دبلوماسيون يتخوفون من مساومة روسيا على المساعدات السورية في أوكرانيا
حذر دبلوماسيون من عدة دول من استخدام روسيا لورقة المساعدات الإنسانية في سوريا، خلال مساومتها مع القوى العالمية في غزوها لأوكرانيا.
وقال الدبلوماسيون لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، في 28 من أيار الحالي، إن إغلاق معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا سيجبر بالتأكيد الآلاف على الفرار من سوريا، كما سيؤدي هذا إلى تفاقم أزمة اللاجئين في أوروبا والشرق الأوسط، والتي تعتبر هي الأكبر في العالم منذ الحرب العالمية الثانية”.
وكان وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، قال في مقابلة في واشنطن في أيار الحالي، إن “الحرب في أوكرانيا لها تأثير عميق على سوريا، وعلى المنطقة والعالم ككل”.
ويراقب الأردن عن كثب ليرى كيف ستمضي روسيا في الانتخابات، بحسب الوزير.
وأضاف أن “أكثر من مليون لاجئ سوري يعيشون بالفعل في الأردن وأن التوسط في اتفاق سلام في الحرب التي استمرت 11 عامًا، يتطلب بالضرورة اتفاقًا أمريكيًا- روسيًا”.
ومن المنتظر التصويت على تمديد آلية عبور المساعدات عبر الحدود، في تموز المقبل، بعد ستة أشهر من آخر تمديد في كانون الثاني الماضي.
وباستخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، ساعدت روسيا في إغلاق ثلاثة ممرات للمساعدات الإنسانية أخرى في سوريا في عام 2020، ووافقت على تمديد التفويض في معبر “باب الهوى”، بعد مفاوضات مكثفة مع الولايات المتحدة العام الماضي.
وأكدت ضرورة إغلاق المعبر للحفاظ على سيادة سوريا، وضغطت من أجل توزيع المساعدات من خلال موافقة حكومة الرئيس بشار الأسد بدلًا من الأمم المتحدة، فيما يعرف بآلية “المساعدات عبر الخطوط”.
تجري الآن حملة ضغط دولية لتمديد التفويض، وتترأس الولايات المتحدة مجلس الأمن هذا الشهر، وعقدت سلسلة من الاجتماعات حول محنة السوريين الذين أصبحوا بلا مأوى أو يحتاجون إلى المساعدة للبقاء على قيد الحياة.
وقال نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، دميتري بوليانسكي، إن موسكو لم تقرر بعد كيفية التصويت.
لكنه قال في مقابلة يوم الجمعة، إنه “في ظل النظام الحالي، كانت المساعدات معرضة للخطر بالنسبة (للمتطرفين) في إدلب”.
وأضاف أنه لا ينكر أن “المساعدات تذهب إلى النازحين في الشمال، ولكن الجماعات الإرهابية، تستفيد منها”، على حد قوله
لن يناقش بوليانسكي المفاوضات لإبقاء الممر مفتوحًا، باستثناء أن المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة قد توقفت “في الوضع الجيوسياسي الحالي”.
بينما قال ثلاثة دبلوماسيين آخرين، لصحيفة “نيويورك تايمز”، إن روسيا بعثت بإشارة غامضة بأنها قد تحاول استخدام التصويت بسبب الوصول إلى طريق مسدود بشأن أوكرانيا.
وكانت الولايات المتحدة والدول الأوروبية فرضت عقوبات مختلفة لمعاقبة روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا.
ولم يخض دبلوماسيون في التفاصيل بشأن الإشارات، قائلين إن موسكو امتنعت عن ربط مصير المعبر مباشرة بعد الحرب في أوكرانيا.
ولكنهم يعتقدون أن موسكو ستميل نحو الدول التي ستتأثر بشكل مباشر بالموجة الجديدة من اللاجئين لمساعدتها على تجنب العقوبات.
وتوقع أحد الدبلوماسيين أن ترد روسيا على المزاعم بأن هجومها ينتهك سيادة أوكرانيا، من خلال إدانة قافلة المساعدات باعتبارها انتهاكًا لوحدة أراضي سوريا.
بشكل منفصل، قال دبلوماسي أمريكي كبير إن أمريكا وأعضاء آخرين في مجلس الأمن سيرسلون “رسالة واضحة” إلى موسكو تدعو إلى عدم إلغاء تجديد التفويض، ولكن ليس هناك ما يضمن الالتفات إليها.
وتحدث جميع الدبلوماسيين بشرط عدم الكشف عن هويتهم لوصف المحادثات الداخلية.
وقالت رئيسة مكتب منظمة “العفو الدولية” في الأمم المتحدة، شيرين تادروس، للصحيفة، “لم يعترف الروس أبدًا بأن باب الهوى مهم حقًا وأننا بحاجة إلى إبقائه مفتوحًا”.
وأضافت تادروس “إنه لأمر محزن حقًا.. كيف يلعبون في حياة الناس”.
وبحسب شخصين مطلعين على الأمر تحدثا إلى الصحيفة، شريطة عدم الكشف عن هويتهما، فإن تركيا مستعدة لما يمكن أن تفعله روسيا.
في 10 من كانون الثاني الماضي، مدّد مجلس الأمن الدولي التفويض الخاص بإيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا لمدة ستة أشهر أخرى، وذلك دون تصويت جديد في المجلس.
وكان يُفترض أن يجري التصويت على التمديد بموجب قرار مجلس الأمن رقم “2585”، الصادر في 9 من تموز 2021، الذي سمح بالاستمرار بإدخال المساعدات الأممية عبر الحدود، بشرط تقديم الأمين العام للأمم المتحدة تقريرًا خلال ستة أشهر، يوضح فيه مدى تحقق آلية المساعدات عبر الخطوط (من دمشق إلى الشمال السوري).
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :