ريف حلب.. استعدادات عسكرية ورفع جاهزية على وقع عملية تركية متوقعة
شهدت مناطق متفرقة من شمالي سوريا استنفارًا ورفع جاهزية عسكرية بشكل متكرر لعدة فصائل مقاتلة خلال الأيام الماضية، بالإضافة إلى اشتباكات بوتيرة شبه يومية تزامنًا مع تسارع الحديث عن عملية عسكرية تركية مرتقبة.
ساد التوتر الأمني في المناطق على خطوط المواجهة التي تفصل بين “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا، و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) المدعومة أمريكيًا، التي تشمل ريفي حلب الشمالي والشرقي، ومدينتي رأس العين وتل أبيض، شمالي سوريا.
استعداد ورفع جاهزية
أجرت عدة فصائل تتبع لـ”الجيش الوطني” استعدادات عسكرية ورفعًا للجاهزية العامة لدى مقاتليها، واستعراضًا في شوارع ضمن مناطق سيطرتها القريبة من خطوط المواجهة مع “قوات سوريا الديمقراطية”.
وسيّرت “غرفة القيادة الموحدة”(عزم) المكونة من عدة فصائل والتابعة لـ”الجيش الوطني” اليوم، الخميس 9 من حزيران، العشرات من آلياتها ومعداتها وجنودها في مدينة اعزاز وبلدة سجو بريف حلب الشمالي.
وذكرت “عزم” أنها جاءت في إطار استعدادات عسكرية ورفع للجاهزية القتالية تحضيرًا للمعارك المرتقبة ضد “قسد”، بحسب ما نشرته عبر معرفاتها الرسمية.
وفي 7 من حزيران الحالي أجرت “عزم” استعدادات عسكرية ورفع حالة التأهب والجهوزية لجميع قوّاتها تحضيرًا للمعارك المرتقبة في منطقة تل أبيض بريف الرقة الشمالي.
سبق “عزم” بأسبوع تقريبًا إجراء عرض عسكري من “حركة التحرير والبناء” المكونة من عدة فصائل والمنضوية تحت راية “الجيش الوطني”، بالذخيرة الحية في منطقة عمليات “غصن الزيتون”(عفرين وريفها) بهدف رفع الجاهزية العسكرية والقتالية استعدادًا لأي عملية مرتقبة، بتاريخ 2 من حزيران.
وفي 31 من أيار الماضي، أجرت قوات “حركة التحرير والبناء” عرضًا عسكريًا في منطقة عمليات “نبع السلام”(مناطق من ريف محافظتي الرقة والحسكة)، استعدادًا لأي طارئ في المنطقة، وفق ما أعلنت “الحركة”.
قتل و”تحييد” شبه يومي
الأمر لم يقتصر على استعدادات عسكرية ورفع جاهزية، إذ ارتفعت وتيرة الاستهدافات والاشتباكات بين قوات فصائل “الجيش الوطني” و”قسد”على خطوط المواجهة.
كما تعلن تركيا بشكل شبه يومي عن “تحييد” واستهداف مقاتلين في صفوف “قسد” يقابله إعلان بنفس الوتيرة من قبل الأحزاب الكردية عن مقتل جنود وعناصر من “الجيش الوطني” والقوات التركية على جبهات وخطوط التماس بريف حلب.
وفي 8 من حزيران الحالي استهدفت وحدات “المدفعية والصواريخ” في “الجيش الوطني” غرفة عمليات عسكرية تابعة لـ” قسد” على محور بلدة منغ بريف حلب الشمالي ما أدى إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوفها، قابله عدم ذكر أي معلومات من قبل “قسد”.
تبعها بساعات إعلان وزارة الدفاع التركية، أنها “حيّدت” ثلاثة “إرهابيين” تابعين لحزب “العمال الكردستاني” و”وحدات حماية الشعب” (الكردية) شمالي سوريا، كانوا يستعدون لشن هجمات ضد منطقة عمليات “نبع السلام”.
Saldırı hazırlığı yapan teröristleri tespit edildikleri yerde etkisiz hâle getirmeye devam ediyoruz.
Barış Pınarı bölgesine saldırı hazırlığında oldukları belirlenen 3 PKK/YPG'li terörist, ateş destek vasıtaları ile etkisiz hâle getirildi.#MSB pic.twitter.com/PmNrJ7qhRw
— T.C. Millî Savunma Bakanlığı (@tcsavunma) June 8, 2022
وذكرت وزارة الدفاع التركية وزارة الدفاع التركية، في بيان لها في 7 من حزيران، أن عدد “الإرهابيين” الذين “حيّدتهم” منذ مطلع عام 2022، وصل إلى 1256 شخصًا خلال العمليات العسكرية شمالي سوريا.
من جهتها، ذكرت قناة “روناهي” التلفزيونية، المقربة من “قسد” اليوم، أن قوات “الدفاع الشعبي” قتلت 17 من الجنود الأتراك، ودمّرت نظام رادار في مناطق سيطرة “الجيش الوطني”.
بالإضافة إلى إصابة مدني في منطقة ميسلون بمدينة القامشلي شمال شرقي سوريا بعد استهداف طائرة مسيرة تابعة للقوات التركية لسيارة مدنية في المنطقة.
وتعتبر تركيا “قسد” امتدادًا لحزب “العمال الكردستاني”، وتصنفه تنظيمًا “إرهابيًا”، وهو ما تنفيه “قسد” رغم إقرارها بوجود مقاتلين من الحزب تحت رايتها، وشغلهم مناصب قيادية.
ويأتي التصعيد عقب تزايد الحديث عن معركة عسكرية تركية مقبلة شمال شرقي سوريا، إذ عزز الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الحديث عن هذه المعركة، في 23 من أيار الماضي، قائلًا إن بلاده تعتزم شن عمليات عسكرية عند حدودها الجنوبية مع سوريا.
تبع ذلك بيانات متتالية لـ”قسد”، تحدثت فيها عن التحركات العسكرية للقوات الضامنة لعمليات “خفض التصعيد” شمال شرقي سوريا، واصفة إياها بـ”الاعتيادية”، في إشارة إلى أن تركيا لا تنوي فعليًا بدء معركة عسكرية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :