“حزب الله” يتملص من تهمة “المخدرات”.. التجارب تقول العكس
أعاد بيان صادر عن “حزب الله” اليوم الخميس، 26 من أيار، مسألة تهريب المخدرات إلى دول الخليج واتهام “حزب الله” بالوقوف خلفها للواجهة مجددًا، إذ هاجم فيه قناة “العربية” السعودية، التي نشرت تقريرًا في 22 من أيار الحالي، حول تورطه بتهريب المخدرات إلى السعودية.
البيان الذي نشرته قناة “المنار” الناطقة باسم “الحزب” اتهم قناة “العربية” التابعة لـ”النظام السعودي”، على حد وصفه، بـ”نشر الأكاذيب وفبركة الاتهامات الباطلة والزج باسم (حزب الله) في صناعة المخدرات والاتجار بها والترويج لها”.
كما اعتبر الهدف من تقرير “العربية” الإساءة لـ”الحزب” وتشويه صورة حركات “المقاومة” وخدشها أمام الرأي العام، إلى جانب خدمة “العدو الإسرائيلي ومشاريع التطبيع المذلة معه”.
وأوضح البيان أن الهدف أيضًا التعمية على ما اعتبرها وقائع دامغة بتورط كبار الأمراء السعوديين بتجارة المخدرات وحبوب الـ”كبتاجون”، لافتًا لاعتقال أمير سعودي في مطار بيروت بـ”الجرم المشهود”.
وأشار البيان إلى انتشار آفة المخدرات في المجتمع السعودي معتبرًا أن نشر الاتهامات لن يؤدي إلى علاج المشكلة في السعودية.
ويمتلك “حزب الله” أكبر فصيل عسكري في لبنان خارج سلطة الدولة اللبنانية، رغم مطالب تيارات وقوى لبنانية مختلفة بوضع سلاح “الحزب” تحت تصرف الجيش اللبناني، وإلى جانب ذلك، يواجه لبنان أزمة اقتصادية كبيرة منذ سنوات لا تقل وطأة عن نظيرتها في سوريا، ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول مصادر تمويل “الحزب” التي يصرّح أمينه العام بشكل متكرر بأنها مدعومة من إيران، والتي لا تعيش أبهى أيامها الاقتصادية هي الأخرى، سيما قبل التوصل لاتفاق نووي مع الولايات المتحدة يلوح في الأفق.
من جانبها ردت قناة “العربية” على بيان “حزب الله”، بأنها استندت في معلوماتها إلى تقرير نشره “المرصد السوري لحقوق الإنسان” وأفاد بأن أحد القتلى الأربعة على الحدود الأردنية في 22 من أيار، خلال إحباط عملية تهريب مخدرات قادمة من الأراضي السورية، متصل بـ”ميليشيات حزب الله”.
وبيّن التقرير أن القتيل المقصود قريب قيادي سابق بفصيل “مغاوير الثورة”، خرج من مناطق سيطرة التحالف الدولي في نيسان 2020، إلى مناطق سيطرة النظام في ريف حمص، وكان يعمل في تجارة المخدرات وعلى علاقة بقياديين من “حزب الله”، ويترأس مجموعة محلية تنشط في المنطقة الجنوبية من سوريا.
وكثفت المجموعات المرتبطة بـ”حزب الله” والفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام السوري، كقفت نشاطها بمحاولات إدخال المخدرات مؤخرًا إلى الأردن.
تجارب غير مشرّفة
وتتهم عدة دول وجهات ومنظمات دولية “حزب الله” والنظام السوري بالوقوف خلف محاولات تهريب المخدرات إلى الدول المجاورة، وعلى مستوى العالم أيضًا.
وفي 23 من أيار الحالي، صرّح مدير الإعلام العسكري في الجيش الأردني، مصطفى الحياري، على قناة “المملكة” الحكومية، أن القوات الأردنية تواجه “حرب مخدرات” على الحدود الشمالية الشرقية للأردن، مشيرًا إلى أن السنوات الثلاثة الأخيرة شهدت زيادة مضاعفة لعمليات التهريب والتسلل.
وقال الحياري، “المجموعات المُهربة تتلقى دعمًا أحيانًا من مجموعات غير منضبطة من حرس الحدود السوري، ومن مجموعات أخرى، وبالتالي هي عمليات ممنهجة”.
وفي أيلول 2021، وتعقيبًا على قرار إعادة فتح مركز حدود “جابر” بين الحدود الأردنية- السورية، الصادر في 27 من أيلول في العام نفسه، قال المبعوث السابق لوزارة الخارجية الأمريكية الخاص بالشؤون السورية، جويل ريبورن، “من الغريب أن يعتقد الصحفيون الذين يجب أن يعرفوا أن عائلة الأسد التي تسيطر على الحدود مع الأردن ستسمح للأردن بالاستفادة من التصدير إلى السوق السورية”.
