أوكرانيا تؤكد وصول قمح مسروق بقيمة 40 مليون دولار إلى سوريا

  • 2022/06/02
  • 4:34 م

قالت السفارة الأوكرانية في بيروت، إن روسيا أرسلت لحليفتها سوريا ما يقدر بنحو 100 ألف طن من القمح سرقت من أوكرانيا منذ غزوها البلاد، واصفة الشحنات بأنها “نشاط إجرامي”.

وفي بيان تلقته وكالة “رويترز“، اليوم الخميس، 2 من حزيران، أفادت السفارة أن الشحنات تمت بواسطة السفينة “ماتروس بوزينيتش” التي ترفع العلم الروسي، والتي رست في ميناء اللاذقية البحري الرئيسي في سوريا أواخر شهر أيار الماضي.

وأظهرت بيانات من شركة “Refinitiv”، وهي واحدة من أكبر مزودي بيانات الأسواق المالية والبنية التحتية في العالم، تحميل القمح في السفينة في ميناء سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014، إذ غادرت السفينة بتاريخ 19 من أيار الماضي، وموقع تفريغ الشُحنة كان في سوريا.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية من “Planet Labs PBC”، في 29 من أيار، أن نفس السفينة راسية في اللاذقية.

الحكومة السورية لا تردّ

وزعمت السفارة الأوكرانية في لبنان، نقلًا عن السلطات الأوكرانية، أن الحبوب الموجودة على متن السفينة “ماتروس بوزينيتش”، سُرقت من منشآت التخزين الأوكرانية في المناطق التي احتلتها القوات الروسية حديثًا، حسب ما نقلته “رويترز”.

وقالت السفارة، “سُرق القمح من منشأة تجمع قمحًا من ثلاث مناطق أوكرانية في دفعة واحدة”.

وأضافت “هذا نشاط إجرامي”، مشيرة إلى أنها حاولت التواصل مع السلطات السورية لكنها لم تتلق أي رد.

وأكدت السفارة أن أكثر من 100 ألف طن من القمح الأوكراني “المنهوب” وصل إلى سوريا خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ومع ارتفاع أسعار القمح العالمية عن 400 دولار للطن، فإن هذا الحجم سيكون أكثر من 40 مليون دولار.

وتواصلت “رويترز” مع وزارة الدفاع الروسية ومع حكومة النظام السوري للتعليق على القضية، إلّا أنها لم تحصل على رد منهم حتى لحظة نشر الخبر، في ظل نفي روسيا سابقًا اتهامات سرقة قمح من أوكرانيا.

ولم يتسن لـ”رويترز” التحقق بشكل مستقل من المزاعم الأوكرانية، وفق ما ذكرته الوكالة في تقريرها.

كانت روسيا مصدرًا مهمًا لواردات القمح لسوريا منذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011، سواء من حيث الواردات التجارية أو المساعدات الإنسانية، وقدمت موسكو أيضًا دعمًا عسكريًا حيويًا لرئيس النظام السوري بشار الأسد.

تعهدت روسيا سابقًا بتزويد سوريا بمليون طن من القمح، بموجب اتفاق ثنائي في عام 2021، بحسب وكالة “إنترفاكس”، وشملت واردات الحبوب السورية شحنات من شبه جزيرة القرم.

وفي تفاصيل الشحنة الأخيرة، حددت السفينة وجهتها في البداية إلى العاصمة اللبنانية، بيروت.

لكنها أوقفت جهاز الإرسال والاستقبال، في 25 من أيار الماضي، قبالة الساحل اللبناني، وفقًا لبيانات تتبع السفن على “Refinitiv”.

ووفقًا لموقع “MarineTraffic” الخاص بتتبع السفن، أدارت السفينة أمس الأربعاء، 1 من حزيران، جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بها مرة أخرى، ويمكن تتبعها وهي تبحر غربًا بعيدًا عن الساحل السوري.

اقرأ أيضًا: “التعفيش” من أوكرانيا آخر الحلول.. صراع القمح ينذر بـ”المجاعة” في سوريا

سرقة 500 ألف طن من القمح

قالت وزارة الزراعة الأوكرانية في بيان صدر شهر نيسان الماضي، إن روسيا سرقت القمح من المناطق المحتلة في أوكرانيا.

وأضافت الوزارة أنه تم إرسال الحبوب إما إلى روسيا، بشكل أساسي من مناطق خاركيف ودونيتسك ولوهانسك، أو إلى شبه جزيرة القرم من منطقتي زابوريزهيا وخيرسون.

بدوره نفى الكرملين مزاعم سرقة القمح، وقال إنه لا يعلم من أين جاءت مثل تلك المعلومات.

ونقلت وكالة “إنترفاكس” للأنباء عن نائب وزير الخارجية الروسي آندري رودينكو قوله، في 25 من أيار، إن روسيا تنفي “نفيًا قاطعًا” تقارير وردت في وسائل إعلام غربية عن سرقة القمح من أوكرانيا، وأضاف، “لا نسرق أي شيء من أي أحد”.

لكن وكالة “تاس” ذكرت نقلًا عن نائب رئيس الإدارة المدنية-العسكرية الموالية لروسيا كيريل ستريموسوف، في وقت سابق هذا الأسبوع، أن منطقة خيرسون الأوكرانية التي تخضع حاليًا للسيطرة الروسية، بدأت في تصدير القمح لروسيا، ولم يذكر كيف تم تنسيق مسألة الدفع مقابل تلك الصادرات.

وفي الشهر الماضي، شكرت أوكرانيا مصر، أكبر مستورد للقمح في العالم، على رفضها شحنة روسية، قالت كييف عنها أيضًا إنها مسروقة من أوكرانيا.

وشكّلت الاضطرابات في سوق تصدير القمح العالمي منذ بدء الغزو روسيا لأوكرانيا، في 24 من شباط الماضي، سببًا مباشرًا لارتفاع أسعار مادة القمح، وسط تعاظم التخوف من تفاقم أزمة الغذاء عالميًا.

وتعد روسيا وأوكرانيا من أكبر الدول المصدّرة للحبوب ومن بينها القمح، إذ تصل صادرات كلا البلدين من القمح إلى أكثر نحو 30% من الصادرات على مستوى العالم سنويًا.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا