قائد ثوري ليبي جاهد وناضل ضد الاحتلال الإيطالي حتى نال الشهادة، ثائراً مؤمنُاً برسالته التي ستُتَوجهُ نبراساً من بعده، لا يخشى في الله لومةَ لائمٍ، حاملاً روحَهُ على كفه، ودمه عربوناً للأرض وبذوراً للشقائق.
بطل لم ينسى التاريخ سيرته العطرة، سيرته التي كانت ملأى بالإقدام والقيادة والتمسك بالدين وبالثوابت، كل هذه المعاني ترتبط باسمه «عمر المختار» ذاك الشخص الذي خيره قاتله بين النفي والاستسلام أو الإعدام، فاختار حبل المشنقة على النفي وقال مقولته الشهيرة نحن لا نعرف إلا أمرين إما النصر أو الموت، الموتُ لديه لحياة أبدية.
رغم اسوداد الظروف وغشاوة المصير والإنذارات بالهزيمة، وعدم تكافؤ المعركة، أصر على استمرار جهاده ضد مستعمره مهما تكن الظروف والنتائج، يتساءل البعض ما جدوى القتال والكفاح؟ والهزيمة تلوح في الأفق والاحتلال الإيطالي على الأبواب؟ كان هذا هو ولكنه ليس بمنطق الأبطال، الراغبين في الشهادة الذين يقاتلون مهما كانت النتائج، فقط لأنهم يؤمنون بشيءٍ واحد هو أن يحيوا في انتصار قضيتهم أو يموتون دونهاً، وذلك هو مصدر القوة العجيبة التي تنفجر في قلوب الثائرين، حملة الرسالات.
إيمانه بقضيته وتمسكه بمبادئها جعل منه إنسان لا يخشى الردى، لم يعرف اليأس والضعف إلى قلبه سبيل، ولم تنل منه الأحداث شيئاً، وهو يلقى الموت ترى ثغره يبتسم ابتسامة الواثق بربه، المؤمن برسالته.
وفي لحظاته الأخيرة يخبر شانقه بثقة كبيرة: «عمري أطول من عمرك» وهذا ما ترجمناه بمعنى الحياة الأبدية، في الدنيا وفي الأخرى، وفعلاً صدق ما قال، فمن يوم شنقه وحتى اللحظة ذكراه في العالم كله، ولكن من يعرف شانقه اليوم؟ .. بهذا يسجل التاريخ أن أمثال عمر المختار لا يموتون، و لا تنطبق عليهم قوانين الفناء كباقي البشر !
بمثل هذه الشخصيات نقتدي ونتأسى، هذه الشخصية تستحق أن تكون قدوة ومنهجاً، وفي واقعنا العملي كم نحن بحاجة لتذكر شيخنا عمر المختار وإلى أخذ الدروس من تاريخ حياته فنغار على أوطاننا ونعمل بكل ما نستطيع من قوة لنهضته، وفي التضحية والبذل بكل ما هو غالي ونفيس من أجل الحرية والكرامة.
أما من مختار بيننا؟