مونديال 2022 يثير أزمة بين قطر وتايوان
أدانت وزارة الخارجية التايوانية منظمي مونديال قطر اليوم، الأربعاء 15 من حزيران، لقولهم إن المشجعين التايوانيين ربما يُدرجون ضمن قائمة الصينيين، وطالبت المنظمين بعدم السماح لـ”عوامل سياسية غير لائقة” بالتدخل في الأحداث الرياضية.
تعتبر قضية الانتماء حساسة للغاية بالنسبة لتايوان المتمتعة بالحكم الديمقراطي الذاتي، والتي تثير استياء الصين بشأن السيادة عليها، وكانت تايوان انفصلت عن الصين خلال حرب أهلية عام 1949، وتهدد الصين باستخدام القوة لضم الجزيرة.
بدأ الإشكال الثلاثاء 14 من حزيران، إذ لم يُدرج اسم تايوان في قائمة الجنسيات بنظام التقديم، وقال مسؤول قطري كبير، وفقًا لوكالة الأنباء “رويترز“، إن “من المرجح أن يتم إدراج التايوانيين على أنهم من الصين على البطاقة”.
ويجب على جميع حاملي بطاقات كأس العالم التقدم بطلب للحصول على بطاقة “هيا” المستخدمة لتحديد هوية المشجعين، والتي تُستخدم أيضًا كتأشيرة دخول إلى قطر.
بحلول اليوم، الأربعاء، أدرج نظام الإنترنت مصطلح “تايوان- مقاطعة الصين”، وهي من المصطلحات التي تثير غضب حكومة تايوان وشعبها، رغم أنها تضمنت العلم التايواني، وهو رمز “لعنة” بالنسبة للحكومة الصينية.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية التايوانية، جوان أو، إن “من غير المقبول التقليل من شأن بلدنا”، وإنهم يبحثون عن منظمين “لتصحيح فوري لأساليبهم”.
وأضافت أن وزارة الخارجية تدعو منظمي المونديال مرة أخرى إلى عدم السماح للعوامل السياسية غير الملائمة بالتدخل في الأنشطة الرياضية البسيطة، وتشويه الأماكن الرياضية التي تقدّر المنافسة العادلة وتؤكد روح الرياضيين.
تنافس باسم “تايبيه الصينية”
تنافس تايوان في معظم الأحداث الرياضية الدولية، مثل الألعاب الأولمبية، باسم “تايبيه الصينية”، لتجنب المشكلات السياسية مع بكين، ولم يسبق لها أن شاركت في نهائيات كأس العالم.
وتوقفت في الدور الثاني من التصفيات الآسيوية المؤهلة لبطولة 2022 العام الماضي، بعد خسارتها جميع المباريات.
لا توجد علاقات دبلوماسية بين تايوان وقطر، التي تعترف فقط بحكومة الصين، بينما تسعى الصين لتأكيد مطالبها السيادية، وتكثّف ضغوطها على الدول والشركات الأجنبية للإشارة إلى تايوان كجزء من الصين في الوثائق الرسمية، وعلى المواقع الإلكترونية.
وغالبًا ما تُستخدم عبارة “تايوان- مقاطعة الصين”، أو “تايوان- الصين”، وعندما سُئل المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وين بين، عن الشكاوى التي قدمها مسؤولو تايوان لمنظمي كأس العالم في قطر، قال إنه يود التأكيد على أن “تايوان جزء من الصين”.
وصرح وانغ للصحفيين في مؤتمر صحفي دوري في بكين اليوم، الأربعاء، بأن “الحفاظ على سياسة صين واحدة هو معيار أساسي للعلاقات الدولية، وهو إجماع واسع النطاق للمجتمع الدولي”.
سياسة “صين واحدة”
بموجب سياسة “صين واحدة”، تعترف الولايات المتحدة ببكين كحكومة للصين وليست لها علاقات دبلوماسية مع تايوان، ومع ذلك، تحتفظ الولايات المتحدة باتصالات غير رسمية، مع وجود سفارة أمريكية بحكم الأمر الواقع في تايبيه، العاصمة التايوانية، بالإضافة إلى تزويدها بالمعدات العسكرية للدفاع عن نفسها.
وتعتبر الصين الجزيرة جزءًا من أراضيها، وهي جزء من “صين واحدة”، واصفة إياها بـ”القضية الأكثر حساسية وأهمية” في علاقاتها مع الولايات المتحدة.
لطالما وافقت الولايات المتحدة على وجود “صين واحدة”، بما في ذلك تايوان، لكنها تبنّت “غموضًا استراتيجيًا” بشأن مسألة ما إذا كانت ستدخل في صراع عسكري على الجزيرة، في حين تتزايد المخاوف، لا سيما في ضوء علاقاتها الوثيقة مع روسيا.
صعّدت الصين من استفزازاتها العسكرية ضد تايوان الديمقراطية في السنوات الأخيرة، بهدف ترهيبها لقبول مطالب بكين بالتوحد مع البر الرئيس الشيوعي لها، ما وصفه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بـ”مغازلة الصين للخطر”، من خلال الطيران والمناورات التي تقوم بها بالقرب من الجزيرة.
وشدد بايدن على أن ردع الصين عن مهاجمة تايوان، أحد الأسباب التي تجعل من المهم أن يدفع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ثمن “غزوه” لأوكرانيا جزئيًا ليُظهر للصين ما ستواجهه إذا قامت بـ”غزو” تايوان، وخشية أن تفهم الصين والدول الأخرى أن مثل هذا الإجراء مقبول.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :