منذ إعلان تركيا عن نيتها البدء بعملية عسكرية ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، كثر الحديث عن انسحابات عسكرية للقوات الروسية من النقاط التي تمركزت فيها على جبهات القتال دعمًا لـ”قسد”.
وتحدثت شبكات محلية عن انسحاب القوات الروسية من محيط مدينة تل رفعت، ومن مطار “منغ” العسكري، وعن انسحابات متتالية أخرى.
تواصلت عنب بلدي مع الناطق العسكري باسم “الجيش الوطني السوري”، الرائد يوسف حمود، للوقوف عند حقيقة الأمر، إذ اعتبر أن هذه الانسحابات ليست بجديدة، وأن هناك مناطق رُوّج لانسحاب القوات الروسية منها، إلا أنها خالية من الوجود الروسي منذ مدة.
فالقاعدة الروسية في مطار “منغ” العسكري سبق أن أخلتها روسيا منذ فترة طويلة جدًا، بحسب حمود، ويتمركز فيها اليوم “لواء تحرير عفرين”، وهو ميليشيا مدعومة إيرانيًا، وسبق أن خضعت لتدريبات على يد “حزب الله” اللبناني.
وبحسب المتحدث العسكري، فإن القوات الروسية أخلت مواقعها أيضًا في محيط مدينة عين العرب، وينحصر وجودها اليوم في بلدة العريمة ومحيط مدينة منبج، ومقر “اللواء 93” جنوبي عين عيسى.
كما أخلت موقعًا شرقي مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي، إضافة إلى نقطتين في جبل التركمان، تمركزت فيهما ميليشيات موالية لإيران عقب الانسحاب الروسي.
وعن الوجود العسكري الروسي، قال المتحدث باسم “الجيش الوطني”، إنه لا يتمثل بعتاد عسكري، إنما مقرات استخباراتية، وبعض العناصر الاستشاريين.
ويأتي الحديث عن انسحاب روسي وحشود لـ”الجيش الوطني” عقب إعلان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن نية بلاده إطلاق عمل عسكري جديد ضد “قسد” في سوريا.
ولفت إلى أن المناطق التي تعد “مركزًا لانطلاق الهجمات على تركيا والمناطق الآمنة، ستكون على رأس أولويات العمليات العسكرية”، في إشارة إلى المناطق التي تسيطر عليها “قسد”، بحسب وكالة “الأناضول” التركية.
من جانبه، أصدر المكتب الإعلامي لـ”قسد” بيانًا نفى فيه أي بوادر لتغيير استراتيجي في انتشار القوى الضامنة بمناطق نفوذها شمال شرقي سوريا، مشيرًا إلى أن تركيا تهدف إلى “تسخين الأجواء”.
وأطلقت تركيا سلسلة من العمليات العسكرية في ريف محافظة حلب الشمالي، وامتدت العمليات العسكرية حتى أرياف محافظتي الرقة والحسكة شمالي سوريا.
–