“حفار القبور”: المزيد من المقابر الجماعية قيد الحفر في سوريا
أدلى “حفار القبور” بشهادته أمام مجلس الشيوخ الأمريكي حول استمرار حفر المقابر الجماعية في سوريا على يد النظام السوري.
وقال الشاب الذي ظهر متخفيًا بردائه الأسود المعتاد، “في بعض الحالات أعرف بالضبط المكان الذي يتم فيه تكديس الجثث حتى في المقارب الجماعية التي ما زالت قيد الحفر حتى اليوم”، وفق ما نقلته شبكة “CNN” الأمريكية، الأربعاء 8 من حزيران الحالي.
وأوضح “حفار القبور” أن المعلومات التي يملكها حول استمرار حفر المقابر الجماعية جاءت بناءً على شهادات من أشخاص عملوا معه سابقًا في المقابر، واستطاعوا الهرب مؤخرًا ليأكدوا ما جرى تداوله حول المزيد من المقابر الجماعية في سوريا، وفق قوله.
وأضاف، “قلبي مثقل بمعرفة أن الكثيرين في هذه اللحظة بالذات يتعرضون للتعذيب اللاإنساني على يد نظام الأسد”.
ويتراوح عدد الجثث التي جرى نقلها إلى المقابر الجماعية التي عملها بها “حفار القبور” بين 300 و600 جثة أسبوعيًا، كما وصلت في مرتين أسبوعيًا حوالي 30 إلى 40 جثة لمدنيين أعدموا في سجن “صيدنايا” سيئ السمعة، بحسب الشهادة.
وأفاد الشاب بأنه “كلما طالت الحرب واستمر الأسد في السلطة، زاد تمكين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين” مطالبًا بالتعلم من الماضي وعدم السماح بتكرار ما حدث في سوريا.
وتحدث “حفار القبور” الفظائع التي عاشها أثناء عمله في مواقع المقابر الجماعية، بينها حادثة دهس أحد العمال الذين أظهروا رفضهم للعمل داخل المقبرة، ليقتل بأمر من ضابط المخابرات المشرف على الدفن.
وفي حادثة أخرى اختفى أحد العمال الذي بكي خلال إحدى عمليات الدفن، بينما تحرك رجل ألقي من شاحنة لنقل الجثث، إذ أشار “حفار القبور” إلى أن الرجل ما يزال على قيد الحياة.
وطالب الشاب باتخاذ إجراء فوري، مؤكدًا أنه رغم قتل مئات الآلاف، ما زال هناك الأسوأ إن لم يكن هناك إجراء حقيقي لمنع حدوثه.
من هو “حفار القبور”
“حفار القبور” هو اسم رمزي يستخدمه شاهد عمل في المقابر الجماعية التابعة للنظام السوري، بسبب التهديدات المستمرة ضده وعائلته.
وظهر الشاهد خلال مقابلة لأول مرة على شبكة “CBS NEWS” الأمريكية في 29 من آذار الماضي، ليتحدث حول الغزو الروسي لأوكرانيا ومخاوفه من تكرار ما حدث في سوريا.
وخلال الشهر نفسه، تحدث الشاهد إلى اللجان في “الكونجرس” الأمريكي عن الجرائم البشعة في سوريا، بما في ذلك إلقاء آلاف الجثث في مقابر جماعية.
كما ظهر في كانون الثاني الماضي، شاهدًا ضد العقيد السوري السابق أنور رسلان الذي حكم عليه بالسجن المؤبد بناء على رواية “حفار القبور” وأدلة وشهادات أخرى.
كما كان الشاب أحد الشهود في تحقيق لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تعاونت فيه مع “رابطة معتقلي ومفقودي صيدنايا” حول مواقع المقابر الجماعية في سوريا، ودورها بإثبات وتوثيق جرائم الحرب المرتكبة من قبل النظام السوري.
وخلال السنوات الماضية، أُعلن عن اكتشاف عشرات المقابر الجماعية في أماكن متفرقة من مناطق سيطرة النظام السوري وفصائل المعارضة وتنظيم “الدولة الإسلامية”، لكنّ التحركات لمعرفة المسؤولين عن المقابر الجماعية تعتمد بالدرجة الأولى على إمكانية الوصول الفعلي إلى المقبرة وفتحها، واستخراج الجثث بطريقة علمية لتوثيق المعلومات التي يمكن الوصول إليها.
ووثّق فيلم “حفار القبور” الصادر عن قناة “الجزيرة” والذي عُرض في مطلع العام الحالي، شهادات من أحد الأشخاص الذين تولوا مهمة دفن جثث القتلى تحت التعذيب في القبور الجماعية بين عامي 2011 و2018 في سوريا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :