نشرت صحيفة وول ستريت جورنال تقريرًا، الأربعاء 23 كانون الأول، قالت فيه إن واشنطن حاولت دفع عدد من كبار المسؤولين في حكومة الأسد إلى الانقلاب عليه وتسلّم السلطة، إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سابقين وحاليين في الإدارة الأمريكية ومصادر أخرى عربية، أن إدارة أوباما حاولت إقامة علاقات مع جهات في النظام السوري منذ بدء الحرب في سوريا، إلا أن هذه الاتصالات كانت محدودة، ما أدى إلى فشل محاولات الإطاحة بالأسد في نهاية المطاف.
وبحسب التقرير، حاول الأمريكيون إجراء محادثات مباشرة مع السوريين، مشيرًا إلى أن هذه المحادثات كانت “سرية”، بينما جرت محادثات مماثلة بوساطة إيرانية وروسية مع كبار المسؤولين في النظام السوري.
التقرير لفت إلى أن الاستخبارات الأمريكية تمكنت عام 2011، مع بدء استخدام العنف ضد المدنيين وبدء الانشقاقات من الجيش، من تشخيص “ضباط علويين” بإمكانهم الدفع باتجاه إبعاد الأسد عن السلطة، باعتبارهم “يملكون ما يحفزهم للقيام بذلك وهو الاحتفاظ بسيطرة الأقلية العلوية على الدولة”.
وأضاف أن الجهود الأمريكية تركزت على تشجيع جهات سورية للتخلي عن دعم الأسد، تزامنًا مع دعوة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأسد إلى التنحي في آب 2011.
كل ما سبق ذكره عملت عليه الولايات المتحدة جاهدة إلا أن ظهور تنظيم “الدولة” عام 2013 فاجأ واشنطن، وفقًا للصحيفة، وهذا ما شجع الأسد لإثبات نفسه على أنه شريك في الحرب على الإرهاب.
ومع بدء القصف الأمريكي على سوريا ضد التنظيم، تواصل مسؤولون في الخارجية الأمريكية مع نظرائهم السوريين لتوضيح أن الولايات المتحدة تقصف أهدافًا للتنظيم ولا تتوقع أن تعمل سوريا ضد طائراتها.
ولفتت الصحيفة إلى أن الإدارة الأمريكية تتواصل في الوقت الحالي وبعثت برسائل إلى الأسد عن طريق المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة سامنثا بارو، التي تتحدث مع المندوب السوري بشار الجعفري.
ويرى محللون أن الإدارة الأمريكية تظهر “تخبطًا” بشأن ما يجري في سوريا، إذ لا تزال متحيرة فيما إذا كان من الأفضل مضاعفة جهودها لدعم المعارضة “المعتدلة” وتنحية الأسد، أو إعطاء الأولوية لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
–