تعرف إليها..

استُخدمت في سوريا.. منظومة صواريخ أمريكية لتغيير موازين القوى بأوكرانيا

camera iconشاحنة إطلاق تطلق صاروخًا بنظام المدفعية عالي الحركة (HIMARS) من إنتاج شركة "لوكهيد مارتن" في أثناء التدريب القتالي في الصحراء العالية لمركز تدريب ياكيما في واشنطن- أمريكا في 23 من أيار 2011 (AP)

tag icon ع ع ع

أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عن إرساله عددًا صغيرًا من أنظمة الصواريخ العالية التقنية والمتوسطة المدى إلى أوكرانيا، وهو سلاح بالغ الأهمية كان القادة الأوكرانيون يرجون وجوده وهم يكافحون من أجل عرقلة التقدم الروسي في منطقة دونباس.

وفقًا لمسؤولين أمريكيين، فإن أنظمة الصواريخ هي جزء من شريحة جديدة بقيمة 700 مليون دولار من المساعدة الأمنية لأوكرانيا من الولايات المتحدة، سيتم الكشف عنها رسميًا اليوم، الأربعاء 1 من حزيران.

وستشمل طائرات هليكوبتر، وأنظمة أسلحة مضادة للدبابات، ومركبات تكتيكية، وقطع غيار، وأكثر من ذلك، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء “أسوشيتد برس“.

يحاول قرار الولايات المتحدة، بتوفير أنظمة الصواريخ المتقدمة، تحقيق توازن بين الرغبة في مساعدة أوكرانيا لمحاربة وابل المدفعية الروسية الشرسة، مع عدم توفير أسلحة قد تسمح لأوكرانيا بضرب أهداف في “عمق روسيا” وإحداث تصعيد في الحرب.

في مقال “ضيف”، نُشر مساء الثلاثاء في صحيفة “نيويورك تايمز“، أكد بايدن أنه قرر “تزويد الأوكرانيين بأنظمة صاروخية وذخائر أكثر تقدمًا تمكنهم من ضرب أهداف رئيسة بدقة أكبر في ساحة المعركة بأوكرانيا”.

في 30 من أيار الماضي، قال بايدن إن الولايات المتحدة لن ترسل إلى أوكرانيا “أنظمة صواريخ يمكنها ضرب روسيا”، في حين طمأن الأوكرانيون المسؤولين الأمريكيين بأنهم لن يطلقوا صواريخ على الأراضي الروسية.

وأكد بايدن، في مقاله بصحيفة “نيويورك تايمز”، أنه لا يشجع أو يمكّن أوكرانيا من الضرب خارج حدودها، مضيفًا، “لا نريد إطالة أمد الحرب لمجرد إلحاق الألم بروسيا”، وأن الولايات المتحدة لا تسعى لخوض حرب بين “الناتو” وروسيا.

وبشأن الحديث عن انخراط أمريكا بشكل مباشر في الصراع قال بايدن، “طالما لم تتعرض الولايات المتحدة أو حلفاؤنا للهجوم، فلن نشارك بشكل مباشر في هذا الصراع، سواء بإرسال قوات أمريكية للقتال في أوكرانيا أو بمهاجمة القوات الروسية”، وفقًا لوكالة الأنباء الروسية “إنترفاكس“.

وأوضح بايدن أنه لا يسعى لإسقاط الإدارة الروسية الحالية، قائلًا، “بقدر ما أنني لا أتفق مع الرئيس الروسي، السيد بوتين، فإن الولايات المتحدة لن تحاول الإطاحة به في موسكو”.

منظومة “هيمارس إم 142”

يعد “هيمارس إم 142“، وهو نظام صاروخ مدفعية عالي الحركة، إصدارًا حديثًا وأخف وزنًا وأكثر رشاقة مثبتًا على العجلات من “هيمارس إم 270” المثبت على العجلات، والذي تم تطويره في السبعينيات للقوات الأمريكية والحلفاء.

تحمل وحدات “هيمارس”، التي يتم تركيبها على شاحنة، حاوية واحدة مُحمّلة مسبقًا من ستة صواريخ موجهة عيار 227 ملم، أو حاوية كبيرة مُحمّلة بصاروخ تكتيكي لنظام الصواريخ التكتيكية “ATACMS”.

كما يمكن للنظام إطلاق صواريخ متوسطة ​​المدى، يمكنها عمومًا الوصول إلى مسافة 80 كيلومترًا، وهي الخطة الحالية، ولكنه قادر أيضًا على إطلاق صواريخ بعيدة المدى (نظام الصواريخ التكتيكية)، ويبلغ مداه حوالي 300 كيلومتر وهو ليس جزءًا من الخطة حاليًا.

