أمريكا تزوّد الأسد بمعلومات استخبارية عسكرية عبر ثلاث دول
زود الجيش الأمريكي النظام السوري بمعلومات استخبارية عسكرية متعلقة بالمتطرفين عن طريق روسيا وإسرائيل وألمانيا.
وفي تقرير باللغة الانكليزية نشرته وكالة أنباء رويترز اليوم، 22 كانون الأول، وترجمته عنب بلدي، فإن هيئة الأركان المشتركة في البنتاغون أعطت الجيش السوري التابع للنظام وبشكل غير مباشر معلومات استخبارية تتعلق بالمتطرفين الإسلاميين لخوفهم من أن مساعي إدارة أوباما لخلع بشار الأسد يمكن أن تتسبب بفوضى على نطاق كبير في سوريا.
وكشف الصحفي الأمريكي المعروف سيمور هيرش في تحقيق جديد له في “اللندن رفيو” الانقسام الحاصل بين كبار الضباط الأمريكيين والسياسيين في البيت الأبيض في قضية التعامل مع المتطرفين الإسلاميين في سوريا والعراق.
ويبدو أنّ هيئة الأركان في البنتاغون غير متحمّسة لسياسة أوباما في إجبار الأسد على الرحيل، وبدل ذلك اختارت الهيئة توفير معلومات استخبارية وتحليلات تتعلق بالجهاديين وإعطائها لقوات الأسد، وهذا حدث بشكل غير مباشر، كما أخبر مستشار سابق رفيع المستوى في هيئة الأركان الصحفي هيرش ولم يرد الإفصاح عن اسمه.
وفي صيف 2013 حضّرت وكالة الدفاع الاستخبارية بالمشاركة مع هيئة الأركان في البنتاغون تقريرًا سريًا للغاية، وقيّمت فيه أن خلع الرئيس السوري بشار الأسد سيخلق فوضى عارمة في سوريا ويجعلها فريسة سهلة للمتطرفين الإسلاميين.
في ذلك الوقت كانت وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) قد توصلت إلى أن أسحلة من مخازن ليبية وصلت إلى سوريا، وبدأ هذا بعد فترة قليلة من اغتيال معمر القذافي.
وتم تسليم هذه الأسلحة لمجموعة معارضة للأسد ومن ضمنها جبهة النصرة وتنظيم الدولة. وقال المسؤول الأمريكي للصحفي سيمون هيرش “إن المعارضين المعتدلين كانوا قد تبخروا وأصبح الجيش السوري الحر مجرد مجموعة صغيرة تتركز في قاعدة جوية في تركيا”.
التقييم الأمريكي كان صحيحًا فالمعارضة المعتدلة في سوريا هي مجرد أسطورة وأمريكا كانت تسلح المتطرفين الإسلاميين.
الرئيس السابق لوكالة الدفاع الاستخبارية، الجنرال ميشيل فلن، ذكر أن التقرير عورض بشكل كبير من إدارة أوباما لأنها لم تُرد سماع الحقيقة. وأضاف “لو علم الشعب الأمريكي بالاستخبارات التي كنا ننتجها يوميًا وعلى أكثر مستوى حساس لأصابهم الجنون!”
وأنفقت السفارة الأمريكية في دمشق ملايين الدولارات لفترة طويلة لدعم المتمردين، لخلق عدم استقرار في البلاد، وتم هذا بمعرفة من الاستخبارت السورية، وجرت أيضًا خلال فترة حاول فيها بشار الأسد التقرب من واشنطن وخلق علاقات صديقة معها.
وقال مستشار للاستخبارات الأمريكية “عقب هجمات أيلول الإرهابية، كان الأسد ولسنين طويلة يساعدنا بشكل كبير ولم نكن نرد له الجميل، وفي عام 2002، زودنا بمعلومات كبيرة تتعلق بنشاطات الإخوان المسلمين في سوريا وألمانيا، وفي نفس السنة، زودنا بمعلومات ساعدت بفشل هجوم للقاعدة على الأسطول الخامس البحري لأمريكا في البحرين”.
ووفقًا للصحفي هيرش “في ذلك الوقت كان يستخدم سجن دمشق لتعذيب المشتبه بهم في الإرهاب من قبل وكالة الاستخبارات الأمريكية من ضمن برنامج التسليم السري… ومع كل ذلك بقي موقف البيت الأبيض من الرئيس السوري سلبيًا برغم كرمه ودعمه الكبير”.
ويدّعي الصحفي هيرش أنه بمقابل المعلومات الاستخبارية التي وفرتها هيئة الأركان في البنتاغون، كان على الأسد أن يوافق على أربعة شروط وهي تقييد حزب الله من الهجوم على إسرائيل، واعادة المحادثات مع إسرائيل بشأن الجولان، وقبول مستشاري روسيا العسكريين وغيرها، والوعد بإقامة انتخابات حرة.
وأخبر مصدر روسي الصحفي هيرش بأن إسرائيل رفضت المحادثات بشأن الجولان وقالت إن الأسد انتهى.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :