يسببه الاتصال الجنسي مع أكثر من شريك..
ماذا نعرف عن مرض السيلان
د. أكرم خولاني
من المعروف أن العلاقات الجنسية مع شركاء متعددين أو مع أشخاص مجهولين خارج إطار الزواج يتسبب بالعدوى بالكثير من الأمراض المنتقلة جنسيًا، ويعتبر مرض السيلان أحد أشيَع هذه الأمراض، وقد أصبحنا نصادفه بشكل متزايد لدى المرضى المراجعين للعيادات.
ما مرض السيلان
مرض السيلان (Gonorrhea) هو أحد الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي والذي تسببه العدوى بأحد أنواع الجراثيم التي تدعى النيسيريا البنية أو المكورات البنية (Neisseria gonorrhoeae)، تستهدف هذه الجراثيم المناطق الدافئة والرطبة من الجسم مثل الإحليل والمسالك البولية، والمهبل والرحم وقناة فالوب وعنق الرحم، والشرج، بالإضافة إلى البلعوم والعينين.
يعد السيلان أحد الأمراض المعدية الشائعة جدًا، ويمكن أن تحدث العدوى في أي عمر عند الذكور والإناث، لكنها أكثر شيوعًا عند المراهقين والشبان، وقد يسبب عدم علاج مرض السيلان مشكلات صحية متعددة على المدى الطويل.
كيف تحدث العدوى
ينتشر السيلان دائمًا تقريبًا من خلال الاتصال الجنسي المهبلي، أو الفموي، أو الشرجي، ويمكن أن تحدث العدوى مع أقل تماس جنسي ممكن مع المريض، وتبلغ نسبة احتمال انتقال العدوى من امرأة مصابة إلى رجل سليم حوالى 20% بعد ممارسة جنسية مهبلية واحدة دون استخدام الواقي الذكري، في حين قد تكون النسبة أعلى بالنسبة لانتقال العدوى إذا كان الرجل هو المصاب، ولا يتوقف حدوث العدوى على الاتصال الجنسي، بل يكفي التلامس مع المنطقة المصابة، ويمكن أن يحدث هذا النوع من العدوى عند إصابة العين بمرض السيلان نتيجة لمس المنطقة التناسلية المصابة ثم لمس العين دون غسل اليدين، ويمكن أن تحدث العدوى العينية نتيجة انتقال العدوى إلى الطفل الحديث الولادة من الأم المصابة بمرض السيلان في أثناء عبور الطفل من قناة الولادة الطبيعية، وتُسبب التهاب الملتحمة عند حديثي الولادة.
وتتضمّن أبرز عوامل الخطر للإصابة بمرض السيلان:
- الاتصال الجنسي مع شريك جديد.
- الاتصال الجنسي مع شريك متعدد الاتصال الجنسي مع آخرين.
- تعدد الشركاء الجنسيين.
- الإصابة بعدوى أخرى منقولة جنسيًا.
ما أعراض مرض السيلان
قد لا تسبب العدوى بمرض السيلان أي أعراض، خاصة عند النساء، بينما تكون الأعراض واضحة عند النسبة العظمى من الرجال المصابين، ويعتبر المصاب دون أعراض مصدرًا لانتشار العدوى بسبب عدم إظهاره علامات تدعو إلى الشك بمرض السيلان.
الأعراض التناسلية لمرض السيلان عند الرجال
تبدأ أعراض مرض السيلان بالظهور عند الرجال بعد التعرض للعدوى بفترة تتراوح بين يومين و30 يومًا، وتتضمّن الأعراض:
- حرقة أو ألم في أثناء التبول، وقد تكون هذه العلامة هي أولى علامات المرض.
- الشعور بالحاجة الملحة والمتكررة للتبول.
- خروج مفرزات أو قطرات قيحية قد يكون لونها أصفر أو بنيًّا أو أخضر أو أبيض.
- تورم وتغير لون فتحة الإحليل.
- تورم وألم في الخصيتين.
