يثير التقدم بالعمر العديد من المخاوف لدى النساء من أن يفقدن قدرتهن على الإنجاب وعيش شعور الأمومة لأول مرة، أو لعيشه في عمرٍ متقدم لن يتمكنّ من الإنجاب فيه جرّاء تقدمهن في السن وضعف خصوبتهن.
وتعتبر عملية “تجميد البويضات” وسيلة لحفظ قدرة النساء على الحمل في المستقبل، ولذلك قدم موقعا “Health line” و”Mediacal News Today” الطبيين تقريرين مفصلين حول العملية.
ما “تجميد البويضات”
هي طريقة تتبع للحفاظ على قدرة النساء على الحمل في المستقبل، تتم من خلال تجميد البويضات المستخرجة من مبيضي المرأة لتجمّد وهي غير مخصبة وتحفظ للاستعمال في وقت لاحق.
وتتكون العملية من أربع خطوات أساسية:
- الحفاظ على الخصوبة: وهي مرحلة يكون فيها النساء والرجال أكثر خصوبة، بين أوائل العشرينيات ومنتصف الثلاثينيات، ويجري خلالها استخراج البويضات من النساء والحيوانات المنوية من الرجال لتجميدها.
- تكوين الجنين: مرحلة دمج الحيوان المنوي بالبويضة من خلال تلقيح البويضة بالحيوان المنوي في المعمل.
- الفحص الجيني: فحص الآباء لتجنب الأمراض الوراثية الشائعة وفحص الأجنة للتأكد من عدم وجود تشوه بالكروموسومات، وتتم هذه الرحلة قبل زراعة البويضة المخصبة في رحم المرأة.
- اختيار جنين واحد: يختار الأطباء جنينًا واحدًا، من بويضة مخصبة واحدة، باحتمالية أقل للأمراض الوراثية ويتم زرعها في رحم المرأة.
من المستهدف
الخطط المهنية والتعليمية: يمكن للنساء اللواتي يرغبن في الحصول على درجات علمية متقدمة أو وظائف متطلبة إجراء العملية في سن مبكر لضمان الحصول على بويضات صحية في وقت لاحق.
وتوفر بعض الشركات، أبرزها “Facebook” و”Apple” تمويلًا لتجميد البويضات للموظفات اللواتي يرغبن في تأخير الولادة لأسباب مهنية.
الظروف الشخصية: يمكن للنساء اللواتي يرغبن في إنجاب طفل لكنهن لم يعثرن على شريك، تجميد بويضاتهن لاستخدامها في المستقبل.
السرطان: يتداخل العلاج الكيميائي وأنواع علاجات السرطان الأخرى مع الخصوبة وأحيانًا تؤدي إلى إنهائها، كما قد تؤدي السرطانات التناسلية إلى استئصال مبيض المرأة، ما يجعل “تجميد البويضات” خيارًا لتقليل تأثير بعض علاجات السرطان على الخصوبة.
الالتهابات وفشل الأعضاء والمخاوف الصحية الأخرى: يمكن أن تضر مجموعة كبيرة من المشاكل الصحية بجودة البويضة والخصوبة.
التكاليف والآثار الجانبية
يمكن أن تكون العملية باهظة الثمن بالنسبة للعديد من الأشخاص، خاصة أن معظم خطط التأمين لا تغطي هذا الإجراء، إذ تكلف في مرحلتها الاولى حوالي عشرة آلاف دولار، بينما يكلف التخزين والتلقيح الصناعي حوالي خمسة آلاف دولار بالحد الأدنى.
بعد استرجاع البويضات، قد تعاني بعض النساء من التقلصات والانتفاخ والبقع وآثار جانبية أخرى غير مرغوب فيها مثل: زيادة الوزن، والانتفاخات وتقلب المزاج، إلى جانب الصداع الشديد نتيجة ارتفاع نسبة الهرمونات في الجسم.
وفي حالات نادرة، يمكن أن يؤدي تحفيز البويضات إلى حالة تعرف باسم “متلازمة فرط تنبيه المبيض” (HSS). يمكن أن تشمل تأثيرات “HSS” الألم والغثيان وزيادة الوزن بشكل كبير، وفي حالات نادرة جدًا قد يؤدي “HSS” إلى جلطات دموية في الساقين وضيق في التنفس.
كما تشمل المضاعفات طويلة المدى مخاطر أكبر مثل سرطان المبيض، وفقًا لدراسة أجريت عام 2015.
الإيجابيات
يسمح تجميد البويضات للنساء بالتخطيط لحمل مستقبلي ويقلل من فرص ولادة الأطفال بأمراض ومشاكل طبية عديدة، إذ تظهر الدراسات أن البويضات للنساء الأكبر سنًا وكذلك الحيوانات المنوية للرجال الأكبر سنًا يمكن أن تزيد من خطر هذه التشوهات.
وتقلل زراعة جنين واحد فقط في رحم المرأة من مخاطر الولادات المتعددة التي تحدث أحيانًا مع أطفال الأنابيب.
عوامل مؤثرة
العمر عند تجميد البويضات: تميل النساء الأصغر سنًا إلى إنتاج بويضات أكثر.
العمر في وقت إذابة البويضات والتلقيح الصناعي: النساء الأصغر سنًا أكثر عرضة للحمل الناجح.
جودة الحيوانات المنوية: من المرجح أن تنتج الحيوانات المنوية الصحية جنينًا صحيًا وحملًا ناجحًا.
العيادة: تتفاوت معدلات نجاح تجميد وإذابة البويضات باختلاف العيادات التي تجري العملية.
عدد البويضات: يوفر تجميد عدد أكبر من البويضات المزيد من الفرص لدورات التلقيح الصناعي الناجحة.
ورغم انتشار تجميد البويضات في العديد من البلدان حول العالم، لا يزال هناك جدل فقهي وأخلاقي حول هذه العملية.