من هم؟
أربعة قياديين على بنك الاغتيال في درعا.. لكنهم ينجون
شهدت محافظة درعا بعد تسوية تموز 2018 عمليات اغتيال استهدفت قياديين، سواء عبر العبوات الناسفة، أو الرصاص المباشر، لكنهم نجوا منها رغم تكرارها على مدار الأربع سنوات الماضية.
وأصدر “مكتب توثيق الشهداء” في درعا إحصائية شهرية عن أعداد القتلى في المحافظة خلال أيار الماضي، بلغت 27 قتيلًا نتيجة عمليات استهداف متفرقة شهدتها المحافظة.
وجاء في بيان “المكتب” الحقوقي، الصادر في 1 من حزيران، أن إجمالي عدد القتلى بلغ 24 قتيلًا بين مدنيين ومقاتلين سابقين في فصائل المعارضة الذين انضموا إلى اتفاقية “التسوية” عام 2018.
ثماني محاولات لم تقتل “الكسم”
نجا القيادي السابق في فصائل المعارضة مصطفى المسالمة الملقب بـ”الكسم”، الجمعة 3 من حزيران من محاولة اغتيال هي الثامنة منذ انضمامه لـ”الأمن العسكري” بعد سيطرة النظام على محافظة درعا في 2018.
“الكسم” قيادي سابق في فصيل “أحفاد خالد بن الوليد” العامل في درعا البلد وأحد تشكيلات غرفة “البنيان المرصوص” المعارضة.
وانضم لاحقًا بعد التسوية لـ”الأمن العسكري”، التابع للنظام السوري، بتنسيق مباشر مع العميد لؤي العلي رئيس قسم الأمن العسكري في درعا.
وأثارت محاولة اغتيال “الكسم” تساؤلات لدى ناشطين ومواقع إعلامية، الجمعة، إذ جرت عملية الاغتيال ضمن المربع في مدينة درعا، كما نُفذت العملية بسيارة “أفانتي” لون أسود بحسب مواقع إعلامية موالية.
وقال قيادي سابق لعنب بلدي إنه من المرجح أن تكون العملية تصفية حسابات شخصية مستندًا إلى خلاف حصل قبل شهر بين “الكسم” والقيادي بـ”الفرقة الرابعة” التابعة لجيش النظام السوري شادي الصمادي، وأن الإشكال أدى لاعتقال “الكسم” للصمادي، بتهمة زراعة عبوات استهدفت سيارة لـ”الكسم” في أيار الماضي.
أما “تجمع أحرار حوران” قال نقلًا عن مصادره إن “الكسم” اتهم القيادي عماد أبو زريق أحد قياديي الأمن العسكري، وحسب مصادر التجمع، فإن السيارة التي نفذت اتجهت إلى بلدة النعيمة ومن بعدها دخلت بلدة نصيب معقل أبو زريق.
أبو زريق أيضًا.. هدف متكرر
تعددت محاولات اغتيال القيادي السابق بفصائل المعارضة وأحد قياديي الأمن العسكري في درعا عماد أبو زريق، إذ نجا من محاولة اغتيال رابعة في 21 من أيار الماضي، بعد اكتشاف شخصين حاولا زراعة عبوة ناسفة بسيارته في حي الكاشف في مدينة درعا، مما أدى إلى مقتل أحد المنفذين وفرار الآخر.
وفي حزيران 2021، نجا أبو زريق من محاولة اغتيال، بعد محاولة استهدافه بعبوة ناسفة على طريق النعيمة- أم المياذن شرقي مدينة درعا.
وفي آب 2020، حاول مجهولون اغتياله عبر عبوة ناسفة مزروعة في دراجة نارية بعد حضوره مباراة كرة قدم بين فريقين من بلدتي نصيب وداعل في مدينة داعل.
سبقها في حزيران من العام ذاته محاولة اغتياله إلى جانب القيادي عامر الراضي في معبر “نصيب” الحدودي، عبر تفجير دراجة نارية كانت مركونة قرب استراحته داخل معبر نصيب الحدودي.
وأبو زريق من مواليد 1982 بلدة نصيب شرقي درعا، وهو أحد أعضاء فريق نادي الشعلة لكرة القدم قبل ثورة 2011.
وفي سنوات سيطرة المعارضة على الجنوب السوري عمل أبو زريق قياديًا في فصيل “جيش اليرموك”، وأصيب في أحد المعارك وبترت يده.
وبعد تقدم النظام باتجاه درعا في حزيران 2018 لجأ أبو زريق وعدد من قياديي “الجبهة الجنوبية” إلى الأردن في استثناء خص القياديين فقط، وأُغلق بوجه المدنيين الذين تجمعوا على الساتر الأردني.
