استقبل رئيس النظام السوري، بشار الأسد، راعي الكنيسة الأرمنية ووفدًا مرافقًا له، معيدًا إلى الواجهة مفهوم “التجانس” الذي تحدث عنه قبل سنوات.
ونقلت منصات “رئاسة الجمهورية” اليوم، الثلاثاء 24 من أيار، لقاء الأسد مع راعي الكنيسة الأرمنية في بيت كيليكيا الكبير، آرام الأول كشيشيان، والوفد المرافق له.
واعتبر الأسد أن أهم ما يميّز الشعب السوري هو “تجانسه في كلٍّ واحد، على الرغم من اختلاف الأعراق والأديان”، بحسب الرئاسة.
ولفت إلى أن هذا التجانس لا يعني الذوبان وإنما “الحفاظ على جميع عناصر الهوية لكل مكوّن من مكوّنات السوريين، بما يقوي انتماءهم وارتباطهم بهذه الأرض التي يوجدون عليها منذ آلاف السنين”.
وكان الأسد قال عام 2017، إن سوريا خسرت خلال سنوات الحرب خيرة شبابها، فضلًا عن تضرر بنيتها التحتية، لكنها بالمقابل كسبت “مجتمعًا صحيًا متجانسًا”.
وأثار هذا التصريح انتقادات من مفكرين ومعارضين سوريين، اعتبروا أن الأسد يفصّل “البلد على مقاسه”، ويعتبر كل من خرج عن رؤيته لما يحصل في سوريا غير مقبول في “مجتمعه المتجانس”.
وكان الأسد زار دير “صيدنايا” مع زوجته أسماء، في نيسان الماضي، كخطوة تتكرر خلال الفترة الماضية بإظهار تعاطفه مع الطائفة المسيحية واستقطابه لها.
ويروّج النظام السوري على أنه حامي الأقليات في سوريا في ظل صعود التنظيمات “الجهادية” الإسلامية.
وكان عدد المسيحيين في سوريا يبلغ 2.2 مليون شخص مع اندلاع الثورة عام 2011، لكنه انخفض ليصل إلى 677 ألفًا في سنة 2021، وفقًا لمؤشر اضطهاد المسيحيين حول العالم الذي نشرته منظمة “الأبواب المفتوحة” غير الحكومية.
ويوجد قطاع من المسيحيين، من ضمنهم جل قيادات الكنائس السورية، يدعمون النظام السوري بسبب تشابك مصالحهم السياسية والاقتصادية مع رموزه، كما يدعمه آخرون باعتباره الضمانة لأمن المسيحيين في سوريا، بحسب دراسة بعنوان “المسيحيون والثورة فى سورية” صادرة عن مركز “مالكوم كير- كارينغي” للشرق الأوسط في نيسان 2016.
لكن فى المقابل، شارك العديد من الشباب المسيحيين فى المظاهرات السلمية خلال الأشهر الأولى للثورة، كما انخرطوا فى مختلف المبادرات الرامية إلى تعريف المجتمع بمطالب الثورة وحشد الدعم لها.
ويسهم الخطاب الديني الموجه من قبل السلطة للمجتمع في تشكيل جانب من هوية الناس، وذلك لارتباطه المباشر بمشكلات الواقع وتحدياته.
–