مدير الأمن العام اللبناني يستأنف الوساطة لإطلاق رهائن أمريكيين في سوريا
أجرى مدير جهاز الأمن العام في لبنان، اللواء عباس إبراهيم، خلال زيارته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، محادثات مع المسؤولين الأمريكيين لبحث استئناف المفاوضات مع سوريا بشأن إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين، بمن فيهم الصحفي المستقل والجندي السابق في مشاة البحرية أوستن تايس.
وفي مقابلة اللواء إبراهيم مع صحيفة “ذا ناشيونال” الإماراتية، الثلاثاء 24 من أيار، أوضح أنه التقى بكبار مسؤولي البيت الأبيض، ووزارة الخارجية، والمخابرات، في زيارته الأولى إلى أمريكا، منذ أن تولى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، منصبه.
وأعلن أن إطلاق سراح تايس، الذي اختفى في سوريا خلال تغطيته الصحفية عام 2012، كان من أهم المواضيع في المحادثات، وقال إبراهيم، “ناقشنا ملف السيد تايس، واتفقنا على أنه يجب إحراز تقدم، لكن علينا أن نرى أولًا كيف يمكننا سد الفجوة، وكيفية تقريب وجهات النظر بين واشنطن ودمشق”.
وأضاف أن هناك احتمالًا لبدء المفاوضات من حيث توقفت في نهاية ولاية الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في تشرين الثاني 2020، ووصف الاتفاق بأنه كان “قريبًا جدًا”.
وشملت المحادثات السابقة بشأن إطلاق سراح تايس مطالب من النظام السوري بانسحاب القوات الأمريكية من الرقة، واستئناف العلاقات الدبلوماسية الأمريكية مع سوريا، ورفع بعض العقوبات.
والتقى إبراهيم والدة تايس مرتين خلال زيارته التي استمرت ثلاثة أيام إلى واشنطن، وأوضح لها أن النظام السوري لم يقدم إجابات واضحة حول صحة ابنها أو ظروف احتجازه، وقال، “لسنا متأكدين من أن السيد تايس على قيد الحياة، لا أحد متأكد، إذ لا يمكنني التأكد دون وجود تأكيدات من سوريا بأنه حي”.
وقدم بايدن التزامات “كبيرة ومشجعة” من أجل متابعة المشاركة الدبلوماسية المستمرة، بما في ذلك المفاوضات مع حكومة النظام من أجل عودة أوستن بشكل آمن، بحسب كلام والدة أوستن تايس ديبرا، عبر مراسلة إلكترونية مع عنب بلدي، في 12 من أيار الحالي.
يتمتع مدير الأمن العام في لبنان بتاريخ من المفاوضات للتوسط في إطلاق سراح الرهائن، إذ ساعد في تأمين الإفراج عن المقيمين والمواطنين الأمريكيين مثل سام جودوين، السائح الذي كان محتجزًا في سوريا، ورجل الأعمال اللبناني الحاصل على إقامة دائمة في الولايات المتحدة نزار زكا، الذي أُفرج عنه من الحجز الإيراني عام 2019.
كما نجح في التوسط بالإفراج عن السائح الكندي كريستيان لي باكستر، في عام 2019، بعد أن احتجزه النظام السوري في كانون الأول 2018 خلال إجازته.
وفي 2013، أمّن إطلاق سراح مجموعة من “الحجاج اللبنانيين الشيعة”، الذين كانوا محتجزين من الفصائل المعارضة بالقرب من الحدود التركية، وفي 2014، توسّط في إطلاق سراح مجموعة من الراهبات الأرثوذكس اليونانيات اللواتي اختطفهن تنظيم “القاعدة” في سوريا من ديرهم في معلولا، بحسب التقرير.
أوستن تايس
جندي سابق في البحرية الأمريكية ومصوّر صحفي، يبلغ من العمر 40 عامًا، اختار السفر إلى سوريا لنقل الأخبار إلى وسائل الإعلام الأمريكية، التي كان منها محطة “سي بي إس”، و”واشنطن بوست”، وشركة “ماكلاتشي”، بحسب بيان مكتب التحقيقات الفيدرالي.
اعتقل عند حاجز خارج دمشق في 13 من آب 2012، وأخبر مصدر خاص عنب بلدي، أن تايس التقى قبل اختفائه بمجموعة من الناشطين المدنيين وعناصر من “الجيش الحر” في مدينة داريا، جنوب دمشق، وأجرى معهم لقاء حصريًا، وجهز تقريره، ثم أوصله العناصر إلى خارج المدينة، وانقطعت أخباره عقب ذلك.
وظهر في تسجيل مصوّر بعد شهر من اختفائه، وهو مكبل اليدين ومعصوب العينين، برفقة رجل مسلح.
ونفت حكومة النظام السوري أي علاقة لها باختطافه، إذ قال نائب وزير الخارجية السوري عام 2016، فيصل المقداد حينها، إن “أوستن ليس موجودًا لدى السلطات السورية، ولا توجد أدنى معلومات تتعلق به”.
وخصصت الولايات المتحدة مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى إنقاذه، مع تكرار والديه مناشداتهما للحكومة الأمريكية لتأمين إطلاق سراحه، خاصة بعد أن أعلنت أمريكا، في تشرين الثاني 2018، أنها تعتقد أنه ما زال حيًا.
في 14 من آب 2020، كشف وزير الخارجية الأمريكي السابق، مايك بومبيو، أن الرئيس السابق، دونالد ترامب، وجه رسالة إلى النظام السوري، في آذار 2020، لفتح حوار حول أوستن.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :