الأسد خارج المرحلة الانتقالية بكرت «الأخضر»

  • 2013/01/14
  • 2:19 ص

جريدة عنب بلدي – العدد 47 – الأحد – 13-1-2013

استبعد الأخضر الإبراهيمي بشار الأسد من الحكومة الانتقالية التي ستُشكل استنادًا إلى خطة جنيف التي تم الاتفاق عليها بين روسيا وأمريكا. هذا الاستبعاد المفاجئ للنظام السوري لم يكن ضمن توقعات الأسد، ذلك أن الإبراهيمي ومنذ استلامه لمهامه كمبعوث للجامعة العربية والأمم المتحدة إلى سوريا، لم يتخذ أي موقف صريح وواضح من مطالب الشعب السوري بتنحي بشار الأسد. إضافة إلى أن هذا التصريح جاء بعد عدة لقاءات أجراها الإبراهيمي في روسيا وإيران، وهذا يعبر إمّا عن توافق بين الإبراهيمي من جهة والروس والإيرانيين من جهة أخرى على هذا الموقف، أو أن هناك خلافًا بينهما، الأمر الذي سيزيد من إحراج موسكو وطهران أمام المجتمع الدولي.

وكان النظام السوري قد ندد قبل أيام بما وصفه بـ «انحياز» الإبراهيمي «بشكل سافر»، وطالبت بعض وسائل الإعلام المقربة من النظام بإنهاء مهمة الإبراهيمي، مما يلقي بظلال من الشك حول إمكانية استمرار مهمة الوسيط المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.

هذا وقد بدأ الإبراهيمي جولة جديدة من اللقاءات في جنيف مع مسؤولين روس وأمريكيين من أجل الوصول إلى اتفاق نهائي بخصوص المرحلة الانتقالية التي تعتبر أولى خطوات الحل السياسي في سوريا.

الموقف الأخير للأخضر الإبراهيمي يعتبر تحولًا هامًا في مسار تصريحات ومواقف الإبراهيمي، لا سيما تشديده أنه لا يمكن الانتظار إلى العام القادم من أجل الحل السوري، بل إنه من الضروري أن يكون الحل في 2013، ومن المؤكد أن هذا التحول ليس موقفًا شخصيًا يتبناه الابراهيمي، بل هو تحول في المواقف الدولية إزاء القضية السورية.

الإبراهيمي لم يخالف توقعات النظام السوري فحسب، بل خالف كل توقعات المعارضة السورية، ذلك أن تلكؤه في اتخاذ هذا الموقف الذي يتفق مع الحيادية والنظرة الموضوعية للمشهد السوري، جعله محل شك وشبهة لدى المعارضة وعموم الشعب السوري، بل إن الكثيرين اتهموه بالتواطؤ مع النظام السوري ومن ورائه النظام الإيراني في سفك الدم السوري وزيادة معاناته.

خطة الإبراهيمي تعتمد بشكل أساسي على تشكيل حكومة انتقالية حيادية، يتبعها إجراء انتخابات برلمانية بإشراف ومراقبة الأمم المتحدة بعيدًا عن أي شكل من أشكال التدخل العسكري، ذلك أن التدخل العسكري سيلقي ظلاله على مرحلة ما بعد الأسد، وسيشكل عبئًا أمنيا كبيرًا على البلدان المجاورة لسوريا.

الإبراهيمي لم يتطرق فقط إلى استبعاد الأسد من الحكومة الانتقالية فحسب، بل علق أيضًا على خطاب الأسد واعتبره خطابًا يعبر عن مواقف متصلبة مشيرًا إلى أن الأسد قد ضيق مبادرته باستبعاد بعض الأطراف من مبادرته للسلام وإنهاء الأزمة السورية.

خطاب الحل كما سماه مؤيدو النظام السوري لم يأت بجديد. وعلى المستوى الدولي اتفقت معظم المواقف على عدم جدواه أو فاعلية المبادرة التي تضمنها، بل إن ردود الأفعال عليه كانت شديدة، فالعديد منها اتهم الأسد بالنفاق والبعد عن الواقع.

الإبراهيمي أمام مهمة أساسية تتجلى بإقناع روسيا بتبني خطته في الحكومة الانتقالية استنادًا إلى خطة جنيف، وتقريب وجهات النظر بين الروس والأمريكيين، ومؤدى ذلك تبني مجلس الأمن لخطة جنيف، واستصدار قرار أممي مُلزِم لكل أطراف النزاع السوري بالوقف الفوري لكافة الأعمال العسكرية، والبدء بتشكيل حكومة انتقالية تشرف على انتخابات برلمانية تحت رقابة الأمم المتحدة، وتتزامن هذه التطورات مع تسريبات بقرب التوافق بين أطياف المعارضة على تسمية رياض حجاب رئيسًا للحكومة الانتقالية الأمر الذي قد يُعجّل في إنهاء معاناة الشعب السوري وتحقيق طموحاته.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا