حثّت كل من أيرلندا والنرويج مجلس الأمن الدولي على تمديد القرار الأممي رقم “2585”، الخاص بإيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود (معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا) إلى سوريا، وذلك قبل انتهاء تفويض العمل بالقرار في 10 من تموز المقبل.
مهمة كبيرة للأعضاء الدائمين
جاءت دعوة أيرلندا والنرويج لتمديد القرار، خلال مؤتمر صحفي مشترك لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، مع وزير الخارجية والدفاع الأيرلندي سيمون كوفيني، ونظيرته النرويجية أنيكين هويتفيلدت، في العاصمة التركية أنقرة، الأربعاء 15 من حزيران، بحسب ما نقلته وكالة “الأناضول“.
وقال كوفيني، إن مهمة كبيرة تقع على عاتق الدول الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن ا لتمديد قرار إيصال المساعدات عبر الحدود لسوريا.
كوفيني ذكر أنه شاهد مع نظيرته النرويجية هويتفيلدت، خلال زيارتهما لولاية هاتاي الحدودية مع سوريا، الأعمال التي تقوم بها الأمم المتحدة لإدخال المساعدات لمحتاجيها في سوريا، مؤكدًا ضرورة إبقاء معبر باب الهوى مفتوحًا أمام المساعدات الإنسانية.
وصرح كوفيني للصحفيين أن تمديد القرار لم يكن سهلًا في السنوات الماضية، مضيفًا أنه يقع على عاتق أعضاء مجلس الأمن، وخاصة الأعضاء الدائمين، مهمة كبيرة ينبغي عليهم الاتفاق حول كون قرار التمديد قرارًا صحيحًا.
أربعة ملايين شخص بحاجة للمساعدات
هويتفيلدت قالت إن أربعة ملايين سوري يحتاجون إلى المساعدات الغذائية والإنسانية التي ترسل عبر تركيا برًا، مشيرة إلى أنها ستبذل مع كوفيني قصارى جهدهما من أجل تمديد إيصال المساعدات عبر الحدود لسوريا.
وأكدت هويتفيلدت أنه رغم أن الخلافات حول الحرب في أوكرانيا لا تزال على جدول الأعمال، يجب على مجلس الأمن ألا يتغاضى عن معاناة الشعب السوري، وأضافت “نعتقد أن هذا التفويض يمكن تمديده”.
وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، قال للصجفيين في مقر المنظمة الدولية بمدينة نيويورك الأمريكية، أمس الأربعاء، إن الأمم المتحدة تواصل عمليات إدخال المساعدات لتصل إلى أكثر من 2.4 مليون شخص كل شهر في شمال غربي سوريا.
وذكر أن الأمم المتحدة أرسلت الشهر الماضي ألف شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية إلى شمال غربي سوريا عبر معبر باب الهوى، مبينًا أن أكثر من أربعة ملايين شخص في تلك المنطقة يحتاجون للمساعدات هذا العام، مقارنة مع 3.4 ملايين شخص في العام الماضي.
روسيا: “حان الوقت لإيقاف الآلية”
وكان المبعوث الروسي إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، صرح قبيل انطلاق الجولة الـ 18 لمحادثات “أستانة” في العاصمة الكازاخية نور سلطان، أمس الأربعاء، أن بلاده ترى أنه “حان الوقت لإيقاف آلية إيصال المساعدات عبر الحدود دون موافقة الحكومة السورية”.
وقال لافرنتييف، “لم نرصد حتى الآن أن الغرب بصدد تخفيف عقوباته، فعلًا تم إنشاء هذه الآلية كإجراء مؤقت، والأغلب ظنًا أنه حان الوقت لإيصال كل المساعدات التي يقدمها المجتمع الدولي بالطريقة المشروعة عبر دمشق”، بحسب ما نقلته وكالة “سبوتنيك“.
وفي 9 من حزيران الحالي، طالبت “لجنة الإنقاذ الدولية” بتمديد قرار تفويض دخول المساعدات الإنسانية إلى سوريا عبر معبر “باب الهوى”.
وقالت المديرة القطرية لـ”لجنة الإنقاذ الدولية” في سوريا، تانيا إيفانز، في بيان “في جميع أنحاء البلاد، يواجه السوريون خطر الجوع الذي يلوح في الأفق بالشمال الغربي، المنطقة الأكثر اعتمادًا على دعم الأمم المتحدة عبر الحدود، بالفعل أكثر من 70% من السكان لا يحصلون على الغذاء الكافي”.
تخوف من “فيتو” روسي
وفي 2 من حزيران الحالي، أعربت سفيرة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة، ليندا غرينفيلد، عن أملها ألا تعارض روسيا تمديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سوريا.
وقالت غرينفيلد في لقاء مع قناة “الحدث“، إن استخدام روسيا لحق النقض “فيتو” ضد قرار التمديد، يعني خسارة الملايين لقدرة الوصول للطعام والمياه والخدمات الصحية التي يعتمدون عليها، وأضافت، أنها تأمل أن تتمكن من إقناع الروس بعدم استخدام “الفيتو”.
ويواجه قرار التمديد المُقبل تخوف من إيقاف تفويض مرور المساعدات عبر معبر “باب الهوى”، بسبب تخوف من “فيتو” روسي يعرقل إعادة تفويض قرار إدخال المساعدات عبر الحدود، كما حصل مع المعابر الأخرى.
وسمح مجلس الأمن لأول مرة بعملية المساعدات عبر الحدود إلى سوريا في عام 2014 بأربع نقاط، هي معبر “الرمثا” الحدودي مع الأردن، و”اليعربية” الحدودي مع العراق، و”باب السلامة” و”باب الهوى” مع تركيا، إلا أن روسيا العضو الدائم في مجلس الأمن ساهمت في استبعاد ثلاثة معابر، ليبقى معبر باب الهوى المنفذ الوحيد لإدخال المساعدات عبر الحدود.