نشرت منظمة العفو الدولية “آمنستي”، تقريرًا تحت عنوان “كشف النقاب عن بيانات روسيا بشأن ضرباتها في سوريا”، اليوم الأربعاء 23 كانون الأول.
وأجرت المنظمة بحثًا بين 30 أيلول و 29 تشرين الثاني الماضيين، وشمل 5 محافظات (حمص، حماة، إدلب، اللاذقية، حلب)، وقالت إن 200 مدني ونحو 12 مقاتلًا لقوا حتفهم.
وأوجزت المنظمة نتائج بحوثها وقالت إن المقاتلات الروسية استهدفت مناطق سكنية وتسببت بمقتل 119 مدنيًا في 5 هجمات، مشيرةً إلى مقتل 13 مدنيًا آخرين في غارة سادسة شُنت على موقع مجاور لأحد المشافي.
كما تطرقت المنظمة إلى مجزرة أريحا، 29 تشرين الثاني الماضي، وقالت إن ثلاثة صواريخ استهدفت سوقًا عامًا وسط المدينة ما أسفر عن مقتل 49 شخصًا وجرح آخرين.
نتائج تقرير المنظمة أوضحت “إخفاقات فادحة في احترام القانون الدولي الإنساني”، مؤكدة أن القوات الروسية هاجمت مدنيين في بعض الغارات بدون وجود أهداف عسكرية واضحة ووصفت الهجمات بأنها “جرائم حرب”؟
وقالت إنها تملك أدلة على استخدام روسيا “بشكل غير قانوني” قنابل غير موجهة في مناطق مكتظة بالسكان وذخائر عنقودية عشوائية بطبيعتها، معتمدةً على 16 شاهدًا، بينهم طبيبان و12 شخصًا من المدافعين عن حقوق الإنسان وممثلي المنظمات الطبية العاملة في سوريا.
وراجعت العفو الدولية بيانات وزارة الدفاع الروسية ومقالات ذات صلة نشرت في وسائل الإعلام الروسية وغيرها، وأرسلت في 9 تشرين الثاني، مذكرة إلى السلطات الروسية تضمنت النتائج الأولية مطالبةً بعقد لقاء مع مسؤولين روس، ولكنها لم تتلق ردًا على رسالتها حتى الآن.
المنظمة لفتت إلى أن روسيا ومنذ تدخلها في سوريا، 30 أيلول الماضي، نفذت آلاف الطلعات في شتى أنحاء البلاد وهاجمت المواقع التي وصفتها بأنها أهداف “إرهابية”، مستخدمة قاذفات بعيدة المدى من روسيا وصواريخ كروز من البحر، إضافة إلى منظومات إطلاق صواريخ متعددة.
ودعت المنظمة في ختام تقريرها إلى الالتزام التام بأحكام القانون الدولي الإنساني، فيما يتعلق بتخطيط وتنفيذ أي ضربات جوية لضمان تجنب استهداف المدنيين.
كما أكدت على ضرورة اتخاذ كافة الاحتياطات الضرورية لتقليص الأذى الذي يمكن أن يلحق بالمدنيين وضمان إجراء تحقيقات مستقلة ومحايدة في الحالات المفصلة في تقريرها وإعلان نتائج التحقيقات على الملأ، إضافة إلى محاسبة الأشخاص المشتبه بمسؤوليتهم الجنائية إلى محاكمات تفي بالمعايير الدولية.
وتستهدف روسيا في غاراتها الجوية فصائل من الجيش السوري الحر وأهدافًا مدنية، وبلغ عدد الهجمات منذ بداية حملتها في سوريا، 138 هجمة، تسببت بمقتل 583 شخصًا بينهم 570 مدنيًا (من ضمنهم 152 طفلًا، و 60 سيدة)، بحسب تقرير نشرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان بعنوان “جاؤوا لقتلنا”، منتصف كانون الأول الجاري.
–