مدير الأمن العام اللبناني يزور سوريا بعد أمريكا لبحث قضية المراسل أوستن تايس
قال رئيس المخابرات اللبنانية، اللواء عباس إبراهيم، إنه سيزور سوريا لإجراء محادثات مع القادة السوريين بشأن مصير المراسل الأمريكي أوستن تايس، الذي فُقد في سوريا عام 2012.
وفي لقاء له مع مجلة “الأمن العام” اللبنانية، الخميس 2 من حزيران، قال اللواء إنه زار الولايات المتحدة بناء على دعوة السلطات الأمريكية لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الأمريكيين في واشنطن لاستئناف المفاوضات بين سوريا وأمريكا بشأن معرفة مصير المفقودين الأمريكيين.
وصرّح اللواء أن إطلاق سراح تايس كان على رأس المواضيع التي بُحثت خلال المحادثات، إذ تم الاتفاق على إحراز تقدّم، قائلًا، “علينا أن نرى أولًا كيف يمكننا سد الفجوة، وكيفية تقريب وجهات النظر بين واشنطن ودمشق”.
وحول التقدم الذي أحرزته زيارته إلى واشنطن، أوضح إبراهيم أن أبرز ما تم تحقيقه هو أن هناك احتمالًا قويًا بأن تبدأ المفاوضات من حيث توقفت في نهاية ولاية الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في تشرين الثاني من 2020، إذ شملت المفاوضات حينها انسحاب القوات الأمريكية من الرقة، واستئناف العلاقات الدبلوماسية الأمريكية مع سوريا ورفع بعض العقوبات.
وأشار إبراهيم إلى أنه التقى مع والدة تايس ثلاث مرات خلال زيارته التي استمرت ثلاثة أيام، ولكن لم تقدم سوريا إلى الآن إجابات واضحة حول صحة ابنها او ظروف احتجازه، معتبرًا أن “الجميع يريد إغلاق هذا الملف، والكل تواقون إلى تحقيق ذلك”.
ولا يُعرف بعد ما إن المراسل الأمريكي على قيد الحياة أم لا، ولا أحد متأكد من ذلك، إذ لا يوجد بعد تأكيد من النظام السوري بأنه لا يزال على قيد الحياة، وفق إبراهيم، الذي سيزور سوريا للبحث مع النظام نتائج زيارته إلى واشنطن وإمكانية تحقيق تقدم حاسم في كشف مصير تايس.
ويتمتع مدير الأمن العام في لبنان بتاريخ من المفاوضات للتوسط في إطلاق سراح الرهائن، إذ ساعد في تأمين الإفراج عن المقيمين والمواطنين الأمريكيين مثل سام جودوين، السائح الذي كان محتجزًا في سوريا، ورجل الأعمال اللبناني الحاصل على إقامة دائمة في الولايات المتحدة نزار زكا، الذي أُفرج عنه من الحجز الإيراني عام 2019.
كما نجح في التوسط للإفراج عن السائح الكندي كريستيان لي باكستر، في عام 2019، بعد أن احتجزه النظام السوري في كانون الأول 2018 خلال إجازته.
وفي 2013، أمّن إطلاق سراح مجموعة من “الحجاج اللبنانيين الشيعة”، الذين كانوا محتجزين من الفصائل المعارضة بالقرب من الحدود التركية، وفي 2014، توسّط في إطلاق سراح مجموعة من الراهبات الأرثوذكس اليونانيات اللواتي اختطفهن تنظيم “القاعدة” في سوريا من ديرهن في معلولا.
أوستن تايس
جندي سابق في البحرية الأمريكية ومصوّر صحفي، يبلغ من العمر 40 عامًا، اختار السفر إلى سوريا لنقل الأخبار إلى وسائل الإعلام الأمريكية، التي كان منها محطة “سي بي إس”، و”واشنطن بوست”، وشركة “ماكلاتشي”، بحسب بيان مكتب التحقيقات الفيدرالي.
اعتقل عند حاجز خارج دمشق في 13 من آب 2012، وأخبر مصدر خاص عنب بلدي، أن تايس التقى قبل اختفائه بمجموعة من الناشطين المدنيين وعناصر من “الجيش الحر” في مدينة داريا، جنوب دمشق، وأجرى معهم لقاء حصريًا، وجهز تقريره، ثم أوصله العناصر إلى خارج المدينة، وانقطعت أخباره عقب ذلك.
وظهر في تسجيل مصوّر بعد شهر من اختفائه، وهو مكبل اليدين ومعصوب العينين، برفقة رجل مسلح.
ونفت حكومة النظام السوري أي علاقة لها باختطافه، إذ قال نائب وزير الخارجية السوري عام 2016، فيصل المقداد حينها، إن “أوستن ليس موجودًا لدى السلطات السورية، ولا توجد أدنى معلومات تتعلق به”.
وخصصت الولايات المتحدة مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى إنقاذه، مع تكرار والديه مناشداتهما للحكومة الأمريكية لتأمين إطلاق سراحه، خاصة بعد أن أعلنت أمريكا، في تشرين الثاني 2018، أنها تعتقد أنه ما زال حيًا.
في 14 من آب 2020، كشف وزير الخارجية الأمريكي السابق، مايك بومبيو، أن الرئيس السابق، دونالد ترامب، وجه رسالة إلى النظام السوري، في آذار 2020، لفتح حوار حول أوستن.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :