أزمة جوازات السفر في دمشق مستمرة رغم الوعود
لم تنتهِ أزمة إصدار جوازات السفر في مديريات الهجرة والجوازات بمناطق سيطرة النظام السوري، رغم وعود حكومية بأن تنتهي في آذار الماضي.
ولا تزال منصة حجز الدور الإلكتروني للحصول على الجواز لا تعمل، مكتفية بإرسال رسالة واحدة للراغبين بالتسجيل عليها مفادها، “عذرًا لا توجد مواعيد متاحة حاليًا”، أو قد يحصل الشخص الذي أمضى أكثر من عدة ساعات لمرات متعددة بمحاولة الدخول إلى الموقع على موعد بعد ستة أشهر على الأقل، بحسب ما رصدته عنب بلدي.
أدهم من سكان مدينة دمشق، قال لعنب بلدي، إنه يحاول حجز موعد منذ أكثر من عشرة أيام عبر المنصة لتجديد جواز سفره دون جدوى.
وأوضح أدهم (تحفظ على ذكر اسمه الكامل لأسباب أمنية)، أن موظفًا في مديرية الهجرة والجوازات نصحه بالدخول إلى موقع المنصة عند الساعة التاسعة صباحًا، وعند الثالثة ظهرًا، والمحاولة للحصول على موعد لمدة لا تقل عن 20 دقيقة متواصلة، مضيفًا أنه رغم التزامه بهذه الأوقات لم يحصل حتى الآن على إمكانية التسجيل.
وبحسب ما رصدته عنب بلدي، تختلف مدة انتظار الموعد لتقديم الأوراق بين شخص وآخر، إذ تتراوح بين شهرين وستة أشهر، وبعد الذهاب إلى هذا الموعد وتقديم الأوراق، يتسلّم الشخص جواز سفره بعد مدة لا تقل عن شهرين آخرين.
“تجار الأزمات” حاضرون
ككل الأزمات التي يعاني منها السوريون، يوجد سماسرة يعملون على تقديم الخدمات المتوقفة حكوميًا مقابل مبالغ قد لا تكون مناسبة لمعظم الناس.
نبيلة، سيدة تقيم في دمشق، قالت لعنب بلدي، إنها تحاول منذ فترة طويلة الحصول على ثلاثة مواعيد من أجل إصدار جواز سفر لها ولابنتيها، لكن ظروف عمل المنصة المتوقفة دفعتها للجوء إلى سمسار يعمل على تأمين مواعيد بسبب معرفة شخصية تربطه بموظفي دائرة الهجرة.
طلب السمسار من نبيلة (التي تحفظت على ذكر اسمها الكامل لأسباب أمنية)، مبلغ 400 ألف ليرة سورية مقابل الحصول على موعد عبر المنصة، بالإضافة إلى مبلغ مليونين و600 ألف ليرة سورية لقاء الحصول على جواز سفر واحد، وهو رقم “كبير ومبالغ به” لا تقوى على دفعه، بحسب قولها.
وأوضحت نبيلة أنها يئست من محاولة الحصول على الجواز، مضيفة أنها عدلت عن قرار إصدارها الجوازات، منتظرة انتهاء التعقيدات جميعها.
وعود “إعلامية”
في 23 من شباط الماضي، وعد مدير “إدارة الهجرة والجوازات”، خالد حديد، بأن يكون حل أزمة الجوازات التي وصفها بـ”المؤقتة” في 15 من آذار الماضي، موضحًا حينها أن الحل سيكون عبر زيادة “الطاقة الاستيعابية”، ووصول مواد خام جديدة لطباعة الجوازات.
ولم تصدق وعود حديد، إذ لا يزال الحصول على موعد لإصدار الجواز أمرًا يزيد من أزمات السوريين.
وفي 17 من تشرين الثاني 2021، أعلنت وزارة الداخلية عن إنشاء نافذة جديدة عبر موقعها الرسمي، تتيح إمكانية حجز دور إلكتروني بتاريخ محدد للحصول على جواز السفر للمقيمين في محافظتي دمشق وريفها.
وفي 24 من الشهر نفسه، عمّمت الوزارة خدمة حجز الدور الإلكتروني على عموم المحافظات الواقعة تحت سيطرة النظام.
وبعد نحو ثلاثة أشهر من بدء عمل البوابة، اشتكى معظم السوريين من “استحالة” حجز الموعد، واعتبرها كثير منهم بوابة للسرقة، بينما قال آخرون إنها عقبة يضعها النظام السوري لإيقاف الهجرة المتزايدة.
ويحتل جواز السفر السوري المرتبة الثالثة بين أسوأ عشرة جوازات في العالم، وفق مؤشر “هينلي لجوازات السفر” للربع الأول من العام الحالي، إذ يُسمح لحامليه بدخول 29 دولة فقط دون الحاجة لاستخراج تأشيرة دخول.
كما تستمر أزمة الحصول على جواز السفر داخل سوريا، وفي معظم سفارات النظام السوري حول العالم، ما يدفع العديد من السوريين للاستغناء عن جواز السفر في حال استطاعوا ذلك، بينما يُجبر كثيرون على دفع مبالغ طائلة مقابل استخراج الجواز، أو تجديده.
شارك في إعداد هذا التقرير مراسل عنب بلدي في مدينة دمشق حسان حسان
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :