مؤشرات التسخين في الجنوب السوري.. انسحاب روسي وقلق أردني

  • 2022/05/25
  • 1:57 م

العاهل الأردني عبدالله الثاني (تعديل عنب بلدي)

تطورات ميدانية وسياسية، ومواقف من الأطراف المحلية والإقليمية المؤثرة على الأرض، أعطت مؤشرات لتغيرات محتملة  في الجنوب السوري، ومنها تصريحات الملك الأردني، عبد الله الثاني، باحتمال أن تملأ إيران و”وكلاؤها” الفراغ الذي ستتركه روسيا في الجنوب (درعا والقنيطرة والسويداء).

تتوزع خريطة السيطرة بين قوى مؤثرة موجودة في الجنوب السوري، امتدادًا إلى البادية والحدود العراقية شرقًا، إذ تنتشر قواعد عسكرية لإيران وللميليشيات الموالية لها، وقواعد عسكرية روسية، وقاعدة “التنف” الأمريكية، بالإضافة إلى سيطرة النظام السوري على المدن الجنوبية بعد إجراء “التسويات”، بحسب دراسة أعدّها مركز “جسور للدراسات” نهاية عام 2021.

الانسحاب الروسي والتخلخل الأمني

تصاعد الحديث منذ نيسان الماضي، عن تخفيض روسيا عدد قواتها العسكرية في سوريا، لتعزيز جبهتها القتالية في أوكرانيا، إذ نشر موقع “The Moscow Times”، خبرًا يتحدث عن تقليص موسكو خلال المرحلة الراهنة عدد قواتها في سوريا، مبررًا تخفيض العدد بمتابعة عملياتها العسكرية في أوكرانيا، وتسليم روسيا مراكز وجودها لإيران و”حزب الله” اللبناني.

وأخلت القوات الروسية، الثلاثاء 24 من أيار، مواقع جديدة لها بريف محافظة درعا جنوبي سوريا، دون معلومات عن استبدال قوات محلية مدعومة من النظام أو إيران في المنطقة بقواتها.

وقال قيادي في “اللواء الثامن” المدعوم روسيًا لعنب بلدي، إن القوات الروسية خفضت “بشكل جزئي” وجودها في مقراتها الرئيسة بمدينة إزرع شمال شرقي درعا، خلال الأيام الماضية، إضافة إلى مقرها في قرية موثبين شمال غربي المحافظة.

وأضاف القيادي، الذي تحفظت عنب بلدي على اسمه لأسباب أمنية، أن الروس “فقدوا تأثيرهم على الجنوب” منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا، إذ أصبح وجودهم وعدمه سواء في المنطقة الجنوبية.

وسبق الانسحاب الروسي تخلّي الشرطة العسكرية الروسية عن دعمها لـ”اللواء الثامن” نهاية عام 2021، كما وافقت على انضمامه لشعبة “الاستخبارات العسكرية”، وهو ما أفقدها ذراعًا قوية تمتلك العتاد والمقاتلين.

وشهدت محافظة درعا، بداية أيار الحالي، اشتباكات بين مجموعة تتبع لـ”اللواء الثامن”، ومجموعة تعمل لمصلحة “المخابرات الجوية” في بلدة صيدا بريف درعا الشرقي، بعد مداهمة “اللواء” مقرات المجموعة التي اتهمها باستهداف قيادييه، وأسفرت عن مقتل أحد قياديي المجموعة.

وشُكّل “اللواء الثامن” على أنقاض فصيل “شباب السنة”، أحد فصائل “الجبهة الجنوبية” المعارضة للنظام جنوبي سوريا، بقيادة أحمد العودة، وكان أحد أهم الفصائل المقاتلة والمنظمة، كونه الفصيل الوحيد الموجود في مدينة بصرى الشام.

ومع دخول “تسويات” النظام برعاية روسية حيّز التنفيذ عام 2018، حافظ العودة على تنظيمه العسكري المعارض، وانتقل به للانضمام إلى “الفيلق الخامس” الذي شكّلته روسيا عام 2016 كقوات رديفة لجيش النظام.

تصريحات الملك و”حرب المخدرات”

حذّر العاهل الأردني، عبد الله الثاني، من أن تملأ إيران و”وكلاؤها” الفراغ الذي ستتركه روسيا في الجنوب السوري، وما قد ينتج عنه من تصعيد لمشكلات محتملة على حدود بلاده، وذلك ضمن مقابلة تلفزيونية في برنامج “معهد هوفر”، نُشرت في 18 من أيار الحالي.

وأضاف أن “الوجود الروسي في الجنوب السوري كان مصدر تهدئة، وهذا الفراغ سيملؤه الآن الإيرانيون ووكلاؤهم، وللأسف أمامنا هنا تصعيد محتمل للمشكلات على حدودنا”.

في المقابل، أعلنت القوات الأردنية أنها تواجه “حرب مخدرات” على الحدود الأردنية- السورية، بحسب تصريح مدير الإعلام العسكري، مصطفى الحياري، في 23 من أيار الحالي، على قناة “المملكة” الحكومية.

وبحسب الحياري، فإن المجموعات المُهربة تتلقى دعمًا أحيانًا من مجموعات “غير منضبطة” من حرس الحدود السوري، ومن مجموعات أخرى، وبالتالي هي عمليات “ممنهجة”.

وقال، “هناك جزء من التنظيمات الإرهابية في سوريا، وهو التنظيمات الإيرانية، وهذه التنظيمات هي أخطر من (داعش) أو (جبهة النصرة)، لأنها تأتمر بأجندات خارجية، وتستهدف الأمن الوطني الأردني”.

وشدد الحياري على أن القوات المسلحة الأردنية تواجه تهديد المُهربين بالنيابة عن الشعب الأردني والأردن، وبالنيابة عن دول المنطقة والعالم التي هي أيضًا مستهدفة، إذ أشارت مؤخرًا الكثير من التقارير إلى وصول المخدرات التي تُصنع في سوريا إلى الدول الأوروبية.

بينما أعلن مدير مديرية أمن الحدود في القوات المسلحة الأردنية، أحمد خليفات، أن قوات “غير منضبطة” من قوات النظام السوري، تتعاون مع مهربي المخدرات، وعصاباتهم التي أصبحت منظمة ومدعومة منها ومن أجهزتها الامنية، بالإضافة إلى تنظيمات “حزب الله” وإيران المنتشرة في الجنوب السوري، بحسب حديثه لصحيفة “الغد” الأردنية، في 15 من أيار الحالي.

ومنذ بداية العام الحالي صادرت السلطات الأردنية أكثر من 19 مليون حبة مخدرة، مقارنة بـ14 مليون حبة عام 2021، وفق خليفات.

ذراع أمريكية في مناطق النظام

كثّف فصيل “جيش مغاوير الثورة” المدعوم أمريكيًا من تدريباته ودورياته المشتركة مع القوات الأمريكية ضمن منطقة قاعدة “التنف” العسكرية، خلال الشهرين الأخيرين.

كما ظهر شكل من أشكال التعاون بين “مغاوير الثورة” المتمركز ضمن منطقة “الـ55″، وفصيل “مكافحة الإرهاب” المحلي في السويداء الخاضعة لسيطرة النظام، إذ سلّم الأخير، في 24 من شباط الماضي، لـ”مغاوير الثورة”، متعاونًا مع “حزب الله” اللبناني، متهمًا بضلوعه في عمليات تهريب المخدرات جنوبي سوريا، بالتعاون مع النظام السوري وحلفائه.

وأشار “مغاوير الثورة” عبر “فيس بوك” إلى أن إلقاء القبض على جودت حمزة كان “بعملية نوعية” بينه وبين فصيل “قوة مكافحة الارهاب” المتمركز في السويداء، في إطار تنسيق مشترك لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”، وعصابات تهريب المخدرات في الجنوب السوري.

وتقع قاعدة “التنف” التابعة للتحالف الدولي قرب معبر “التنف” الحدودي بين سوريا والأردن والعراق، وتتمركز قوات أمريكية فيها، تدعم وتحمي فصائل معارضة موجودة في منطقة “الـ55” داخل الأراضي السورية.

مقالات متعلقة

سوريا

المزيد من سوريا