واصل “حزب الله” اللبناني توجيه الاتهامات إلى المملكة العربية السعودية، بالوقوف وراء قضية تهريب المخدرات، وذلك باتهام موقوف في مطار بيروت الدولي بأنه رجل أمن سعودي.
قناة “المنار” التابعة لـ”حزب الله” اللبناني، قالت اليوم، الأحد 29 من أيار، إنه “تم توقيف رجل أمن سعودي يدعى عادل الشمري في مطار (بيروت الدولي)، بعدما ضبط معه 18 كيلوغرامًا من حبوب الكبتاغون المخدرة”.
ولفتت المصادر أن الموقوف الشمري، كان متوجهًا بها الى الكويت والتحقيق جار معه، ونشرت صورة لجواز سفره.
لكن المكتب الإعلامي لوزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، القاضي بسام مولوي، نفى ما تم تداوله عن إلقاء القبض على رجل أمن سعودي في مطار “بيروت الدولي” بتهمة تهريب الكبتاغون، بحسب ما نقلت “الوكالة الوطنية للإعلام“.
وقال المكتب في بيان، “خلال التحقيقات الأولية، تبين أن الموقوف السعودي الجنسية مقيم في الكويت وبحوزته أوراق أمنية كويتية، وفي ضوء ذلك، تواصل مولوي مع الجهات الكويتية المختصة في إطار التنسيق ومواصلة التحقيقات اللازمة، الأمر الذي ينفي ما يتداوله البعض بأن الموقوف رجل أمن سعودي”.
وأضاف البيان، “يؤكد الوزير مولوي أن العمل مستمر لحماية مجتمعاتنا العربية من كل أنواع الأذى، مع التشديد على أن لبنان لن يكون ممرا أو منصة لتصدير الشر أو للتهريب”.
تراشق الاتهامات
وكان الحزب، هاجم قناة “العربية” السعودية، التي نشرت تقريرًا في 22 من أيار الحالي، حول تورطه بتهريب المخدرات إلى السعودية.
البيان الذي نشرته قناة “المنار” التابعة لـ“الحزب” اتهم قناة “العربية” التابعة لـ”النظام السعودي”، على حد وصفه، بـ”نشر الأكاذيب وفبركة الاتهامات الباطلة والزج باسم (حزب الله) في صناعة المخدرات والاتجار بها والترويج لها”.
وأوضح البيان أن الهدف أيضًا التعمية على ما اعتبرها وقائع دامغة بتورط كبار الأمراء السعوديين بتجارة المخدرات وحبوب الـ”كبتاجون”، لافتًا لاعتقال أمير سعودي في مطار بيروت بـ”الجرم المشهود”.
لكن الحزب لم يسمِ الأمير الذي قال إنه اعتقل في المطار.
وأشار البيان إلى انتشار آفة المخدرات في المجتمع السعودي، معتبرًا أن نشر الاتهامات لن يؤدي إلى علاج المشكلة في السعودية.
ويمتلك “حزب الله” أكبر فصيل عسكري في لبنان خارج سلطة الدولة اللبنانية، رغم مطالب تيارات وقوى لبنانية مختلفة بوضع سلاح “الحزب” تحت تصرف الجيش اللبناني.
وإلى جانب ذلك، يواجه لبنان أزمة اقتصادية كبيرة منذ سنوات لا تقل وطأة عن نظيرتها في سوريا، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول مصادر تمويل “الحزب” التي يصرّح أمينه العام بشكل متكرر بأنها مدعومة من إيران، والتي لا تعيش أبهى أيامها الاقتصادية هي الأخرى، سيما قبل التوصل لاتفاق نووي مع الولايات المتحدة يلوح في الأفق.
من جانبها ردت قناة “العربية” على بيان “حزب الله”، بأنها استندت في معلوماتها إلى تقرير نشره “المرصد السوري لحقوق الإنسان” وأفاد بأن أحد القتلى الأربعة على الحدود الأردنية في 22 من أيار، خلال إحباط عملية تهريب مخدرات قادمة من الأراضي السورية، متصل بـ”ميليشيات حزب الله”.
وبيّن التقرير أن القتيل المقصود قريب قيادي سابق بفصيل “مغاوير الثورة”، خرج من مناطق سيطرة التحالف الدولي في نيسان 2020، إلى مناطق سيطرة النظام في ريف حمص، وكان يعمل في تجارة المخدرات وعلى علاقة بقياديين من “حزب الله”، ويترأس مجموعة محلية تنشط في المنطقة الجنوبية من سوريا.
وكثفت المجموعات المرتبطة بـ”حزب الله” والفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام السوري، كقفت نشاطها بمحاولات إدخال المخدرات مؤخرًا إلى الأردن.
وتتهم عدة دول وجهات ومنظمات دولية “حزب الله” والنظام السوري بالوقوف خلف محاولات تهريب المخدرات إلى الدول المجاورة، وعلى مستوى العالم أيضًا.
وفي 23 من أيار الحالي، صرّح مدير الإعلام العسكري في الجيش الأردني، مصطفى الحياري، على قناة “المملكة” الحكومية، أن القوات الأردنية تواجه “حرب مخدرات” على الحدود الشمالية الشرقية للأردن، مشيرًا إلى أن السنوات الثلاثة الأخيرة شهدت زيادة مضاعفة لعمليات التهريب والتسلل.
وكانت عنب بلدي نشرت ملفًا خاصًا بعنوان “المخدرات.. وصفة الأسد للاقتصاد وابتزاز الجوار” أشارت فيه إلى معاناة الأردن الذي يعيش حالة من القلق المتزايد من تصاعد محاولات تهريب المخدرات من سوريا، التي لم تتوقف بعد.