ياسمين وبندقية… أمسية شعرية في حي المشهد بحلب
“الشعر يعادل الصورة ويفوقها أحيانًا”، عبارة جاءت على لسان منسق أمسية شعرية أقيمت في مركز “دارنا” في حي المشهد بحلب، تحت عنوان “ياسمين وبندقية”، السبت 26 كانون الأول.
بشر حاوي، منسق الأمسية، قال إنها الأولى من نوعها داخل المناطق المحررة في مدينة حلب، مشيرًا إلى أنها نظمت بهدف “تجسيد الثورة في الأعمال الأدبية والثقافية”.
واعتبر حاوي في حديثه لعنب بلدي أن “الثورة ليست قتلًا ودماءً وجروحًا فقط، بل هي فكر وفن وإبداع”، مردفًا “أقمنا الأمسية الشعرية لتجسيد الفكر الثوري وإظهار حلاوة وجمال الثورة”.
شارك في الأمسية شاعران، ولم يسمح الوقت لدعوة أكثر من ذلك، وفقًا لحاوي، الذي لفت إلى أن مركز “دارنا”، سينظم لاحقًا أمسيات “يكشف فيها عن المواهب الموجودة في حلب، ومحاولة تصديرها عالميًا ليرى العالم أن ثورتنا خصبة ومعطاءة”.
وتستهدف الأمسيات حديثي العهد في الكتابة الشعرية، كما سيكون هناك أمسيات قصصية وروائية وغيرها، بحسب حاوي، الذي ختم حديثه “تؤرخ الثورات بأعمالها الفنية وشعرها الذي ينقلها بدوره إلى الشعوب الأخرى باعتباره لغة مشتركة بينهم”.
“الشعر مخزون فكري لتدوين تاريخ الثورة”
المهندس المثنى الشيباني، عضو المكتب التنفيذي في مجلس مدينة حلب الحرة، شارك في الأمسية الشعرية وألقى عدة قصائد خلالها، قال إن الكلمة “سلاح قوي تقصف إلى جانب البندقية والرصاصة والمدفع ولها وقعها كونها سلاحًا محرضًا وأساسيًا في المعركة ضد الظلم والطغيان”.
تنوعت القصائد التي ألقاها الشيباني، وكانت إحداها قصيدة غزلية، وقال في حديثه لعنب بلدي “تنوعت قصائدي لنثبت للجميع أننا نمارس الحياة بكافة مستوياتها في حلب”، مردفًا “لكل ثورة أسلحتها والثورة السورية تفتقر لسلاح الفكر والثقافة”.
واعتبر الشيباني الشعر “مخزون فكري وثقافة تستطيع تدوين التاريخ وتسجيل مراحل الثورة”، لافتًا إلى أن هذا الأسلوب هو الذي اعتمد عليه في كتابة قرابة 6 آلاف بيت شعر ضمن أكثر من مئتي قصيدة “أرّخت فيها معظم مراحل الثورة”.
وختم الشاعر قائلًا “أهم ما في الأمسية أننا أثبتنا للجميع قدرتنا على العيش رغم المجازر والقصف اليومي، وهذه رسالة للعالم أننا صامدون رغم كل شيء”.
“الحب والحرب”
يوسف الموسى، وهو مهندس معماري، شارك أيضًا في الأمسية الشعرية، وقال إن عنوانها (ياسمين وبندقية)، يجمع بين النقيضين “كالحب والحرب”، مردفًا “وصف الحرب أبسط من من وصف الحب”.
وألقى الموسى عدة قصائد منها قصيدة “الشهداء” وتحاكي الواقع الذي تعيشه مدينة حلب، كما قال، مضيفًا لعنب بلدي “الشعر جزء من الفن الذي يجب أن تصنعه الثورة ونحن نفتقر إلى الكثير من الفنون ومنها الشعر”، متمنيًا من كل قادر على الصياغة محاولة الكتابة ولو كانت تحتاج إلى الصقل،”حتى نعمل معًا لنخرج بأدب ثوري نابع من الثورة السورية”.
وختم الموسى حديثه “أنا أكتب الشعر منذ حوالي 8 سنوات، وهي المرة الأولى التي ألقي فيها قصائد على العلن”، مشيرًا إلى أن الواقع “أجبرنا على وصف ما نشاهد بالشعر”.
“دارنا”، هو مركز اجتماعي تأسس في حزيران 2014، ويرعى فعاليات عدة تستهدف الأسرة ككل، منها دورات الحاسب الآلي، واللغات، و محو الأمية، والدعم النفسي للأطفال، ضمن برنامج متكامل.
ويعمل كادر المركز ضمن برنامج لتمكين المرأة في حلب، من خلال تنظيم ورشات خياطة، ودورات تدريبية وتأهيلية تمكن المرأة من دخول سوق العمل، كما تُعرض فيه أفلام وتُعقد لقاءات اجتماعية تتمحور حول ما يهم المجتمع في المرحلة الحالية التي تمر بها سوريا.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :