عنب بلدي.
واعتبر عبد المحسن أن الزراعة في أرياف الرقة ومعظم مناطق شمالي وشرقي سوريا تعيش “أصعب” أيامها، وتحتاج إلى زيادة الإمكانات والجهود المبذولة، سواء من قبل السلطات التي تدير المنطقة، أو المنظمات الدولية التي تنفذ بعض المشاريع الزراعية وتدعم المزارعين.
تغيرات مناخية أسهمت بضعف الإنتاج
المهندس الزراعي حسين الرجب من مدينة الرقة، قال لعنب بلدي، إن التغيرات المناخية الحاصلة خلال هذا العام، أسهمت بخفض إنتاجية موسم القمح في الدونم الواحد بالمقارنة مع السنوات السابقة.
وأشار المهندس إلى أن موجات البرودة والعواصف الهوائية التي شهدتها المنطقة، أسهمت في عرقلة نمو حبات القمح خلال فترة نمو الطور اللبني، التي تحدد نوعية الحبة ووزنها ومقاومتها للآفات الزراعية.
وحمّل المهندس الزراعي أيضًا رداءة بعض نوعيات البذور والمبيدات الحشرية جزءًا من مشكلة قلة الإنتاجية، معتبرًا أن بعض هذه المبيدات والبذور، لا تتوافق مع طبيعة المناخ في مناطق شمالي وشرقي سوريا، وأغلبها تم تهجينه وصناعته لمناخات أخرى.
وفي 25 من نيسان الماضي، حذرت “لجنة الزراعة والري” في “مجلس الرقة المدني” من انتشار حشرة “السونة”، التي تهدد بتلف محصول القمح إذا لم يستعمل المزارعون المبيدات المناسبة.
ونقلت وكالة “نورث برس” عن حمود الخلف، رئيس “مكتب الوقاية” في “لجنة الزراعة والري” قوله، إن المنطقة تشهد انتشارًا واسعًا لحشرة “السونة”، ومن الممكن أن تتسبب الآفة الحشرية بضرر مباشر على سنابل القمح.
وحُددت تسعيرة شراء القمح في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” بـ2200 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد، وتخضع لنظام الدرجات، بينما حُدد سعر شراء الشعير بـ1600 ليرة سورية للكيلوغرام.