الأعراض التناسلية لمرض السيلان عند النساء:
لا تبدي معظم النساء المصابات بالسيلان أي أعراض، ولكن يمكن أن تبدأ الأعراض بالظهور بعد عشرة أيام على الأقل وربما عدة أسابيع من التعرض للعدوى، وتكون الأعراض خفيفة أو متوسطة الشدة، وتشابه بشكل كبير أعراض عدوى الفطريات المهبلية أوالعدوى بأنواع أخرى من الجراثيم، وبالتالي فقد يكون التعرف على المرض أصعب لدى النساء، تتضمن الأعراض الأكثر شيوعًا:
- إفرازات مهبلية مائية أو بيضاء أو خضراء اللون.
- ألم وحرقة في أثناء التبول.
- الحاجة إلى التبول بشكل متكرر.
- غزارة الطمث أو تباعد بين الدورات الشهرية.
- عسرة الجماع والألم في أثناء الجماع.
- ألم حاد في أسفل البطن.
أعراض الإصابة البلعومية بالسيلان:
- تورم البلعوم المستمر.
- التهاب واحمرار البلعوم.
- تورم العقد اللمفاوية في العنق.
- الحمى وارتفاع الحرارة.
أعراض الإصابة العينية بالسيلان:
- ألم وتهيج في العين.
- تورم الأجفان.
- التهاب العين واحمرارها.
- وجود مخاط أبيض أو أصفر خيطي القوام حول العين.
أعراض إصابة المستقيم بالسيلان:
- الحكة والتورم في منطقة الشرج.
- نزيف من المستقيم أو مفرزات قيحية.
- ألم عند التغوط.
كيف يُشخّص مرض السيلان
يحدث الاشتباه بمرض السيلان من خلال القصة المرضية والأعراض، ويتم تأكيد التشخيص عن طريق إجراء التحاليل المخبرية، وتتضمّن اختبار البول وأخذ مسحة من المنطقة المصابة وكذلك المسحات المهبلية لدى النساء:
اختبار البول: يتم إجراء اختبار البول بعد أخذ عيّنة من بول المريض وزرعها على أوساط خاصة لنمو الجراثيم.
مسحة من المنطقة المصابة: يتم إجراء هذا الفحص عن طريق أخذ مسحة من الإحليل أو المستقيم أو المهبل أو عنق الرحم أو البلعوم أو ملتحمة العين، وتحضير ساحة مجهرية منها وتلوينها ورؤية البكتيريا المسببة للمرض تحت المجهر، وظهور جراثيم النيسيريا في مسحة الإحليل عند الرجال يؤكد تشخيص السيلان، بينما لا تعتبر هذه الطريقة مؤكدة للتشخيص في الإصابات المهبلية والبلعومية، إذ يمكن أن توجد جراثيم أخرى من جنس النيسيريا تعيش بشكل طبيعي دون إحداث الأمراض في المهبل والبلعوم، وتتوفر أدوات لأخذ مسحة مهبلية للفحص الذاتي تقوم بواسطتها المرأة بأخذ المسحة منزليًا ليتم إرسالها إلى المختبر للفحص.
كما يوصى بإجراء فحوصات للبحث عن أمراض أخرى منتقلة بالاتصال الجنسي مثل الإيدز أو الكلاميديا، إذ إن الأمراض المنتقلة بالجنس عادة تصيب المرضى على شكل مجموعات أكثر من الإصابة المفردة بمرض واحد.
كيف يمكن علاج مرض السيلان
يتم علاج مرض السيلان باستخدام المضادات الحيوية، وعادة ما يتم استخدام أكثر من نوع من أدوية المضادات الحيوية معًا، وذلك بسبب وجود بعض السلالات المقاومة للمضادات الحيوية من جنس النيسيريا، وكذلك بسبب ترافق مرض السيلان مع أمراض أخرى منتقلة بالجنس مثل مرض الزهري أو الكلاميديا.
