انضمام السويد وفنلندا إلى “الناتو”.. أنقرة ثابتة على موقفها وتنتظر ردًا مكتوبًا
أكدت تركيا اليوم، الأربعاء 15 من حزيران، أنها لن تغيّر مواقفها الرافضة لانضمام كل من السويد وفنلندا إلى حلف الشمال الأطلسي (الناتو)، قبل أن تتخذ الدولتان خطوات ملموسة لمكافحة الإرهاب.
اتخاذ خطوات ملموسة
وقال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب “العدالة والتنمية” بالعاصمة أنقرة، إن بلاده لن تغير موقفها من انضمام السويد وفنلندا إلى “الناتو”، حتى يتخذ البلدان خطوات واضحة وملموسة وحاسمة في مكافحة الإرهاب، بحسب ما نقلته وكالة “الأناضول“.
وكانت أنقرة أبدت تحفظها على انضمام السويد وفنلندا إلى “الناتو” بعد تقديم البلدين طلبًا رسميًا في أيار الماضي، واتهمتهما بإيواء جماعات تتبع لحزب “العمال الكردستاني” (PKK) الذي تصنفه أنقرة “إرهابيًا”.
كما تتهم أنقرة السويد وفنلندا بدعم جماعات عسكرية في شمال شرقي سوريا، تعتبرها الذراع السورية لحزب “العمال الكردستاني”، في إشارة إلى “وحدات حماية الشعب” الكردية” (YPG)، التي تشكّل العمود الفقري لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وسبق أن أكد أردوغان أن موافقة بلاده على انضمام السويد وفنلندا إلى “الناتو”، مرهونة بمدى مراعاة هذين البلدين للمخاوف الأمنية لتركيا.
رد مكتوب وتبديد المخاوف
وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، قال في تصريحات للصحفيين قبيل اجتماع الكتلة البرلمانية، إن تركيا نقلت توقعاتها ومخاوفها بشكل مكتوب، وتتوقع إجابة ملموسة.
وأضاف، “لم نضع قانونًا فحسب، بل قدمنا بوضوح ما نتوقعه بشأن القضايا كتابة، والآن نتوقع ردًا مكتوبًا منهم”.
وتسعى الولايات المتحدة الداعمة لانضمام السويد وفنلندا إلى حلف “الناتو” لتبديد المخاوف التركية، إذ قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الحلف، جوليان سميث، اليوم الأربعاء، إن “عضوية فنلندا والسويد لمصلحة الحلف، وإن تبديد مخاوف تركيا والعمل معها من مصلحة (الناتو) أيضًا”.
وذكرت أن بلادها تسعى من خلف الأبواب الموصدة لإزالة المخاوف التركية، مشيرة إلى أن فنلندا والسويد تواصلان لقاءاتهما مع المسؤولين الأتراك لإزالة مخاوف أنقرة، بحسب “الأناضول”.
روسيا لن تساوم
الممثل الخاص للرئيس الروسي لسوريا، ألكسندر لافرينتييف، قال اليوم، الأربعاء، إن روسيا لن تغض الطرف عن العملية العسكرية التركية الجديدة في شمالي سوريا، مقابل موقف أنقرة من انضمام فنلندا والسويد لـ”الناتو”.
وأضاف لافرينتييف للصحفيين في العاصمة الكازاخية نور سلطان، قبيل انطلاق أعمال الجولة الـ18 من محادثات “أستانة” بشأن سوريا، “بالنسبة للتبادلات المحتملة حول موقف تركيا بشأن انضمام فنلندا والسويد إلى (الناتو) مقابل أن نغض الطرف عن عملية تركيا في شمالي سوريا، فلا يوجد شيء من هذا القبيل”.
وأكد أن روسيا “لا تتخلى عن حلفائها في المنطقة”، بحسب ما نقلت عنه وكالة “تاس” الروسية.
“الناتو”: تركيا حليف قوي
الأمين العام لحلف “الناتو”، ينس ستولتنبرغ، قال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزراء سبع دول في الحلف بمدينة لاهاي الهولندية، الثلاثاء، إنه يجب أخذ مخاوف تركيا على محمل الجد.
وأضاف، “علينا أخذ المخاوف التي أعرب عنها الرئيس التركي على محمل الجد، لأن تركيا تواجه بالفعل تهديدات إرهابية خطيرة، وإذا كان لدى حليف مهم مثل تركيا مخاوف، فسنجلس ونتحدث ونجد حلًا”.
ورحّب ستولتنبرغ بالإجراءات المتخذة من السويد وفنلندا بخصوص تبديد مخاوف تركيا.
ترقب بفارغ الصبر
رئيسة الوزراء السويدية، ماغدالينا أندرسون، قالت الثلاثاء، إنها “تترقب بفارغ الصبر” مواصلة الحوار مع تركيا بشأن عضوية بلادها في حلف “الناتو”.
وذكرت عقب لقائها رئيسة الوزراء الفنلندية، سانا مارين، أن بلادها تتحرك مع فنلندا، وتترقب بفارغ الصبر مواصلة الحوار مع تركيا إلى أن يتم حل المشكلة.
من جانبها، حذرت مارين من تعرض عملية الانضمام للجمود في حال عدم إيجاد حل في غضون أسبوعين، وذلك قبل قمة “الناتو” المقرر عقدها في مدريد أواخر الشهر الحالي.
وأكدت مارين أن من “المهم أن نمضي قدمًا في هذه العملية، نأخذ المشكلات على محمل الجد ونواصل الحوار”.
وفي 10 من حزيران الحالي، قالت وزيرة الخارجية السويدية، آن ليندي، إن السويد تسعى لإحراز تقدم بنّاء في المحادثات مع تركيا بشأن تحفظات أنقرة على طلب بلادها الانضمام إلى الحلف.
وأضافت ليندي، “لقد لقي طلبنا دعمًا واسعًا بين أعضاء (الناتو)، طموحنا هو إحراز تقدم في المسائل التي أثارتها تركيا”، مشيرة إلى أنه لا ينبغي أن يكون هناك شك في أن السويد وقفت مع الحلفاء ضد الإرهاب.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :