نشر موقع بريطاني تقريرًا، تحدث عن مقاتلين سوريين شاركوا في مجزرة ارتكبتها قوات من شركة “فاغنر” (PMC Wagner) الروسية الخاصة شبه العسكرية بجمهورية إفريقيا الوسطى.
ونقل موقع “ميدل إيست آي”، في تقرير صادر الخميس 9 من حزيران، عن شهود عيان قولهم، إن “مرتزقة سوريين” ومقاتلين عربًا كانوا من بين القوات التابعة لـ”فاغنر”، والذين قاموا باحتجاز وقتل زملائهم.
وصرح شاهدا عيان سودانيان (لم يكشفا عن اسميهما لأسباب أمنية وفق الموقع)، أن سلسلة من الهجمات بدأت في منجم للتنقيب عن الذهب بجمهورية إفريقيا الوسطى بمنطقة أنداها، في نهاية آذار الماضي، من قبل مقاتلي “فاغنر” كان منهم “مرتزقة سوريون”.
وكان الشاهدان السودانيان تحدثا إلى الموقع بعد أن وصلا إلى قرية في جنوب دارفور، عقب رحلة على الأقدام استمرت أسبوعًا، عبرا خلالها الحدود إلى تشاد، ومنها إلى السودان، ومات عدد من الذين فرّوا من الهجمات، وهم يبحثون عن مكان آمن، بحسب الموقع.
وبعد نجاة الشاهدين، اللذين عملا كحرفيين في مناجم الذهب، من الهجوم، احتجز “مرتزقة فاغنر” العاملين السودانيين لعدة أيام، تعرّضا خلالها للتعذيب على يد مقاتلين، بعضهم بملامح سورية، ويتحدثون اللغة العربية باللهجة السورية.
وقال أحد الشهود، “كانوا مقاتلين من عدّة جنسيات مع شركة الأمن الروسية، ورأينا مقاتلين من روسيا وسوريا وآخرين من دول إفريقية، بمن فيهم جمهورية إفريقيا الوسطى”.
وأضاف، “وعندما اختطفني مقاتلو (فاغنر) رأيت بعض المقاتلين السوريين، وحقّق أحدهم معنا، وترجم للضباط الروس، كانوا يتحدثون العربية بلهجة شامية أعرفها جيدًا، لذلك أدركت أنهم كانوا مرتزقة سوريين”.
وبالتزامن مع هذه الأنباء، قدمت ثلاث منظمات حقوقية استئنافًا لشكوى جنائية لدى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان (ECHR) ضد مقاتلين تابعين لشركة “فاغنر”، تطالب بإثبات مسؤولية الجناة المزعومين عن ارتكابهم “جريمة تعذيب وقتل وتشويه جثة مواطن سوري”.
وبحسب ما نشره بيان لـ”المركز السوري للإعلام وحرية التعبير”، الخميس 9 من حزيران، فإن هذه الشكوى تعتبر استئنافًا للشكوى المقدمة في آذار 2021، كون لجنة التحقيق في الاتحاد الروسي أخفقت في فتح تحقيق قضائي بشأن هذه القضية.
وتسيطر شركة “فاغنر” على مناجم الذهب في جمهورية إفريقيا الوسطى والسودان، وتعتبر الشركة وسيلة يستخدمها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، للحصول على تنازلات مهمة في التنقيب عن الذهب، بشكل يساعد موسكو على تجاوز العقوبات، وبناء علاقات ودية مع أنظمة إفريقية.
وتحدث تقرير لصحيفة “تلغراف” البريطانية، صدر في في 3 من آذار الماضي، أن بوتين حضّر للعقوبات الدولية بأطنان من الذهب الإفريقي، ومن السودان كمصدر رئيس، وأن روسيا هرّبت مئات الأطنان من الذهب السوداني خلال السنوات الماضية، كجزء من بناء “حصن لروسيا” ومنع تداعيات العقوبات التي قد تُفرض عليها إذا غزت أوكرانيا.
وبحسب التقرير، فإن مجموعة “فاغنر” المرتبطة بروسيا، تقوم بتدريب “قوات الدعم السريع” التابعة لمحمد حمدان دقلو (حميدتي)، وتعمل المجموعتان معًا لتأمين مناجم الذهب السودانية لشركات التعدين الروسية في المناطق النائية.
–