الرقة.. حواجز نفسية وعسكرية تفصل بين طلاب الشهادات وامتحاناتهم
الرقة- حسام العمر
أمضى عبد العليم العمر (40 عامًا)، من سكان مدينة الرقة، أيامًا وهو يبحث عن سيارة نقل عام بسعر مناسب لأبنائه، لكي تنقلهم من مدينة الرقة إلى المركز الامتحاني في مدينة السبخة (50 كيلومترًا جنوب شرقي الرقة)، لكن دون جدوى.
وقال عبد العليم لعنب بلدي، إن معظم سائقي السيارات طلبوا مبالغ يصعب على الناس البسطاء وذوي الدخل المحدود دفعها، لكنه سيضطر لتأمين المبالغ التي يطلبها السائقون في حال لم يجد البديل.
ويتعرض طلاب شهادتي التعليم الأساسي والثانوي من سكان مدينة الرقة لمتاعب مادية ونفسية تتكرر كل عام، بسبب اضطرارهم للسفر إلى مناطق تسيطر عليها قوات النظام السوري لتقديم الامتحانات.
وقال عبد العليم، إن ذوي الطلاب يضطرون إلى تحمل تكاليف مادية باهظة، من بينها أجرة نقل تتراوح بين 25 ألفًا و30 ألف ليرة سورية للطالب الواحد، يدفعها صبيحة كل يوم امتحان لسائق السيارة.
ويبدأ الأحد 29 من أيار الحالي الامتحان العام لشهادة التعليم الأساسي لدورة عام 2022، وينتهي في 15 من حزيران المقبل.
بينما يبدأ الامتحان العام لشهادة الدراسة الثانوية العامة لدورة العام الحالي الاثنين 30 من أيار الحالي، وينتهي في 21 من حزيران المقبل، بحسب برامج الامتحانات المنشورة على الموقع الإلكتروني لوزارة التربية في حكومة النظام السوري.
متاعب نفسية
لا تقل المتاعب النفسية عن المتاعب المادية للطلاب، إذ يضطر الطالب إلى السفر في ساعات باكرة من فجر يوم الامتحان، ليستطيع الوصول إلى المركز الامتحاني في الوقت المناسب.
وروى طلاب لعنب بلدي، طلبوا عدم ذكر أسمائهم لأسباب أمنية، أن حالات الإغماء والتقيؤ تتكرر في كل عام، ومرد ذلك إلى طول فترة السفر رغم قصر المسافة، إلى جانب عراقيل الحواجز الأمنية التي تواجه الطلاب خلال التنقل بين مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” ومناطق سيطرة النظام.
وقال أحد الطلاب الذين قدموا امتحان الثانوية العامة الفرع العلمي العام الماضي، إن الطلاب ولا سيما “الأحرار” (المعيدون) يتخوفون كثيرًا من أن يتم اعتقالهم على يد قوات النظام، رغم امتلاكهم التأجيلات والمصدقات الدراسية.
وأضاف الطالب، الذي طلب عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، أن الطلاب يتعرضون للمضايقات على حواجز قوات النظام السوري، لا سيما حاجز “الفرقة الرابعة” المتمركز على الخطوط الأولى للتماس مع مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية”، ويضطر الطلاب أحيانًا لدفع الرشى لعناصر النظام للسماح لهم بالمرور.
ومنذ خروج قوات النظام من مدينة الرقة في آذار 2013، أُلغيت الدوائر الحكومية التابعة للنظام داخل الرقة، ومنها المؤسسات التعليمية والمراكز الامتحانية، ما يدفع الطلاب للسفر إلى مناطق النظام، في حال رغبوا في إتمام تعليمهم.
ويرى فادي الحسن، وهو ناشط مدني من الرقة، أن بإمكان “الإدارة الذاتية” ووزارة التربية في حكومة النظام، التوافق على آلية يتم خلالها السماح للنظام بافتتاح مراكز امتحانية داخل مناطق “الإدارة”، لتخفيف العبء عن الطلاب.
واعتبر فادي أن السماح باستمرارية منهاج النظام السوري في مناطق سيطرة “الإدارة”، يجبر الأخيرة على إيجاد الحلول التي تساعد الطلاب على إتمام دراستهم، دون تعرضهم للمتاعب والمخاطر، على حد قوله.
ورفض أعضاء في “لجنة التربية والتعليم” بـ”مجلس الرقة المدني” تواصلت معهم عنب بلدي، التعليق على موضوع الامتحانات، واعتبروا أن الأمر لا يعنيهم بشيء، طالما أن “الإدارة الذاتية” تمتلك منهاجها الدراسي الخاص، الذي أصبح يشمل جميع المراحل الدراسية، بما فيها مراحل التعليم العالي.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
English version of the article
-
تابعنا على :