حسان عباس يرصد “الموسيقا التقليدية في سوريا” كإرث “لا مادّي”
تعد سوريا موطنًا لمختلف أنواع التعابير والتقاليد المرتبطة بالتراث الثقافي، من موسيقا وفن أو حرف وآثار ومواقع أثرية، غير أن النزاع المسلح في سوريا وضع هذا التراث الغني والناس المعنيين به في خطر، ما يؤثر على إلغاء جزء من ثقافة التعايش والحوار في سوريا.
يرصد كتاب “الموسيقا التقليدية في سوريا” للمفكر والكاتب السوري حسان عباس البنى الاجتماعية والمادية المتعلقة بالممارسات الموسيقية التقليدية في سوريا، بما في ذلك الروابط الأسرية ومعاهد الموسيقا وورشات تصنيع الآلات الموسيقية وأماكن التجمع والغناء والعزف.
هذا التراث، بحسب الكتاب (245 صحفة)، لا يزال يوفر شعورًا حيويًا بالانتماء، ويعزز القدرة النفسية والاجتماعية والاقتصادية على الصمود، كما أنه في بعض الأحيان يدعّم التواصل بين الثقافات والاندماج والتقدير المتبادل داخل المجتمع السوري.
والموسيقا التقليدية هي المنقولة شفهيًا، ومن قبل ملحنين غير معروفين، والموسيقا التي تُعزف على الآلات التقليدية، والمتعلقة بالهوية الثقافية أو الوطنية، والموسيقا التي تتغير بين الأجيال، والمرتبطة بالفولكلور، أو الموسيقا التي تؤديها العادة على مدى فترة طويلة من الزمن.
ومن أنواع الموسيقا التقليدية في سوريا، الموسيقا الدينية والإثنية، مثل العربية التي لها قوالب غنائية عدة، مثل القصيدة والليالي والموّال والتوشيح والقدود، وأنواع أخرى من الموسيقا الإثنية، مثل الكردية والإيزيدية والشركسية والأرمنية، بالإضافة إلى الغناء الشعبي، أبرز أنواعه “العتابا” و”الميجانا” و”الزجل” و”الدلعونا”.
ويهدف هذا الكتاب إلى التوعية بالتراث الثقافي السوري اللامادي الموسيقي، ويمهّد الطريق لإقامة نقاش مستمر حول كيفية دعم جهود صون الموسيقا التقليدية السورية، وتعلّم تاريخ ممارسات الموسيقا التقليدية وجوانبها التقنية، بالإضافة إلى المعاني المرتبطة بهذه الممارسات التقليدية بالنسبة لحملتها.
وفي غربي سوريا، بمدينة أوغاريت عاصمة الكنعانيين، ظهرت أولى مدوّنات الموسيقا، في حين في شرقها، بموقع مدينة ماري التي تعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد، تمثال يُعتقد، بحسب الكتاب، أنه لآلهة تحمل آلة موسيقية.
كما يوجد في سوريا تنوّع موسيقي لم يلقَ لعقود طويلة العناية اللازمة، فلم يتم صونه أو جمعه أو حفظه حتى ضاع الكثير منه، وتشتت صانعو تلك الموسيقا وحافظوها وخبراؤها خارج سوريا، إن لم يُخطفوا أو يُقتلوا.
الموسيقا التقليدية تحتاج دومًا إلى مؤسسات للصون والحفظ والتوثيق، تبقى مخازنها صدور أهلها، وتبقى جذورها باقية مهما زاد حجم الرماد.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :