حرس الحدود مزارعون بـ “المياومة” في الجنوب السوري

  • 2022/06/02
  • 7:12 م

مزارع في حقله بريف درعا الغربي- 12 من نيسان 2022(عنب بلدي/حليم محمد)

يتجمع عناصر حرس الحدود التابعين للجيش السوري، مع بداية كل صباح على الحدود السورية- الأردنية، ويتوزعون للعمل في المشاريع الزراعية المحيطة بالمنطقة الحدودية، بغرض تحقيق دخل مادي إضافي، في ظل حرب تخوضها الأردن ضد مجموعات تهريب المُخدرات التي يُتهم النظام برعايتها في الجنوب.

حسن (28 عام)، وهو أحد المزارعين في الأراضي الحدودية مع الأردن بريف درعا الغربي، قال لعنب بلدي إن ما لا يقل عن سبعة عناصر من حرس الحدود عملوا معه سابقًا خلال موسم قطاف الفول وفي تقليم أشجار الرمان وحراثة الأرض، إذ كانوا يتوجهون إلى الأراض الزراعية بشكل يومي تاركين نقاط حراستهم على الحدود.

وأضاف حسن، تحفظت عنب بلدي على اسمه لدواع أمنية، أن الجنود يعملون في المناطق القريبة من مخافر “الهجانة” (نقاط الحراسة)، خوفًا من دوريات مفاجئة لضباط النظام.

الجنود “عمالة رخيصة”

من الأسباب التي دفعت حسن سابقًا لتشغيل عناصر “الهجانة” في أرضه الزراعية، هي وجودهم على مقربة من مكان العمل، بالتالي فإن الأمر يساعد في عدم التأخر بجني المحصول، كما تعتبر أجرة نقلهم بسيارة من مكان إقامتهم إلى مكان العمل رخيصة ولا تتجاوز 25 ألف ليرة سورية.

وهو ما أكده المزارع عبد الكريم البالغ من العمر 50 عامًا، إذ قال لعنب بلدي، إن عناصر حرس الحدود حصدوا له القمح بشكل يدوي وجمعوه، وبعد حصاده عبأوه بأكياس بأجر أقل من الأجور المتعارف عليها لمثل هذا النوع من العمل في درعا.

ووصلت أجرة العامل بأعمال المياومة الزراعية في درعا إلى عشرة آلاف ليرة، في حين يتقاضى عناصر حرس الحدود نحو سبعة آلاف في اليوم الواحد، وهذا ما شجع المزارعين للإقبال على تشغيلهم.

وأضاف عبد الكريم أن العسكري يعمل لتأمين مصروفه اليومي، إذ لا يكفي طعام الجيش عناصر حرس الحدود، بحسب ما قاله مزارعون من درعا لعنب بلدي.

وفي الوقت الذي تخوض فيه الأردن حربًا مفتوحة مع المهربين، يدفع ضعف الامكانيات والفقر عناصر حرس الحدود السوري للعمل في مجال الزراعة.

وسبق أن أصدر رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بصفته القائد العام للجيش والقوات المسلحة، مطلع العام الحالي، قرارًا رفع بموجبه قيمة “جعالة” (وجبة الطعام اليومية) لـ”المطعّمين” في صفوف الجيش إلى 2010 ليرات سورية.

وتحدد “جعالة” الإطعام “الوهمية” لـ”المطعّمين” المبينين في أحقية الإطعام بالقرار الجديد، لتصبح بمقدار 2010 ليرة سورية (55 سنتًا) بدلًا من 1509 ليرات سورية (حوالي 4 سنتات) يوميًا.

ويعاني الجيش من أزمة في تأمين الطعام لجنوده، في حين بلغت ديون “إدارة التعيينات” 11 مليار ليرة سورية، بحسب معلومات تحققت منها عنب بلدي.

حرب الأردن خارج اهتمامات النظام

وفي مقابلة تلفزيونية لمدير الإعلام العسكري، مصطفى الحياري، على قناة “المملكة” الحكومية، نُشرت في 23 من أيار الماضي، أعلن أن القوات الأردنية تواجه “حرب مخدرات” على الحدود الشمالية الشرقية للأردن.

وأشار إلى أن السنوات الثلاث الأخيرة شهدت زيادة مضاعفة لعمليات التهريب والتسلل.

وتتلقى المجموعات المُهربة دعمًا أحيانًا من مجموعات “غير منضبطة من حرس الحدود السوري، ومن مجموعات أخرى، وبالتالي هي عمليات ممنهجة”، بحسب الحياري.

من جانبه أعلن مدير مديرية أمن الحدود في القوات المسلحة الأردنية، أحمد خليفات لصحيفة “الغد” الأردنية، أن قوات “غير منضبطة” من قوات النظام السوري، تتعاون مع مهربي المخدرات، وعصاباتهم التي أصبحت منظمة ومدعومة منها ومن أجهزتها الأمنية، بالإضافة إلى تنظيمات “حزب الله” وإيران المنتشرة في الجنوب السوري.

وحذر  الملك الأردني عبدلله الثاني خلال مقابلة تلفزيونية ضمن برنامج “معهد هوفر”. أن الفراغ الذي ستتركه روسيا بالجنوب السوري ستملأه أيران ووكلائها بالمنطقة مما قد ينتج من تصعيد محتمل على حدود بلاده الشمالية.

وتعلن السلطات الأردنية بشكل مستمر عن إحباط محاولة تهريب كميات ضخمة من المواد المخدرة نحو الأردن عبر الحدود الأردنية- السورية، آخرها في 20 من أيار الحالي، إذ أعلنت القوات المسلحة الأردنية إحباط محاولة تسلل وتهريب كميات من المواد المخدرة (لم تذكر كميتها) من سوريا إلى الأردن، بحسب بيان صادر عنها.

 

شارك في إعداد هذه المادة مراسل عنب بلدي في درعا حليم محمد

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا