د. أكرم خولاني
لا يمكن الاعتماد على شكل الجسم، وكذلك لا يمكن الاعتماد على قياس الوزن لوحده دون أخذ طول الجسم بعين الاعتبار أيضًا، لتحديد ما إذا كان وزن الشخص مثاليًا أو لا، ولذلك وضع العلماء مؤشرًا يربط بين وزن الجسم وطوله، وسُمي مؤشر كتلة الجسم (BMI– Body Mass Index).
ما المقصود بمؤشر كتلة الجسم (BMI)
هو عبارة عن مقياس يُستخدم عالميًا كمشعر للتمييز بين الوزن المثالي والبدانة والنحافة، وذلك من خلال حساب العلاقة بين الوزن والطول الخاص بالشخص، وهو يعني كمية الأنسجة الدهنية الموجودة في الجسم.
ويتم حساب مؤشر كتلة الجسم عن طريق تقسيم الوزن (مقدرًا بالكيلوغرام) على مربع طول القامة (مقدرًا بالمتر):
مؤشر كتلة الجسم = الوزن بالكيلوغرام ÷ (الطول بالمتر x الطول بالمتر)
هذا المشعر يساعد في تحديد الوزن المثالي بالنسبة للطول لدى البالغين ولدى الأطفال فوق السنتين، أما بالنسبة للرضع فهم يحتاجون إلى نظام غذائي غني بالدهون لدعم النمو خلال مرحلة الرضاعة، ويحصل الطفل الذي يتغذى من الرضاعة الطبيعية فقط على نصف سعراته الحرارية اليومية من الدهون الموجودة في حليب الثدي، ولا يُنصح بالحد من السعرات الحرارية بهدف تقليل وزن الرضع في سن عامين أو أصغر، علمًا أن كتلة الجسم عند الرضع تنخفض بانخفاض نسبة الأنسجة الدهنية بعمر عام واحد أو عام ونصف، فتزداد الكتلة العضلية وتبلغ ذروتها في هذا العمر ثم تتراجع، وهذا يفسر التحول النسبي الذي يصيب الطفل بعد بلوغه العام الأول، والذي يثير قلق الأهل عادة.
كيف تُفسر قيم مؤشر كتلة الجسم
تشير قيم مؤشر كتلة الجسم (BMI) عند البالغين إلى درجة زيادة الوزن كما الآتي:
أقل من 18.5: تشير هذه القيمة إلى نقص الوزن (انخفاض الوزن تحت الحدود الطبيعية)، وقد تترافق قيمة المؤشر هذه بعلامات سوء التغذية وعدم كفاية الجسم من العناصر الأساسية في الغذاء.
بين 18.5 و24.9: تشير هذه القيمة إلى الحدود المثالية للوزن، فالأشخاص ضمن هذا المجال يتمتعون غالبًا بنظام غذائي متوازن وجسم صحي.
بين 25 و29.9: تشير هذه القيمة إلى زيادة الوزن، أي أن الأشخاص ضمن هذا المجال قد لا تبدو عليهم علامات البدانة لكن لا يتمتعون بجسم مثالي أو نظام غذائي متوازن.
بين 30 و34.9: تبدأ عند هذه القيمة الدرجة الأولى للبدانة، ويحتاج الأشخاص ضمن هذا المجال إلى البدء بحمية غذائية لضبط الوارد الحروري، وتعزيز الحمية بالتمارين الرياضية المنتظمة.
بين 35 و39.9: تشير هذه القيمة إلى الدرجة الثانية من البدانة (بدانة شديدة)، ويحتاج الأشخاص ضمن هذا المجال إلى معالجة البدانة بالحمية والرياضة إضافة إلى الأدوية أو بالونات المعدة، وربما يحتاجون إلى الحلول الجراحية من قطع المعدة (تكميم) أو عمليات تحويل المسار.
40 وأكثر: يترافق هذا المجال مع بدانة مرضية، وغالبًا ما يعاني الأشخاص ضمن هذا المجال من المتلازمة الاستقلابية ومن تراكم الشحوم حول الأعضاء الحيوية (القلب والكلية والكبد…)، ما يسبب إجهادًا إضافيًا لهذه الأعضاء، وأيضا يعانون من إعاقة حرية الحركة، ما يؤثر على روتين حياتهم اليومية، ويستطب في هذه الفئة اللجوء للحلول الجراحية للبدانة.
أما بالنسبة للأطفال، فقد يختلف نمو طفل عن طفل آخر بنفس العمر، وقد تختلف أيضًا نسبة الوزن والطول، ولذلك، فإنه من أجل تحديد مؤشر وزن الطفل، أُجريت العديد من الدراسات أدت إلى تحديد شرائح مئوية للقيم القياسية لمؤشر كتلة الجسم بحسب العمر والجنس، وتم رسم مخططات بيانية (مخططات النمو) لهذه الشرائح المئوية، وبذلك يمكننا مقارنة نمو الطفل مع الأطفال الآخرين من نفس الجنس والعمر، وتحديد الشريحة المئوية التي ينتمي لها، ومعرفة ما إذا كان وزن الطفل يتوافق مع الفترة العمرية المحددة، وتصنف النتيجة كالآتي:
إذا كان مؤشر كتلة جسم الطفل ضمن الشريحة المئوية الأقل من 5% فإن الطفل يعاني من نقص الوزن.
إذا كان مؤشر كتلة الجسم في الشريحة المئوية بين 5% و15% فهو بوزن طبيعي ولكن في خطر أن يصبح نحيلًا.
إذا كان مؤشر كتلة الجسم في الشريحة المئوية بين 15% و85% فإن الطفل يتمتع بوزن طبيعي مثالي.
إذا كان مؤشر كتلة الجسم في شريحة مئوية أعلى من نسبة 85% ولكن أقل من 95% فإن الطفل يعاني من زيادة الوزن.
إذا كان مؤشر كتلة الجسم في الشريحة المئوية بين 95% و98% فإن الطفل يعاني من البدانة.
وإذا كان في الشريحة المئوية 98% أو أكثر فهو يعاني من بدانة مفرطة.
هل يعد مؤشر كتلة الجسم دقيقًا؟
هو دقيق إلى حد ما في تقدير إذا كان الشخص زائد الوزن أم طبيعي الوزن، ولكنه ليس دقيقًا في بعض الحالات، مثل كون الشخص رياضيًا ويمتلك جسمًا ضخم العضلات، أو طويلًا جدًا، أو قصيرًا جدًا، وكذلك فإنه لا يأخذ بعين الاعتبار مقاس محيط الخصر، ولا نسبة الشحم من كتلة الجسم وتوزعه فيه، ولا نسبة العضلات من الجسم، فبعض الرياضيين مثلًا يمتلكون مؤشر كتلة جسم عالية لأن أجسامهم تتألف من كتل كبيرة من العضلات، وهذا لا يعني أنهم زائدو الوزن.