رغم مرور 16 عامًا على صدوره، وعرضه للمرة الأولى في الولايات المتحدة، يحافظ الفيلم الأمريكي “The Pursuit of Happiness” على بريقه باعتبار أن العمل يرتكز على واحد من أكثر المشاعر الإنسانية قيمة لدى النفس البشرية، الأمل.
حكاية الفيلم تتمحور بطابعها الدرامي التراجيدي حول “كريس”، رجل متزوج وأب لطفل، وموظف محدود الدخل لا يتماشى مدخوله مع حجم احتياجاته العائلية، ما يجعله عالقًا في ركض متواصل نحو لقمة العيش، وتأمين أدنى متطلبات الحياة التي عزّ حضورها.
لا تقف الأمور عند هذا المنحى فحسب، فمشكلات الرجل لا تقف عند عدم القدرة على التطوير، هناك دائمًا ما يشد إلى الخلف، وما يقود نحو تأزم آخر يضاف إلى متاهة الفقر والحرمان والتعب والسعي دون طائل، التي يواجهها الرجل في سبيل احتياجات مشروعة لعائلته التي تسير نحو التفكك، أمام ساطور الفقر الكفيل بقطع أي أواصر عاطفية إذا اشتدت الحاجة، وفق ما يصوّره العمل.
طرد من العمل، ثم عمل حر لا يؤتي أكله، وبعد هذا كله تعب الزوجة من وعود “كريس” التي لم يستطع الوفاء بها، حول تحسين وضع العائلة المعيشي، ما يعني الفراق، وبقاء الابن “كريستوفر” برفقة والده، ثم بعد هذا كله عدم القدرة على سداد إيجار المنزل، والتشرد على طريق البحث عن عمل وفرصة تعوّض الهرولة خلف الحياة.
يصوّر العمل بواقعية مجردة وجارحة، مصاعب الحياة عبر العديد من المشاهد المؤثرة، ويقول دون كلام، إن الأمل هو محرك الاستمرارية والدافع الكامن خلفها، فمن يدري ما إذا كان السيناريو سيحمل انعطافًا يغيّر المعادلة في الحياة أو السينما.
وبعد سلسلة طويلة من الخسارات، يحاول “كريس”، وينهض بعد السقوط، تعبيرًا عن أمل خفي لا يُرى يحمل في جزء منه الرغبة في التعويض، كي لا تكون المعادلة مع الحياة خاسرة.
صدر الفيلم عام 2006، من إخراج جابرييل موتشينو، وتأليف ستيف كونراد، وبطولة الممثل الأمريكي الحاصل على جائزة “أوسكار” لعام 2022 ويل سميث، بعد ترشيحه لنيلها مرتين سابقًا.
وشارك في البطولة أيضًا جادين سميث، وثاندي نيوتن، وبراين هوو، ودان كاستيلانيتا، وكروت فولر، كما حصد تقييم الفيلم 8 من أصل 10، عبر موقع “IMDb” لنقد وتقييم الأعمال الدرامية والسينمائية.