I always find it strange that journalists who should know better believe the Assad family, which controls Syria’s border with Jordan, will allow Jordan to benefit significantly by exporting into the Syrian market. Meanwhile Assad dumps produce, drugs, and cigarettes into Jordan. https://t.co/CYF735uqrr
— Joel Rayburn (@joel_rayburn) September 28, 2021
السفير السعودي لدى لبنان، وليد البخاري، قال عبر “تويتر”، في نيسان 2021، إن محاولات لتهريب 600 مليون حبة من المواد المخدرة قادمة من لبنان، جرت خلال السنوات الست الأخيرة.
بلغ إجمالي ما تم ضبطه من المواد المخدرة والمؤثرات العقلية التي مصدرها #لبنان من قبل مُهربي المخدرات أكثر من 600 مليون حبة مخدرة و مئات الكيلوغرامات من الحشيش خلال الست سنوات الماضية.#السعودية #الحرب_على_المخدرات
— Waleed A. Bukhari (@bukhariwaleeed) April 25, 2021
وأضاف البخاري أن الكمية المهربة من لبنان كافية لإغراق العالم العربي بالمخدرات والمؤثرات العقلية وليس السعودية وحدها، لافتًا إلى أن تهريبها لا يستهدف السعودية فحسب بل جميع أرجاء الوطن العربي.
وتتهم إسرائيل بشكل متكرر “حزب الله” بالوقوف خلف محاولات تهريب على حدود الأراضي الفلسطينية المحتلة، لأسلحة ومخدرات أيضًا.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، نشر سلسلة تغريدات في تموز 2021، تحدث خلالها عن ضلوع المستشار الأمني السابق للأمين العام لـ”حزب الله”، والقائد السابق للقوات الخاصة في الحزب، خليل حرب، بتهريب السلاح والمخدرات عبر الحدود اللبنانية باتجاه إسرائيل.
يبدو ان الحاج خليل حرب متورط رئيس في عملية التهريب التي أحبطت على يد قوات جيش الدفاع وشرطة إسرائيل في 2.06.21 حيث تم ضبط 15 مسدسًا و36 كيلوغرامًا من الحشيش وعشرات مخازن رصاص تقدر قيمتها بنحو 2,000,000 شيقل جديد. pic.twitter.com/7qbkQudbbJ
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) July 4, 2021
أرقام مرعبة
وتشير دراسة صادرة عن مركز “COAR” للتحليل والأبحاث (كوار)، في 27 من نيسان 2021، إلى أن سوريا مركز عالمي لإنتاج “الكبتاغون” المخدّر، وأنها أصبحت أكثر تصنيعًا وتطورًا تقنيًا في تصنيع المخدرات، من أي وقت مضى.
وبلغت قيمة صادرات سوريا من “الكبتاغون” عام 2020، ما لا يقل عن 3.46 مليار دولار أمريكي، وفقًا للدراسة، التي لفتت أيضًا إلى استفادة النظام السوري من توسيع نطاق سيطرته العسكرية على الأرض، ما أتاح له ولحلفائه الإقليميين ترسيخ دورهم باعتبارهم مستفيدين رئيسين من تجارة المخدرات في سوريا.
ووفقًا لتقرير نشرته هيئة البث الإذاعي البريطاني “BBC” في كانون الأول 2020، فإن مقدار شحنة حبوب “الكبتاغون” المخدرة التي انطلقت من سوريا، وتحديدًا من اللاذقية إلى ليبيا، وصودرت في إيطاليا، مطلع تموز 2020، بلغ وزنها نحو 14 طنًا، بتكلفة 900 مليون جنية إسترليني (مليار يورو).
واعتبر التقرير أن الشحنة نتاج جهد منسق بين النظام السوري وحليفه “حزب الله”، المنغمسين في مجال تجارة المخدرات، باعتبارها “مصدر التمويل الأكبر لهما”، وفق ما ترجمته عنب بلدي.
هذه الشحنة التي تعتبر أكبر شحنة مخدرات توقفها السلطات في العالم، نسبتها الشرطة الإيطالية حينها إلى تنظيم “الدولة الإسلامية”، لكن تقريرًا نشرته صحيفة “دير شبيغل” الألمانية، ذكر أن الشحنة ليست لتنظيم “الدولة الإسلامية”، وأن سامر كمال الأسد، عم رئيس النظام، بشار الأسد، هو من يقف وراء الشحنة التي تبلغ قيمتها مليار يورو، مشيرة إلى إدارته مصنعًا في قرية البصة جنوبي اللاذقية، لإنتاج المواد المخدرة
وكانت عنب بلدي نشرت ملفًا خاصًا بعنوان “المخدرات.. وصفة الأسد للاقتصاد وابتزاز الجوار” أشارت فيه إلى معاناة الأردن الذي يعيش حالة من القلق المتزايد من تصاعد محاولات تهريب المخدرات من سوريا، التي لم تتوقف بعد.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :