أصدر المكتب الإعلامي لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بيانًا نفى فيه أي بوادر لتغيير استراتيجي في انتشار القوى الضامنة بمناطق نفوذها شمال شرقي سوريا، بالتزامن مع عودة حديث الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، عن معركة عسكرية مرتقبة على حدود بلاده الجنوبية.
واعتبر البيان، الصادر مساء الاثنين 23 من أيار، أن التصريحات التركية عن عمل عسكري تهدف إلى “تسخين الأجواء”، مستبعدًا عملية عسكرية فعلية في المنطقة.
وأشارت “قسد” إلى أن قواتها “تدرس مستوى التهديدات التركية الفعلية والمتوقعة” لمناطق شمال شرقي سوريا، وتتبادل المعلومات مع القوى الدولية الضامنة.
وهو ما ناقضته المعلومات الميدانية التي رصدتها شبكات ومراصد عسكرية محلية، إذ رصد “المرصد العربي في تل أبيض”، وهو مختص برصد التحركات العسكرية في المنطقة، تحركات عسكرية لـ”قسد” بريف الرقة الشمالي.
وبحسب ما نشره “المرصد”، فإن رتلًا عسكريًا لـ”قسد” مؤلّفًا من ثماني سيارات عسكرية، خرج من مقر “الفرقة 17″ إلى ناحية عين عيسى شمالي الرقة، عبر طريق المزارع، تحسبًا لأي عمل عسكري لـ”الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا.
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، كشف عن نيّة بلاده الشروع قريبًا باستكمال إنشاء “المناطق الآمنة” بمحاذاة حدودها الجنوبية، شمالي سوريا.
ولفت إلى أن المناطق التي تعد “مركزًا لانطلاق الهجمات على تركيا والمناطق الآمنة، ستكون على رأس أولويات العمليات العسكرية”، في إشارة إلى المناطق التي تسيطر عليها “قسد”، بحسب وكالة “الأناضول” التركية.
وفي 20 من كانون الثاني عام 2018، أطلقت أنقرة عملية “غصن الزيتون” العسكرية، التي انتهت بسيطرة “الجيش الوطني” على مدينة عفرين في ريف حلب الشمالي، وإبعاد “قسد” عنها.
كما أطلقت، في 9 من تشرين الأول 2019، عملية “نبع السلام”، واستمرت حتى 25 من تشرين الثاني، وأكد الرئيس التركي حينها، أن الهدف من العملية، القضاء على “الممر الإرهابي” المراد إنشاؤه قرب الحدود التركية الجنوبية مع سوريا، إلى جانب ضمان عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم نحو “المنطقة الآمنة” التي ستقام من خلال العملية العسكرية التركية.
وفي مطلع تشرين الأول عام 2021، لوّح الرئيس التركي بعملية جديدة ضد “قسد”، مشددًا على التزام بلاده بعمل كل ما يلزم لمكافحة حزب “العمال الكردستاني”، و”مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد)، و”وحدات حماية الشعب” (الكردية).
–