عاد أبو زريق بتنسيق مع العميد لؤي العلي في منتصف عام 2019، واستلم إدارة معبر نصيب، وشكل فصيلًا أغلبه من عناصره السابقين قوامه قرابة 150 عنصرًا.
أبو زريق، باصطفافه مع قوات النظام، جعله هدفًا لعمليات الاغتيال، بحسب ناشطين في درعا.
أبو علي اللحام.. ذراع الأمن العسكري
لم يسلم زميل أبو زريق في “جيش اليرموك” القيادي أبو على اللحام من ثلاث محاولات اغتيال في ريف درعا الشرقي إذ نجا من محاولة اغتيال في نيسان الماضي في بلدة أم ولد.
وسبق أن نجا اللحام من محاولة اغتيال، في تشرين الثاني 2021، إثر تفجير عبوة ناسفة، استهدفت سيارته بعد مرورها على طريق أم ولد- المسيفرة.
وتعرّض اللحام لمحاولة اغتيال بعد استهدافه بشكل مباشر بالرصاص، مما أدى لإصابته بجروح في أيار من عام 2020، نقل على إثرها لمشفى درعا الوطني.
ويُعتبر اللحام المسؤول الأمني الأول في تنفيذ عمليات مداهمة بحق المدنيين في ريف درعا الشرقي، بحسبة حديث سابق للناشط الإعلامي محمد المفعلاني المقيم بريف درعا الشرقي، والذي اعتبر أن عمليات الاستهداف هي رد على أعمال اللحام “التشبيحية” في مداهمة منازل المدنيين بريف درعا الشرقي.
وكان اللحام قياديًا سابقًا في “جيش اليرموك” فصيل أبو زريق، أحد أهم فصائل “الجبهة الجنوبية”، وقاد معركة “سحق الطغاة” التي سيطرت فيها المعارضة على “اللواء 52 ميكا”.
وبعد “تسوية” الجنوب لعام 2018، خرج اللحام إلى الشمال السوري بقوافل التهجير.
وبعد عودة أبو زريق للجنوب السوري نسق برعاية أمنية عودة اللحام من الشمال السوري، وأصبح أحد أهم أذرع النظام في ريف درعا الشرقي.
ثلاث محاولات لاغتيال ابو مرشد البردان
نجا القيادي السابق بفصيل “جيش المعتز”، أحد تشكيلات “جيش الثورة” من ثلاث محاولات اغتيال كان آخرها في 28 من أيار 2020، عندما استهدف مجهولون رتلًا للجنة المركزية أصيب فيه البردان، وقتل أربعة من مرافقيه.
سبقها في عام 2019 الهجوم على منزل كان فيه، قُتل أحد مرافقيه في أثناء الاشتباك مع المهاجمين.
وفي بداية التسويات بعد سيطرة النظام على المنطقة الجنوبية استهدفه مجهولون في مدينة طفس، أصيب على أثرها مرافقه مهند الزعيم، والذي قُتل في أثناء استهدافه الأخير في قرية المزيريب.
وينحدر أبو مرشد البردان من مدينة طفس، وهو من مواليد 1983، ومن أوائل المنضمين للثورة السورية عام 2011، بحسب ما قاله ناشطون من أبناء المنطقة لعنب بلدي.
وبعد التسوية في تموز 2018، ظهر البردان في تسجيل مصور يعانق ضباطًا للنظام بين مدينتي طفس وداعل للتفاوض على تسليم المدينة، إلّا أن المفاوضات فشلت حينها.
انضمّ أبو مرشد لفرع “الأمن العسكري” التابع لقوات النظام السوري، والذي يُديره لؤي العلي في المنطقة الجنوبية، حسب “تجمع أحرار حوران”.
ويشغل البردان حاليًا عضو باللجنة المركزية التي تشكلت عقب التسوية من مثقفين، وشيوخ دين وقياديين سابقين وقُتل معظم أعضائها بعمليات اغتيال نفذها مجهولين.
واتهم أبو مرشد البردان في تسجيل مصور تنظيم “الدولة” أنه يقف خلف عمليات اغتيال أعضاء “اللجنة المركزية” أمثال مصعب البردان، وقبله الشيخ أحمد بقيرات، والشيخ أبو البراء الجلم، وغيرهم من العاملين ضمن “اللجان المركزية”.
ويتهم النظام في الوقوف وراء بعض العمليات خصوصًا بعد مداهمة قوات “اللواء الثامن” مجموعة محلية مرتبطة بفرع “المخابرات الجوية”، متهمة إياها بالتخطيط لعمليات اغتيال قياديين في “اللواء” شرقي درعا، في 22 من أيار الحالي.
كما يتبنى تنظيم “الدولة الإسلامية” عددًا قليلًا من عمليات الاستهداف في درعا منذ سيطرة النظام على المحافظة عبر جريدته الرسمية “النبأ”، بحسب ما رصدته عنب بلدي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :