أصدرت محكمة الجنح “سيدي أمحمد” الجزائرية اليوم، الخميس 9 من حزيران، حكمًا بالسجن وبفرض غرامة مالية على لاعب كرة القدم الجزائري السابق رابح ماجر وأحد شركائه بقضية “تصريح كاذب”، وبرّأتهما من تهم أخرى.
وأدانت المحكمة أسطورة كرة القدم الجزائرية، رابح ماجر وأحد شركائه مسلم بن إبراهيم، وقضت بالسجن ستة أشهر سجنًا نافذًا، وغرامة مالية قدرها 100 ألف دينار جزائري (حوالي 685 دولار أمريكي)، عن جنحة التصريح الكاذب، وتبرئتهما من بقية الجنح وهي “النصب والتزوير واستعمال المزور وانتحال الصفة”.
وأصدرت المحكمة حكمًا يقضي بإلزام ماجر وشريكه بأن يدفعا للطرف المدني وهي الوكالة الوطنية للإشهار مبلغ 500 ألف دينار جزائري (ما يقارب 3422 دولار أمريكي) عن جميع الأضرار، وفق ما نشرته صحيفتا “النهار” و”الشروق” الجزائريتين.
وجاءت هذه الأحكام بعد متابعة ماجر رفقة شريكه مسلم بن إبراهيم، بتهم تتعلق باستفادته من صفحات إشهارية من الوكالة الوطنية للنشر والإشهار بطريقة غير قانونية لصالح جريدة رياضية تسمى “البلاغ”، والتي كان يملكها رابح ماجر في وقت سابق بعد أشهر من توقف الجريدة وحل الشركة المسؤولة عن النشر.
ما القصة؟
فتح قاضي التحقيق في “الغرفة 15” بمحكمة “سيدي أمحمد” تحقيقًا واسعًا حول استفادة عدة صحف محلية من أموال الإعلانات التي تصل إلى الوكالة الوطنية للنشر والإشهار، والتي تقوم بدورها بتوزيعها، حتى على الجرائد التي كانت لا تطبع أو تصدر.
ومثُل رابح ماجر مطلع تشرين الأول 2021، أمام قاضي التحقيق للاستماع إليه في ملف “البنزسة” في الإعلانات الحكومية، بعد أن تلقى استدعاءً مباشرًا.
ورغم أن العملية تمت بعقود قانونية، فإن الإشكال في مدى التزام الطرف المتعاقد معه بالشروط وتنفيذه كل ما تم الاتفاق حوله.
وحققت في ملف القضية ثلاث جهات، تكونت من فصيلة الأبحاث التابعة للمجموعة الإقليمية للدرك الوطني بالجزائر، والمفتشية العامة للمالية، إلى جانب تدقيق داخلي للحسابات، تم إطلاقه بالتعاون مع خبراء محاسبيين من خارج المؤسسة لتقييم حصيلة السنوات السابقة.
ورُفعت الشكوى من طرف المدير السابق للوكالة الوطنية للنشر والإشهار، والذي طلب من مصالح الأمن التحقيق في ملف “البزنسة” في الإعلانات الحكومية التي كانت توزع بطريقة عشوائية.
وطلب مدير الوكالة النظر في حصيلة السنوات الماضية التي “طغت عليها التلاعبات المالية والفساد” الذي أدى إلى إهدار مئات الملايين من العملة الجزائرية، مع تحويل الأموال بالعملة الصعبة إلى الخارج في إطار عملية “تبييض الأموال”.
وأكّد رابح ماجر الذي كان يملك جريدة “البلاغ” التي كانت تصدر من مدينة وهران، في تصريحات لوسائل الإعلام حضوره إلى محكمة “سيدي أمحمد” رفقة شريك له.
وقدّم ماجر الوثائق التي تثبت أن الصحيفة كانت تطبع وتنشر في وقت استفادتها من الإعلانات الحكومية أمام قاضي التحقيق، مؤكدًا أنه خلال فترة إدارته للجريدة كان يدفع الضرائب ومستحقات الطباعة بصفة عادية، معربًا عن ثقته الكاملة في القضاء الجزائري.
وكان المدير العام السابق للمؤسسة الوطنية للاتصال، العربي ونوغي، كشف أن المدرب الوطني رابح ماجر استفاد من صفقات إشهارية لجريدتي “البلاغ” و”البلاغ الرياضي” وصلت إلى 30 مليار سنتيم أي 300 مليون دينار جزائري (ما يقارب 205 آلاف دولار أمريكي)، رغم توقف عناوينه الإعلامية عن النشر.
من هو رابح ماجر؟
يعتبر رابح ماجر (64 عامًا) أحد أبرز اللاعبين في تاريخ كرة القدم الجزائرية، وأبرز العناصر في الفريق بتحقيق الفوز على ألمانيا في مونديال 1982، ورمزًا من رموز الكرة الجزائرية والعربية.
ويملك في رصيده العديد من الألقاب الجماعية والفردية أبرزها صاحب أول هداف جزائري في كأس العالم عام 1982 الذي أُقيم في إسبانيا، وهداف دوري أبطال أوروبا عام 1988 برصيد أربعة أهداف بالتشارك مع عدة لاعبين، وهداف دوري نجوم قطر بـ13 هدفًا عام 1993 مع نادي قطر.
وحصل ماجر على جائزة الكرة الذهبية الإفريقية لسنة 1987، وصُنّف خامس أفضل لاعب إفريقي في القرن 20، وأفضل لاعب عربي في القرن 20، وأفضل لاعب جزائري في القرن 20 رفقة لخضر بلومي.
بكعب ماجر، حقق نادي بورتو البرتغالي لقب بطولة دوري أبطال أوروبا عام 1987، على حساب نادي بايرن ميونيخ الألماني، إذ أحرز اللاعب هدف بورتو الثاني بكعب القدم، وحصل النادي على اللقب بنتيجة 2-1 بسبب هذا الهدف وأطلق عليه صاحب الكعب الذهبي.
وتأهل مع المنتخب الجزائري مرتين لكأس العالم عامي 1982 و1986، وفاز معه أيضًا بكأس إفريقيا التي أقيمت بالجزائر سنة 1990، وتوج بالكأس الأفروآسيوية سنة 1991، وحقق أيضًا الميدالية الذهبية في دورة الألعاب الإفريقية سنة 1978.
كما حصل على جائزة القدم الذهبية (Golden Foot) في مدينة موناكو الفرنسية 2011، بالإضافة إلى العديد من الألقاب على مستوى الجزائر.
وسبق لماجر أن تولى تدريب منتخب “محاربي الصحراء” عدة مرات، أُقيل في آخرها عام 2018 بعد ثمانية أشهر من توليه منصبه، في أعقاب سلسلة من النتائج السلبية.
وسبق لماجر تدريب المنتخب بين 1994 و1995، وبين 2000 و2002، وأقيل بعد خلافات مع الرئيس السابق للاتحاد محمد روراوة.