مع طاقم صغير من الفنيين، يمكن لـ”هيمارس” إزالة حاوية مستهلكة وتحميل واحدة جديدة في دقائق، دون مساعدة مركبات أخرى، لكن القوات الأوكرانية ستحتاج إلى التدريب على الأنظمة الجديدة، وهو ما قد يستغرق أسبوعًا أو أسبوعين على الأقل، وفقًا لـ”أسوشيتد برس”.

ولدى الجيش الأمريكي وحدات “هيمارس” في أوروبا، كما استحوذ حلفاء “الناتو”، بولندا ورومانيا، على الأنظمة سابقًا، وتمتاز بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS).

سيتم وضع المنظومة على بعد 80 كيلومترًا تقريبًا، خارج نطاق المدفعية الروسية، ما يعرّض البطاريات الروسية للخطر، كما يمكن أن تهدد مستودعات الإمداد الروسية، وسط اعتقاد غربي بأن القوات الروسية تعاني من مشكلات لوجستية.

يمكن لـ”هيمارس” أن تكون “عامل تغيير” بالحرب، في حين يبدو أن القوات الأوكرانية تكافح تحت نيران المدفعية الروسية، وفقًا لصحيفة “الجارديان” البريطانية.

أفادت وكالة “إنترفاكس”، بعد وقت قصير من إعلان القرار الأمريكي، أن وزارة الدفاع الروسية قالت إن القوات النووية الروسية تجري تدريبات في إقليم إيفانوفو، شمال شرقي موسكو.

وقالت وزارة الدفاع الروسية، إن نحو ألف جندي يقومون بمناورات مكثفة باستخدام أكثر من 100 مركبة من بينها قاذفات صواريخ باليستية عابرة للقارات.

وكان بوتين حذر الغرب مرات عدة من إرسال قوة نيران أكبر إلى أوكرانيا، وقال “الكرملين” إن بوتين أجرى اتصالًا هاتفيًا استمر 80 دقيقة، في 28 من أيار الماضي، مع زعماء فرنسا وألمانيا، حذر فيه من استمرار عمليات نقل أسلحة غربية.

في 4 من آذار 2016، أُطلقت صواريخ على سوريا من منظومة “هيمارس” لدعم الفصائل السورية التي قاتلت ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” لأول مرة، من قاذفات متمركزة في الأردن.

في 26 من نيسان 2016، نشرت الولايات المتحدة “هيمارس” في تركيا بالقرب من الحدود مع سوريا كجزء من المعركة ضد التنظيم، واستُخدمت في أوائل أيلول 2016 لضرب أهداف للتنظيم في سوريا بالقرب من الحدود التركية، وفقًا لوزارة الخارجية الأمريكية.

كما نُشرت “هيمارس” في قاعدة “التنف” العسكرية في سوريا، في 14 من كانون الثاني 2017، لدعم الفصائل المدعومة من الولايات المتحدة.

“الحزمة 11”

ستكون أنظمة الصواريخ جزءًا من سلطة مجلس الشيوخ الأمريكي، لذلك ستشمل أخذ أسلحة من المخزون الأمريكي وإدخالها إلى أوكرانيا بسرعة.

تأتي هذه المساعدة في إطار الحزمة الـ11 التي تمت الموافقة عليها حتى الآن، وستكون أول ما يقدم من 40 مليار دولار من المساعدات الأمنية والاقتصادية التي أقرها الكونجرس مؤخرًا.

ويهدف التمويل إلى دعم أوكرانيا حتى أيلول المقبل، ووفر التشريع السابق 20 مليار دولار من المساعدات العسكرية، ما يضمن تدفقًا ثابتًا من الأسلحة المتقدمة التي استُخدمت لعرقلة تقدم روسيا، بالإضافة إلى ستة مليارات دولار للمساعدة الأمنية، بما في ذلك التدريب والمعدات والأسلحة والدعم لعمليات القيادة الأوروبية.

إقرأ أيضًا: لعرقلة تقدم روسيا.. بايدن يمنح أوكرانيا 40 مليار دولار

ويتوقع أن تتمكّن أوكرانيا من استخدام الصواريخ في منطقة دونباس الشرقية، حيث يمكنها اعتراض المدفعية الروسية وإخراج المواقع الروسية في البلدات التي يشتد فيها القتال، مثل سيفيرودونيتسك.

وتقع مدينة سيفيرودونيتسك، التي تبعد 145 كيلومترًا جنوب الحدود الروسية، في منطقة هي آخر معقل خاضع لسيطرة الحكومة الأوكرانية في منطقة لوهانسك بإقليم دونباس.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة