شيّعت إيران اليوم، الثلاثاء 24 من أيار، الضابط في “الحرس الثوري الإيراني” حسن صياد خدائي، الذي قُتل الأحد الماضي في العاصمة الإيرانية، طهران، بخمس رصاصات، في عملية اتهمت طهران على لسان المتحدث الرسمي باسم “الحرس الثوري”، رمضان شريف، إسرائيل بتنفيذها.
وغطت وسائل الإعلام الإسرائيلية جنازة خدائي، التي حملت شعارات التهديد والانتقام لإسرائيل، متهمة خدائي بالوقوف خلف عمليات استهداف إسرائيليين في مناطق متفرقة.
وذكرت “القناة 13” الإسرائيلية، أن خدائي أرسل الإيراني منصور رسولي لاغتيال السفير الإسرائيلي باسطنبول، في وقت سابق.
وأشارت القناة إلى صمت رسمي إسرائيلي تجاه الحادثة مقابل الاستعداد لرد إيراني، سواء داخل إسرائيل، أو باستهداف رعاياها في الخارج، أو على الحدود الشمالية مع سوريا.
واتهمت القناة خدائي بتنفيذ “عمليات إرهابية”، ومحاولات قتل، واختطاف إسرائيليين.
بينما ذكر الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي، يعقوب عميدور، خلال مقابلة مع صحيفة “يديعوت أحرونوت”، أن الإيرانيين سيحاولون الانتقام أينما استطاعوا، باعتبار أن خدائي كان قائدًا بارزًا في “الحرس الثوري”، أُرسل في الماضي إلى سوريا، كما أنه ليس أول مسؤول إيراني يُقتل على أراضي الدولة.
وفي 28 من تشرين الثاني 2020، قُتل “عرّاب البرنامج النووي الإيراني”، العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، إثر تعرضه لعملية اغتيال قرب العاصمة طهران، وفق وزارة الدفاع الإيرانية التي وصفت العملية حينها بـ”الإرهابية”.
واتفقت “يديعوت أحرونوت” مع “القناة 13″، في أن قدرات إيران أقل مما كانت عليه قبل اغتيال خدائي، لافتة في الوقت نفسه إلى أن اغتيال مثل هذا الشخص يخلق فجوة لدى طهران يمكن بمرور الوقت ملؤها، وربما لا يحدث ذلك.
وحول احتمالية الرد الفوري الانتقامي من قبل إيران، اعتبر المسؤول الإسرائيلي أنه لو كان بإمكان الإيرانيين القيام بما يعارض إسرائيل في مكان ما، لكانوا نفذوا ذلك بالفعل دون أن ينتظروا اغتيال خدائي، مشيرًا إلى احتمالية أن تسعى إيران لإيجاد نقطة ضعف في النظام الأمني لإلحاق الضرر بإسرائيل.
صحيفة “جيروزاليم بوست” من جانبها لفتت إلى أن زيادة اغتيال علماء الذرة وضباط “الحرس الثوري” لا تصب في مساعي إيران للانتقام، وتجعل الرد أصعب.
ولفتت الصحيفة إلى احتمالية أن تستخدم إيران الطائرات دون طيار باعتبارها سلاحًا جربته سابقًا على مدار السنوات القليلة الماضية، ما يقيها من خسارة العسكريين، ويعني ذلك أنها ستجد طريقة لإدارة “حرب الظل” المستمرة مع إسرائيل.
وبحسب الصحيفة، فإن إيران استهدفت بالصواريخ البالستية، مؤخرًا، موقعًا قالت إنه مرتبط بإسرائيل، في إقليم كردستان شمالي العراق، مع الإشارة إلى أن إيران مستعدة لبذل كل ما بوسعها للرد، حتى لو استهدفت نقطة أو موقعًا لا يمكنه الرد، للتظاهر بأنها فعلت شيئًا حيال الحادثة.
العقيد حسن صياد خدايي من القادة الإيرانيين الذين شاركوا بعمليات القتال في سوريا، وفق ما نشرته قناة “العالم” الناطقة باللغة العربية، مشيرة إلى أنه “ممن دافعوا عن الحرم في سوريا”.
وردًا على سؤال حول حادثة الاغتيال من قبل أخبار “القناة 12” الإسرائيلية، رفض وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، التعليق، بحسب ما نقلته صحيفة “Times Of Israel” الإسرائيلية.
وتزامن مقتل الضابط الإيراني في طهران مع إعلان “الحرس الثوري”، الأحد الماضي، اعتقال أعضاء شبكة يُزعم أنها “خطفت وانتزعت اعترافات ملفقة”، بقيادة “الموساد” الإسرائيلي، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا).
–