أدخلت قوات “مغاوير الثورة” المدعومة من قبل قوات التحالف الدولي، قافلة مساعدات لمخيم “الركبان” قادمة من الأراضي الأردنية للمرة الأولى منذ سيطرة قوات النظام على الجنوب السوري عام 2018.
ونشرت شبكة “الركبان الإعلامية” معلومات عن أن سيارات محمّلة بالمواد الغذائية دخلت، الخميس 9 من حزيران، إلى المخيم محمّلة بالطحين والأرز والغاز والسكر والزيت.
وللحصول على المزيد من التفاصيل، تواصلت عنب بلدي مع مدير المكتب الإعلامي لـ”جيش مغاوير الثورة”، الذي أكد أن مساعدات غذائية دخلت المخيم، رافضًا الإفصاح عن المزيد من التفاصيل.
ويشهد مخيم “الركبان” على الحدود السورية- الأردنية حصارًا من قبل قوات النظام السوري، بينما يمنع الأردن تسهيل تقديم مساعدات إلى قاطني المخيم دون تقديم توضيحات عن الأسباب.
ومنذ نحو شهرين، أغلقت قوات النظام من جانبها الطرق المؤدية إلى المخيم الواقع على المثلث الحدودي بين سوريا والأردن والعراق، الأمر الذي أدى إلى انقطاع العديد من المواد الغذائية والأدوية، بحسب ناشطين مقيمين في المخيم.
وتعتبر هذه المرة الثانية التي تدخل فيها مساعدات غذائية منذ سيطرة النظام على المنطقة الجنوبية، اذ دخلت قافلة مساعدات أممية في أيلول 2019 بإشراف “الهلال الأحمر السوري” قادمة من الأراضي السورية.
صرّح المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الأممي، ينس لارك، أن قوافل المساعدات الإنسانية لم تصل إلى مخيم “الركبان” الواقع على الحدود السورية- الأردنية منذ أيلول 2019.
تغيّر بالموقف الأردني؟
في آذار 2020، أغلق الأردن النقطة الطبية الوحيدة التي كانت تقدم الإسعافات الأولية وتستقبل حالات الولادة الحرجة لسكان المخيم، كما أغلق الحدود ضمن إجراءات الحد من انتشار فيروس “كورونا”، الأمر الذي أبقى آلاف المقيمين في المخيم دون خدمات طبية.
وفي نيسان من عام 2020، قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، في اتصال مع المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، إن “(الركبان) ليس مسؤولية الأردن، وإن إمكانية تلبية احتياجاته من داخل سوريا متاحة، وأولويتنا صحة مواطنينا، نحن نحارب (كورونا) ولن نخاطر بالسماح بدخول أي شخص من المخيم”.
وأضاف أن الأردن لن يسمح بدخول أي مساعدات إلى تجمع “الركبان” من أراضيه أو دخول أي شخص منه إلى الأردن، لأي سبب كان.
الموقف الأردني السابق تزامن مع بوادر تطبيع العلاقات بين الأردن والنظام السوري، التي وصلت إلى ذروتها مطلع العام الحالي، إلا أن تصريحات عدة تكررت على لسان مسؤولين أردنيين بمخاطر الانتشار الإيراني على الجانب السوري من حدود الأردن الشمالية حملت بوادر تغيّر بالموقف الأردني.
وعن احتمالية تغيّر الموقف الأردني تجاه النظام السوري، قال مركز “جسور” في دراسة، إن الخطاب الأردني يعكس استياء واضحًا من سلوك النظام في الجنوب السوري، نتيجة غياب قدرته أو رغبته في منع نشاط الميليشيات الإيرانية.
وازداد عدد المواقع التابعة لإيران في درعا والسويداء خلال الفترة الممتدة بين شباط وأيار الماضيين، بتسهيل وتعاون من “الفرقة الرابعة” التابعة للنظام السوري، التي تشترك مع تلك الميليشيات في عمليات تهريب المخدرات عبر الحدود الأردنية.
شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في درعا حليم محمد
–