وعادة ما يتم علاج مرض السيلان لدى البالغين باستخدام دواء أزيترومايسين 1غ فمويًا لمرة واحدة مع السفترياكسون 250 ملغ حقنًا في الوريد أو العضل لمرة واحدة أيضًا، ويمكن استخدام السيفكسيم فمويًا بدل حقن السفترياكسون، وفي حالة حساسية المريض للسفترياكسون أو الأدوية المشابهة له فمن الممكن الاستعاضة عنها بالجنتامايسين حقنًا أو بالجيميفلوكساسين فمويًا لسبعة أيام، ويتم إعطاء المريض عادة علاجًا بالتتراسايكلين أو الدوكسيسيكلين فمويًا لأسبوعين لعلاج الأمراض الأخرى المنتقلة بالجنس التي ترافق السيلان مثل الكلاميديا.
وتحتاج المرأة الحامل إلى العلاج بأدوية لا تؤثر على الحمل ولا تسبب الأمراض أو التشوهات للجنين، ولذلك ففي حالة الحمل يتم العلاج باستخدام الآزيثرومايسين والأموكسيسيلين.
وتكون الإصابة بمرض السيلان لدى الرضع غالبًا على شكل التهاب الملتحمة، ويتم علاجه باستخدام قطرات أو مراهم من الأريثيرومايسين أو التتراسايكلين أو نترات الفضة بتركيز 1%.
تتحسن الأعراض عادة في غضون عدة أيام، وقد تصل مدة الشفاء إلى أسبوعين في حال الإصابات الشديدة.
وننبه إلى أنه ينبغي الامتناع عن الجماع إلى أن يكتمل العلاج، لتفادي خطر حدوث أي مضاعفات محتملة، أو الإصابة مجددًا، كما قد يوصي الطبيب بإعادة إجراء الفحوصات المخبرية بعد سبعة أيام من انتهاء العلاج، لكن ليس بالضرورة أن يكون ذلك أمرًا لازمًا للتأكد من فعالية العلاج في كل الحالات.
ما مضاعفات مرض السيلان غير المعالَج؟
قد يؤدي عدم تقديم العلاج المناسب لمريض السيلان إلى مضاعفات خطرة ومهمة، تتضمن:
العقم عند النساء: قد ينتشر مرض السيلان إلى الرحم وقناتي فالوب والمبيضين، ويسبب أمراض الحوض الالتهابية التي قد تسبب تليف قناتي فالوب وظهور الندوب فيها وانسدادها، كما تزيد هذه الأمراض من أخطار مضاعفات الحمل وتسبب العقم.
العقم عند الرجال: تسبب جراثيم النيسيريا البنية التهاب البربخ والخصية لدى الرجال، وهو ما قد يسبب العقم في حال عدم تقديم العلاج المناسب بشكل فوري.
التهاب المفاصل الإنتاني السيلاني: عند عدم علاج مرض السيلان قد تصل الجراثيم إلى الدم، ما يسبب انتشار العدوى إلى المفاصل أو مناطق الجسم الأخرى، وعادة ما يصيب هذا الالتهاب واحدًا أو اثنين من المفاصل الكبيرة، مثل الركبتين، أو الكاحلين، أو المعصمين، أو المرفقين، وكثيرًا ما تبدأ الأعراض بشكل مفاجئ، فيشعر المرضى بالحمى وتكون المفاصل المصابة مؤلمة ومتورمة، وحركتها متحددة، ويمكن للجلد فوقها أن يكون دافئًا ومحمرًا، وقد يحدث الطفح الجلدي والتقرحات الجلدية.
العدوى بفيروس الإيدز: الإصابة بمرض السيلان البني تجعل المريض أكثر عرضة للإصابة بمرض الإيدز.
إصابات الأطفال: عند انتقال العدوى من الأم المصابة إلى الطفل في أثناء الولادة، قد تسبب العدوى إصابة الطفل بالتهاب ملتحمة العين أو التهاب البلعوم والتهاب الطرق التنفسية أو التهاب السحايا، بالإضافة إلى ظهور تقرحات على فروة الرأس، وقد تكون إصابات الأطفال خطيرة، وقد تسبب العمى إذا لم تعالَج بشكل فوري.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :