“الشبكة السورية” تطالب باستمرار دخول المساعدات رغم الرفض الروسي
طالبت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” باستمرار دخول المساعدات عبر معبر “باب الهوى” في حال استخدام الفيتو الروسي لإيقافها.
وقالت الشبكة، في تقرير صادر اليوم، الخميس 16 من حزيران، إن “روسيا طرف في النزاع السوري وتستخدم الفيتو مع ارتكابها والنظام السوري جريمة التشريد القسري، التي تشكل جريمة ضد الإنسانية، مشيرة إلى أن ملايين السوريين المشردين داخليًا في شمال غربي سوريا بحاجة ماسة إلى المساعدات الأممية العابرة للحدود”.
واعتبر التقرير أن اقتراب تجديد قرار إدخال المساعدات الأممية العابرة للحدود في سوريا يعد موسمًا روسيًا لابتزاز الأمم المتحدة والدول المانحة، مشيرًا إلى أن روسيا والنظام السوري يعتبران ملايين السوريين المشردين قسريًا بمثابة رهائن، على الرغم من أنهما “المتسبب الأساسي في تدمير منازلهم وتهديدهم وتشريدهم قسريًا”.
جاء في التقرير أن دخول المساعدات الأممية عبر الحدود عمل مشروع، ولا يحتاج إلى إذن من مجلس الأمن، وما من قاعدة في القانون الدولي تنص على أن إدخال منظمة الشؤون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة مساعدات عبر الحدود يعتبر أمرًا غير قانوني.
لكنَّ مجلس الأمن قد احتكر هذه المهمة الإنسانية، وأدخلها ضمن صلاحياته، عندما أصدر القرار 2165، الذي كان في ظاهره داعمًا للمساعدات الأممية وفي باطنه توسيعًا لصلاحيات المجلس بشكل تعسفي، وتحكمًا في قضايا خارج اختصاصه، وبذلك أصبحت المساعدات الإنسانية تخضع للابتزاز والبازار السياسي بصرف النظر عن حاجة ملايين السوريين، وربما غير السوريين في دول أخرى.
وبحسب التقرير، تضمن قرار مجلس الأمن “2585” بندين جديدين لم تشملهما القرارات التسعة التي سبقته، الأول إدخال المساعدات الإنسانية عبر خطوط التماس من دمشق.
والثاني هو تحسين أساليب إيصال المساعدات الإنسانية داخل سوريا ومشاريع الإنعاش المبكر.
وتعتبر هذه البنود تنازلًا من الدول الديمقراطية لمصلحة روسيا، وتمهيد روسي ضمن سعيها الحثيث نحو إنهاء دخول المساعدات الأممية عبر الحدود، مما يتيح للنظام السوري التحكم الكامل بجميع المساعدات الأممية في سوريا، بحسب الشبكة.
وفي 9 من حزيران الحالي، قالت المديرة القطرية لـ”لجنة الإنقاذ الدولية” في سوريا، تانيا إيفانز، في بيان صادر “في جميع أنحاء البلاد، يواجه السوريون خطر الجوع الذي يلوح في الأفق بالشمال الغربي، المنطقة الأكثر اعتمادًا على دعم الأمم المتحدة عبر الحدود، بالفعل أكثر من 70% من السكان لا يحصلون على الغذاء الكافي”، مطالبة بتمديد قرار تفويض دخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر معبر “باب الهوى”
وفي 17 من أيار الماضي، حذر فريق “منسقو استجابة سوريا” في الشمال الغربي لسوريا من شرعنة إدخال المساعدات عبر الخطوط بدلًا من الحدود.
وكان دبلوماسيون حذروا من عدة دول من استخدام روسيا لورقة المساعدات الإنسانية في سوريا، خلال مساومتها مع القوى العالمية في غزوها لأوكرانيا.
وقال الدبلوماسيون لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في أيار الماضي، إن إغلاق معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا سيجبر بالتأكيد الآلاف على الفرار من سوريا، كما سيؤدي هذا إلى تفاقم أزمة اللاجئين في أوروبا والشرق الأوسط، والتي تعتبر هي الأكبر في العالم منذ الحرب العالمية الثانية”.
وكان وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، قال في مقابلة في واشنطن في أيار الحالي، إن “الحرب في أوكرانيا لها تأثير عميق على سوريا، وعلى المنطقة والعالم ككل”.
ومن المتوقع أن يجري التصويت على قرار دخول المساعدات عبر الحدود، المحصور حاليًا عبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا، في تموز المقبل، بعد تمديد القرار ستة أشهر في 10 من كانون الثاني الماضي، لمدة ستة أشهر أخرى، وذلك دون تصويت جديد في المجلس.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :