الزيت في درعا.. الشراء بـ”الغرام” بعد زمن “التنكة”
درعا- حليم محمد
دخلت إنعام، وهي سيدة في الثلاثينيات من العمر، إلى محل يبيع المواد الغذائية في بلدة المزيريب بمحافظة درعا، لشراء عدة غرامات من زيت القلي مخاطبة البائع، “أعطني بألف ليرة زيت قلي”.
وبسبب عدة عوامل، تغيرت العادات الشرائية لسكان محافظة درعا كعموم السوريين، فمن شراء الزيت بعشرات الليترات (تنكة) إلى الليتر الواحد، وصلت بهم الحال إلى شراء الزيوت بمختلف أنواعها بالغرامات، وذلك بحسب ما يملكونه من مال، من أجل إعداد وجبة طعام.
الغلاء أضعف الطلب
تحكم إنعام قبضتها على الألف ليرة، وعيونها على البائع وهو يفرغ الزيت في كيس من النايلون على الميزان مراقبًا الوزن والسعر.
وقالت لعنب بلدي، “كنت أشتري الزيت سابقًا بالتنكة (صفيحة معدنية بسعة 16 ليترًا)، وكنا نخزّن ما لا يقل عن خمس تنكات زيت زيتون، وتنكة زيت قلي، وتنكة سمن، بينما أصبحنا اليوم نشتري ما يكفي لطبخة واحدة فقط”.
ويصل سعر ليتر زيت القلي في محافظة درعا إلى 17 ألف ليرة سورية، وسعر ليتر زيت الزيتون إلى 14 ألف ليرة، بينما يبلغ سعر كيلو السمن النباتي حوالي 20 ألف ليرة.
محمد الصالح، صاحب محل لبيع المواد الغذائية في بلدة المزيريب، قال لعنب بلدي، إن موجة الغلاء الأخيرة التي لحقت بالزيوت، قلّلت من طلب الناس على المادة، ودفعتهم للشراء بالغرامات.
ومنذ بدء “الغزو” الروسي لأوكرانيا، في شباط الماضي، شهدت مناطق سيطرة النظام أزمة في تأمين الزيت النباتي، لجأت الحكومة عند تأمينه إلى رفع سعره، إذ وصل سعر الليتر الواحد من زيت “عباد الشمس” إلى أكثر من 13 ألف ليرة سورية، بعد أن كان يباع بحوالي سبعة آلاف ليرة.
تخفيض المساعدات “زاد الطين بلة”
تعتمد معظم العائلات في درعا على زيت القلي المقدم ضمن السلة الغذائية، كمساعدات تصل إليهم تقريبًا كل شهرين إلى ثلاثة أشهر.
لكن في أواخر آذار الماضي، خفّض “الهلال الأحمر” في درعا كمية زيت القلي ضمن مكوّنات السلة الغذائية المقدمة من برنامج الغذاء العالمي (WFP) من ستة إلى أربعة ليترات.
إنعام، كانت تحاول أن تنظم استهلاكها للزيت وفق المخصصات الموجودة ضمن السلة الغذائية، والتي كانت تكفي عائلتها سابقًا حوالي شهر ونصف، لكن بعد التخفيض أصبحت مضطرة لشراء الزيت بالغرامات، بانتظار موعد التوزيع المقبل.
وتحتل سوريا المرتبة 101 على مؤشر الأمن الغذائي التابع لمجلة “إيكونوميست” البريطانية، الصادر في 25 من شباط 2021.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قدّم، في 12 من كانون الثاني الماضي، تقريرًا يؤكد أن 90% من السوريين تحت خط الفقر، بينما يعاني 60% منهم “انعدام الأمن الغذائي”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :