أثار ظهور رئيس نادي الوحدة السابق، ماهر السيد، حفيظة الجمهور الرياضي السوري، بعد كلامه الذي أبدى فيه علاقته الجيدة مع شخصيات مسؤولة عن منظومة الرياضة في سوريا، بعد انسحابه من الترشح لمنصب رئيس اتحاد كرة القدم في سوريا وكلامه عن قضايا “فساد وأموال مشبوهة”.
وأبدى السيد رغبته بالعودة إلى قيادة الدفة في نادي الوحدة، بعد أن أُقيل عقب ضغوطات وتهديدات سابقة، وأطلق وعودًا بتصليح ما تم “تخريبه”، خاصة بعد انسحابه وخروجه من الانتخابات، إذ أصبح بعيدًا عن أي تمثيل إداري لأي جسم رياضي في سوريا.
ولم يمر ظهور السيد عبر برنامج “المختار” على إذاعة “المدينة” المحلية، في 12 من حزيران الحالي، دون أن يخلط أوراق نادي الوحدة مجددًا، بعد حديثه عن ضغوطات، وأموال ذاهبة لمصلحة أشخاص في النادي، وتسليفه أموالًا شخصية للنادي العريق.
محاولة لترتيب الأوراق
وأوضح السيد أن علاقته برئيسَي الاتحاد الرياضي العام، فراس معلا، واتحاد كرة القدم الذي انتُخب مؤخرًا، صلاح الدين رمضان، ممتازة على الصعيدين الشخصي والرسمي.
واعتبر السيد أن رمضان حصد ما زرعه خلال فترة رئاسته السابقة، وهو أجدر بالوصول إلى منصبه من منافسه في الانتخابات فادي الدباس.
حديث السيد عن علاقته بالشخصيات المذكورة جاء بعد أن أعلن انسحابه من منافسات الانتخابات، وبرّأ نفسه حينها من المشاركة بما اعتبره “مهزلة”، وتوعّد باتخاذ الخطوات القانونية ووضع الجهات “القيادية” بالصورة التي تدعم ادعاءاته، “لضمان عملية انتخابية نزيهة لا تشوبها شائبة”، حسب تعبيره.
وجمع رمضان في الانتخابات، التي جرت في 23 من أيار الماضي، 38 صوتًا من أصل 68 صوتًا، وحصل فادي الدباس على 29 صوتًا، مع وجود ورقة ملغاة، وذلك في افتتاح اجتماع الجمعية العمومية للاتحاد، في ولاية تستمر أربع سنوات حتى 2026.
وقال ماهر السيد حينها، إنه وثّق بالأدلة بعض حالات لـ”شراء ذمم” بعض المندوبين إلى المؤتمر الانتخابي بـ”مال مشبوه”، ووضعها بين يدي رئيس المنظمة، لكنه لم يتخذ أي إجراء قانوني أو تحقيقي حتى اللحظة.
اقرأ أيضًا: رجل في الأخبار.. “شراء ذمم” يخرج ماهر السيد من منظومة الكرة في سوريا
وأوضح السيد أنه لمس في الأيام الأخيرة قبل الانتخابات التدخل الواضح من بعض أصحاب القرار في تسمية مندوبين بعينهم (في الأندية واللجان الفنية والروابط) لمصلحة أحد المرشحين لمقعد رئاسة الاتحاد، معتبرًا أن هذا التدخل يلغي وينسف مبدأ الشفافية، وينفي صفة النزاهة عن نتيجة الانتخابات.
بعد الفوضى.. أنظاره على نادي الوحدة
وأكد رئيس نادي الوحدة السابق أن فترة توليه رئاسة النادي كانت جيدة ومليئة بالإنجازات رغم الضغوط التي مورست عليه، وأنه إن عاد للرئاسة “سُيصلح ما تخرّب”.
وأُقيل السيد من إدارة نادي الوحدة بعد توليه المنصب لمدة عامين تقريبًا، تعرّض خلالهما لكثير من الضغوطات، أبرزها رسالة تهديد وُضعت أمام باب منزله، مرفقة برصاصة، دعته لترك النادي، دون معرفة مصدرها، في 4 من تشرين الثاني 2019.
ووعد السيد بتشكيل فريق كرة قدم “محترم” ومنافس، وأفضل من الفريق السابق، وإعادة الحسابات بكرة السلة وخاصة على صعيد الفئات العمرية، مشيرًا إلى أنه سيلغي بعض عقود المستثمرين.
وأعلن ماهر السيد أن معلا وعده بالعودة لرئاسة النادي، وأن القرار ليس بيد رئيس نادي الوحدة، أنور عبد الحي، الذي اعتبره رئيسًا “شكليًا” للنادي، وأن الرئيس الفعلي هو طريف قوطرش.
وفي تشرين الثاني 2019، فاز السيد بالانتخابات الداخلية لنادي الوحدة في العاصمة السورية دمشق برئاسة النادي أمام المرشح الثاني غياث الدباس (شقيق رئيس اتحاد كرة القدم السوري المستقيل فادي الدباس).
وشهدت الانتخابات فوضى وأنباء عن رصاص تطاير في أثناء الانتخابات، وهزيمة لحقت بلاعبين من رموز كرة السلة في النادي، على رأسهم أنور عبد الحي وعمر حسينو، ومع انتهاء الانتخابات وإعلان ماهر السيد رئيسًا، استقال مدرب فريق كرة القدم في النادي، رأفت محمد، وأعلن انتقاله لتدريب نادي الجيش حينها.
وفي 27 من تشرين الأول 2021، أصدر الاتحاد الرياضي العام قرارًا بحل مجلس إدارة نادي الوحدة، وتشكيل لجنة مؤقتة لتسيير أمور النادي، بعد تقديم أكثر من نصف أعضاء مجلس إدارة النادي استقالاتهم.
أموال خريبين تعود للواجهة
وعن إقالته من نادي الوحدة، أوضح أنها جرت نتيجة ضغط واتصالات لأجل الاستقالة، ما دفع أعضاء إدارة النادي للاستقالة، الأمر الذي وضع الأمور في نصاب قانوني لحل مجلس الإدارة.
وقال السيد، إن سبب إقالته من نادي الوحدة هو رفضه النسبة التي كانت مخصصة للمحامي الموكل بقضية أموال عمر خريبين، البالغة 200 ألف دولار أمريكي.
وأوضح رئيس نادي الوحدة السابق أن نسبة من الأموال التي كسبها نادي الوحدة من قضية انتقال لاعبه عمر خريبين كانت ستذهب لأشخاص ضمن النادي وليست للمحامي.
وتعود قصة أموال انتقال اللاعب عمر خريبين إلى تاريخ 2016، حين باع نادي الوحدة لاعبه عمر خريبين لنادي الظفرة الإماراتي 2016، مقابل مليون دولار أمريكي.
وحصل نادي الوحدة عليها من خلال دفعات، بلغت الأولى 500 ألف دولار عند التوقيع، و100 ألف دولار كل سنة حتى الوصول إلى المبلغ المحدد.
وقبض الوحدة حينها بوجود رئيس النادي، أحمد قوطرش، 800 ألف دولار لحين إعفاء قوطرش من منصبه، وقبض السيد باقي الدفعتين، وحوّلهما وفق التعليمات وأطر النظام الداخلي، حسب قوله.
وحين باع نادي الظفرة خريبين لنادي الهلال السعودي، وكّل نادي الوحدة محاميًا لاتباع الأمور قضائيًا باعتبار نادي الظفرة خالف العقد، وكسب الوحدة قضائيًا على الظفرة بمحكمة التحكيم الرياضي بسويسرا بمبلغ مليون و312 ألف دولار تقريبًا، و”هنا بدأت الحرب القوية” على السيد، حسب وصفه.
وأُقيل السيد بسبب اعتراضه على النسبة، إذ كانت نسبة المحامي التي اعترض عليها السيد 8% وبعد فترة أضيفت 7% لتصبح 15%، ثم دخلت نسبة إضافية 15% بحجة تحصيل أموال، وهذا ما اعترض عليه السيد، الأمر الذي أشعل الحرب ضده، وفق تعبيره.
وكشف السيد أنه سلّف النادي مبلغ 452 مليون ليرة سورية، واستطاع استرداد المبلغ بموافقة مجلس الإدارة.
–