عروة قنواتي
عند صدور العدد الجديد من الصحيفة يكون بطل الشامبيونزليغ قد وصل إلى بلاده، وأنا أتوقع ليفربول على حساب ريال مدريد، لعدة أسباب فات الأوان لشرحها وكتابتها، وقبل أن يغلق موسم الأندية للعام 2022 أبوابه استعدادًا لصيف التجهيز للمونديال، وما تبقى من ملحق المونديال ونسخة دوري الأمم الأوروبية الجديدة، سيُعرف أيضًا في 30 من أيار الحالي بطل دوري أبطال إفريقيا في مواجهة الأهلي القاهري والوداد البيضاوي المغربي، وبهذه المباراة تنتهي أوراق الموسم، ويُغلق كتاب العام 2022 للمسابقات المحلية والقارية والعالمية بما يخص الأندية.
عناوين مهمة دخلت إلى ميدان التحدي الكروي في الموسم الحالي، كان أبرزها تخلخل أوضاع وأداء بعض النجوم في كرة القدم، بما يخص التعاقدات والتسجيل والأرقام، فلم يكن هذا الموسم جيدًا ومميزًا بحق ليونيل ميسي الذي انتقل بشكل سريع من برشلونة إلى باريس سان جيرمان، وخرج مع ناديه من الدور ثمن النهائي في دوري الأبطال، مكتفيًا بأهداف قليلة في جعبته من حيث التسجيل والصناعة.
ولم تكن حال خصمه الدون البرتغالي كريستيانو رونالدو أفضل منه، بانتقاله من صفوف السيدة العجوز إلى بيته القديم مانشستر يونايتد، ليحصد المرتبة الثالثة في ترتيب الهدافين بعيدًا عن أي لقب فردي، ومتوجهًا إلى مسابقة اليوروباليغ مع المدرب الجديد تين هاغ.
إلا أن النجمين تواعدا في الدوحة ضمن مونديال كأس العالم، بعيدَين كل البعد عن ترشيحات المراقبين والمختصين، فيما يخص جوائز الأفضل في العالم وفي أوروبا والكرة الذهبية لهذا العام.
لربما كان عبور ريال مدريد من حقل ألغام إقصائيات الشامبيونزليغ مهمًا جدًا، ولن يُنسى لفترة طويلة، من بوابة باريس سان جيرمان وتشيلسي ومانشستر سيتي، ومن يدري لربما يكون قد رفع الكأس الغالية أمس وأنهى أحلام ليفربول أيضًا. صحيح أن السيد فلورنتينو بيريز قد خسر صفقة كيليان مبابي، ولكنه كسب العودة إلى الإنجاز المحلي ببطولة الدوري والسوبر الإسباني ووصل إلى النهائي الأوروبي بما يشبه الحرب، بوجود السيد كارلو أنشيلوتي مهندس ألقاب العام الحالي.
لأول مرة نشعر بكل قوة أن النجم العربي المتألق محمد صلاح يستحق المنافسة والوصول إلى جائزة عالمية مهمة بين الأفضل في أوروبا والعالم والكرة الذهبية. صحيح أنه يتنافس مع شريكه في ليفربول وخصمه في إفريقيا والعالم السنغالي ساديو ماني، الذي وصل بمنتخب بلاده إلى أول لقب إفريقي للمنتخبات وإلى كأس العالم 2022، ومن البوابة المصرية حصرًا، إلا أن لنجومية واحترافية وأداء محمد صلاح طعمًا خاصًا، إذ بات علامة كروية رياضية احترافية مهمة في فريقه العريق، وحطّم أرقام من سبقه في أرشيف ليفربول والكرة الإنجليزية وعلى المستوى الدولي والإفريقي أيضًا.
عودة باريس سان جيرمان إلى منصة التتويج المحلية لم تكن مفاجئة، وكذلك النادي الملكي في إسبانيا، وأيضًا في ألمانيا لا جديد بما يخص البافاري المسيطر طولًا وعرضًا على المسابقة، ولربما كان عشاق البافاري ينظرون لما هو أبعد من الدور والطريقة التي خرج بها بايرن ميونيخ من ربع نهائي الشامبيونزليغ في أول مواسم السيد ناغلسمان مدرب الفريق، وهذا حقهم، كما كان حق الجماهير الإيطالية وهي تشاهد أنديتها تخرج من مسابقة دوري الأبطال بسرعة (إنتر ميلان، إي سي ميلان، نابولي، يوفنتوس) ليكون نادي روما المنافس الوحيد على لقب أوروبي بالمرتبة الثالثة من ناحية الأهمية للبطولات، يشرّف به المشهد المحزن للأندية بمشاركاتها، والمنتخب الأول بفشل وصوله إلى المونديال للمرة الثانية على التوالي.
إلا أن ميلان عاد إلى عشاقه بثبات نتائجه ولقب الكالتشيو، الغائب منذ سنوات طويلة، وبتعثّر منافسه وخصمه صاحب اللقب السابق إنتر ميلان، وابتعاد اليوفي تمامًا عن المنافسة.
أغلب عشاق الكرة في العالم فرحوا للميلان عودته ولقبه وانتصاره، فهذه بشارة بموسم من العيار الثقيل بين الأندية المعروفة والمهمة في إيطاليا، ولا سيطرة لفريق على البطولة لفترة طويلة أمام استعدادات وعودة الأندية المهمة إلى جانب يوفنتوس.
آخر المشاهد والعناوين بأسطر متواضعة، حرب النقطة الواحدة والساعة الأخيرة في موسم البريميرليغ بين الريدز على ملعبه “الأنفيلد” والسيتي على ملعبه “الاتحاد”، دراما قلب الطاولة، وتراجيديا هداف المسابقة بين المصري محمد صلاح والكوري الجنوبي هيونغ مين سون، نظرة وابتسامة وقلق كلا المدربين بيب غوارديولا ويورغن كلوب، في أجمل اللقطات التي تحبس الأنفاس، دموع الفائز وحسرة الخاسر.
انتهى الموسم. كل عام وأنتم بألف خير!