قدّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) نزوح حوالي 37 مليون طفل في جميع أنحاء العالم خلال عام 2021.
وقالت “يونيسف” في بيان صدر اليوم، الجمعة 17 من حزيران، إن الصراع والعنف والأزمات الأخرى أدت إلى نزوح 36.5 مليون طفل من منازلهم في نهاية عام 2021.
وأشارت المنظمة إلى أن هذه الحصيلة تعد الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية، وتشمل 13.7 مليون طفل لاجئ وطالب لجوء، وما يقرب من 22.8 مليون طفل مشرد داخليًا.
ولا تشمل الحصيلة الأطفال النازحين بسبب الصدمات أو الكوارث البيئية، ولا أولئك الذين نزحوا مؤخرًا في العام الحالي، بمن في ذلك جراء الحرب في أوكرانيا.
وذكرت المنظمة أن العدد العالمي للأطفال النازحين زاد 2.2 مليون خلال العام الماضي، مشيرة إلى تضاعف عدد اللاجئين حول العالم في العقد الماضي، ويشكّل الأطفال ما يقرب من نصف العدد الإجمالي.
ويعيش أكثر من ثلث الأطفال النازحين في إفريقيا جنوب الصحراء، وربعهم في أوروبا وآسيا الوسطى، و%13 في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بحسب “يونيسف”.
المديرة التنفيذية لـ”يونيسف”، كاثرين راسل، قالت، “لا يمكننا تجاهل الأدلة، إن عدد الأطفال الذين نزحوا بسبب النزاعات والأزمات يتزايد بسرعة”.
وأضافت، “آمل أن يدفع هذا الرقم المقلق الحكومات إلى منع الأطفال من النزوح في المقام الأول، وعندما يتم تهجيرهم، لضمان حصولهم على التعليم والحماية والخدمات الحيوية الأخرى التي تدعم رفاههم وتنميتهم الآن وفي المستقبل”.
ودعت “يونيسف” الحكومات إلى اتخاذ ستة إجراءات لتحقيق المساواة في الحقوق والفرص لجميع الأطفال اللاجئين والمهاجرين والنازحين، هي:
– تقديم دعم متساوٍ لجميع الأطفال من أينما أتوا.
– الاعتراف بالأطفال اللاجئين والمهاجرين والمشردين كأطفال أولًا وقبل كل شيء، مع التمتع بحقوق الحماية والتنمية والمشاركة.
– زيادة العمل الجماعي لضمان الوصول الفعال إلى الخدمات الأساسية، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم، لجميع الأطفال المشردين والأسر بغض النظر عن وضعهم.
– حماية الأطفال اللاجئين والمهاجرين والمشردين من التمييز وكراهية الأجانب.
– إنهاء ممارسات إدارة الحدود الضارة واحتجاز الأطفال المهاجرين.
– تمكين الشباب اللاجئين والمهاجرين والنازحين لإطلاق العنان لمواهبهم وتحقيق إمكاناتهم الكاملة.
وفي 15 من أيار الماضي، طالبت “يونيسف” بمبلغ 245 مليون دولار لتقديم المساعدة المنقذة للحياة في جميع أنحاء سوريا لعام 2022، حيث وصلت قيمة التبرعات المؤمّنة إلى قرابة 88 مليون دولار من أصل المبلغ الإجمالي المطلوب 334 مليون دولار.
وأكد تقرير المنظمة للوضع الإنساني في سوريا لشهر آذار الماضي، أن زيادة سُجلت في معدلات “سوء التغذية الحاد” بالتزامن مع تدهور الوضع الغذائي سوريا، وتأتي الزيادة نتيجة لانعدام الأمن الغذائي والارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية مع التدهور الاقتصادي.
وبلغ عدد الأشخاص المستهدفين من المنظمة الذين هم بحاجة إلى مساعدات منقذة للحياة في سوريا نحو 9.1 مليون شخص، من بينهم 5.5 مليون طفل، بحسب التقرير.
وفي 7 من نيسان الماضي، حذّرت “يونيسف” من تفاقم مشكلة سوء التغذية لدى الأطفال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مع استمرار الحرب في أوكرانيا.
وجاء في بيان للمنظمة حينها، أن العديد من الدول العربية، بينها سوريا، كانت تعتبر “مراكز جوع” قبل الأزمة الأوكرانية جرّاء تداعيات النزاعات والأزمات الاقتصادية التي تشهدها.
وأكدت المنظمة أن استمرار الحرب في أوكرانيا سيؤثر بشكل كبير على الأطفال في هذه الدول، إذ يحصل طفل واحد من بين كل أربعة أطفال على الغذاء الذي يحتاج إليه في سوريا.
–